الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطلالةٌ على إحتجاجات السليمانية

امين يونس

2017 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ليسَ من الصحيح ، وضع مُدن وقصبات أقليم كردستان ، في سّلةٍ واحدة ، حين التحدُث عن الأوضاع السياسية أو غيرها . فما يحصل منذ يومَين في السليمانية وجمجمال وبيرة مكرون وكويسنجق ورانية وبنجوين ... إلخ ، من مُظاهرات وإعتصامات ، بعضها مَدنِية وسلمية بإمتياز ، وبعضها الآخَر تحّوَل إلى مُجابهات مِنْ قِبَل القوى الأمنية ضد المحتجين ، ورافق ذلك حرق المقرات الحزبية والبنايات الحكومية ... هذا كُلهُ " هناك " ... بينما في محافظَتَي أربيل ودهوك ، فلقد إقتصر الأمر على بعض المحاولات الخجولة لبعض المحتجين في رواندوز في أربيل وشيلادزي في دهوك ، تَمَ إحتواءها من قِبَل قوى الأمن خلال وقتٍ قصير . أدناهُ بعض الملاحظات العامة :
* إذن لحد ظهيرة الثلاثاء 19/12 ... وحيث ان الكثير من معلمي ومُدَرِسي السليمانية وحلبجة ، أضربوا عن الدوام منذ يُومَين ، مُطالبين بحقوقهم ، فأن الدوام في مدارس دهوك وأربيل عادي . وحيث ان آلاف المُحتجين الشباب خرجوا منذ البارجة في كثيرٍ من مُدن وأقضية ونواحي السليمانية وحلبجة ، رافعين شعارات تُطالِب برحيل الحكومة " الفاشلة " وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ، قاطعين الطُرق الرئيسية ... فأن شوارع أربيل ودهوك ، طبيعية وخالية من أية إحتجاجات . إذن مِنْ حَقِنا ، أن نتكلم عن " منطقَتَين : مُختلفتَين .
* يمكن إستنتاج ( تردُد ) حركة التغيير ، من البُطأ في إتخاذ القرار بالإستقالة الرسمية من الحكومة وإعلان كُتلة التغيير في البرلمان بإعتبارها مُعارَضة . ويمكن مُلاحظة بعض " التردُد " في إعلان إنحياز الحركة الكامل والصريح مع الحركة الإحتجاجية الشعبية بل وتزعمها في الشارع . فلا زالت الحركة تعقد " إجتماعات " بُغية إتخاذ قرارٍ نهائي ... بينما المحتجين في الشارع ، يحرقون مقرات الأحزاب ومن ضمنها وياللمُفارَقة ، مقرات حركة التغيير نفسها ، في بعض المُدن ... أرى ان حركة التغيير تأخرَتْ وتباطأتْ كثيراً في الأيام القليلة الماضية في حسم موقفها ، ورُبما ستدفع ثمن ذلك التأخير من شعبيتها .
* المُفارَقة .. أن " يوسف محمد " رئيس البرلمان المُبعَد ، والمنتمي لحركة كوران ، كان مع المتظاهرين في الشارع يوم أمس .. وكذلك أعلن مُحافظ السليمانية " هفال أبو بكر " المنتمي الى كوران ، بأنهُ مع مطالب الناس جملة وتفصيلاً . ولكن قوى الأسايش والقوى الأمنية الأخرى في السليمانية وغيرها ، جابهت المتظاهرين بالعِصي الكهربائية والغازات المُسّيلة للدموع وإعتقلت بعضهم ... لأنهُ ببساطة : هذه القوى الأمنية لا تستمع لما يقوله المُحافِظ .. بل ان ولاءها للإتحاد الوطني الكردستاني ! .
* الحركة الإحتجاجية الأخيرة ، والتي بدأتْ بالمعلمين أولاً وبمطالب مهنية .. إمتدتْ لتشمل شرائِح كثيرة من المجتمع في المناطق أعلاه ، وإرتفع سقف المطالب ، ليصل إلى المُطالبة الصريحة بإسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين .. وكما يبدو فأن الحركة هذه في إتساع يومياً .. وليس من المعلوم المدى الذي سوف تصله .
* من الواضِح للعيان ، ان هذه الحركة الإحتجاجية الشعبية ، تفتقد إلى [ القيادة ] وتفتقد إلى برنامجٍ واضِح المعالِم . إذا إستطاعتْ حركة التغيير والجماعة الإسلامية ، تدارُك الأمر بِسُرعة ، فربما يستطيعان قيادة هذه الحركة ، وإبعادها عن أساليب العُنف وحرق وتدمير المنشآت الحكومية والحزبية ... وجعلها إنتفاضة مدنية واعية . أما إذا تلكؤا ، فأن الإحتمالات مفتوحة ، على إنتشار الفوضى في الساحة ، لا سيما وأن الحركات الجديدة ، مثل " الجيل الجديد " و " العدالة والديمقراطية " لشاسوار عبد الواحد وبرهم صالح ، ليس من الواضح مدى إمتلاكها لإمكانية السيطرة على الشارِع .
* مربط الفَرس ، كما يُقال ، يكمن في : موقف القوى الأمنية في الأيام المُقبِلة في السليمانية .. هل ستكون على الحياد ؟ هل ستنظم إلى المحتجين ؟ أم هل ستستخدم العنف ضد المتظاهرين وإلى أي مدى ؟
* إذا خرج المتظاهرون والمحتجون إلى الشوارع لساعاتٍ في النهار ورجعوا إلى بيوتهم مساءاً ... فأن تأثيرهم سيكون ضعيفاً . ومن " التجربة المصرية " فأن نصب الخيام وسط الساحات الرئيسية والبقاء ليلاً ونهاراً وتنظيم النشاطات بصورةٍ جيدة وفعالة ، يُؤدي إلى نتائج مضمونة وتلبية مطاليبهم .. غير أن ذلك ، يحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة ، وإستعداد الناس للمواصلة والمُثابرة والتضحية . فهل ان ذلك وارد ؟ ستجيب الأيام القادمة على ذلك .
* ومادامتْ أوضاعنا كُلها مُفارقات : فالدول الأوروبية الكُبرى .. فرنسا أولاً ، ثم ألمانيا وبعد أيام بريطانيا ... يدعون ويستقبلون رئيس حكومة الأقليم ونائبه . والحكومة " تُجّيِر " نتائج الزيارات ، لحساب شرعيتها وتُفّسِر ذلك بأنهُ دعمٌ للحكومة ورئاستها . في نفس الوقت الذي تخرج فيه مظاهرات وإحتجاجات شعبية في السليمانية وحلبجة ، مُطالبة برحيل وإسقاط الحكومة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعب كوردستان
عبد الحسين سلمان ( 2017 / 12 / 19 - 14:28 )
تحياتي كاك امين

