الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعثيون قادة ومنفذو الفتنة

فرات المحسن

2006 / 2 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


جاء بيان جبهة التوافق حول جريمة تخريب مرقد الإمامين الهادي والعسكري والذي ألقاه طارق الهاشمي (أمين عام الحزب الإسلامي العراقي) جزء من عملية متناغمة أعدت بشكل منسق وبروح إجرامية حاقدة.
فالخطاب جاء متوازيا ومتساوقا مع مجريات التخريب ويكمل المحاولة المسعورة لإثارة الفتنة وتصعيدها.فقد قدمت جبهة التوافق خطابها بالتهديد والوعيد لمن حاول ويحاول النيل من المنظمات التابعة للحزب الإسلامي وحلفاءه وكذلك من يوجه غضبه وسخطه نحو جوامع أهل السنة ومراقد مراجعهم الدينية ولم يتضمن الخطاب أي تلويح أو لغة تدعو للتهدئة ووأد الفتنة ومخاطبة الجميع من فئات وشرائح وقوى الشعب العراقي بروح التسامح وحثهم على إدراك ما سوف تجره الفتنة الطائفية من خراب على العراق لو قدر لها أن تشتعل بالكامل.بالعكس من كل هذا فأن خطاب جبهة التوافق نحى منحى التصعيد الطائفي وشحن الجو العام بلغة استفزازية تهديديه وكان مسك الختام فيه رسالة المقاطعة للجهد الجماعي لإيقاف الفتنة والذي اجتمعت من أجله فعاليات الشعب السياسية في دار السيد رئيس الجمهورية جلال الطلباني. وأخذ الحزب الإسلامي بإصدار البيانات المحملة بالتهديد والوعيد والإحصائيات الملفقة بعدد القتلى والاعتداءات الشيعية دون ذكر لما تقترفه فرق الموت التابعة لجبهة التوافق وحلفائها من البعثيين والسلفيين.
خطاب جبهة التوافق والحزب الإسلامي المتشنج والمشحون بالتهديد والنفره جاء بالتحديد بعد ساعات قلائل من الإعلان عن العملية الخسيسة التي تعرض لها مقام الإمامين الشيعيين ولكن سبق خطاب جبهة التوافق بيان للسيد علي السيستاني المرجع