رُبَّ حرف نافعاً

..... وحيث ان آلاف المُحتجين الشباب خرجوا منذ البارجة

اتمنى ان يخرجوا من البارجة بوتمكين Potemkin ليقف على قدمية شعب كوردستان


2 - أستَمرو والله معكم
حسن الكوردي ( 2017 / 12 / 20 - 13:04 )
تحياتي استاذ أمين . يقال قتل كلبٍ في غابة جريمة لآتغتفر وقتل شعب آمن مسألةٌ فيها نظر . قرأت قبل قليل خبر صادر من ألإتحاد ألآ وطني وفيها يقول نحن ضد ألأفعال الغير ديمقراطية هههههههه أسأل من كتَبَ هذا ماهي ألأفعال الديمقراطية يا إتحاد نورونا بها هل سرقة المال العام وقتل الصحفيين وتكميم ألأفواه وقمع التضاهرات بأجهزتكم القمعية هي الدم قراطية . وأضم صوتي الى صوت المحتجين حيث طالب قسم منهم بتدخل الحكومة المركزية لإنقاذهم من هؤلاء الفاشلين والفاسدين ياسيدي لآ تتأمل خيراً من شعب دهوك لأنهم تعودو أن يكونو خدم وبوق الحاكم . . وشكرا لك


3 - موازين الغرب مختلة
علي حسن ( 2017 / 12 / 20 - 14:35 )
لا اعرف بأي صفة تستقبل الحكومات الغربية الوفد الكوردي ، فهوْولاء لا يمثلوا الدولة العراقية ولم يذهبوا مخولين من الحكومة الاتحادية. هذا من جانب، اما من جانب اخر، كان على الحكومات الغربية عدم استقبال الوفد الكوردي والاحتجاجات الشعبية ضدهم على اوجها . ولكن هذا هو الغرب يكيل بمكاييل متعددة


4 - سَمَعَت
حسن الكوردي ( 2017 / 12 / 20 - 15:14 )
تحياتي . تحليل ونصيحة في وقتها . فعلت حركة التغير ماكان متوقع منها وسَمَعَت نصيحتك الدكتور يوسف قدم إستقالته وإنسحاب وزرائه من الحكومة. بارك الله فيهم . وشكرا لك على ما قدمت وتُقَدم

اخر الافلام

.. iOS18 من دون -ذكاء آبل-.. هل يستحق؟ #الصباح_مع_مها


.. وزير الخارجية الإسرائيلي يلوح بتدمير إيران في حال تدخلت في ا




.. وول ستريت: طهران تتحدى واشنطن وتتحول لقوة دولية مؤثرة على ال


.. رئيس الوزراء الفرنسي يدلي بصوته في الانتخابات التشريعية | #ع




.. أصوات إطلاق نار واشتباكات بين الاحتلال وفلسطينيين في حي تل ا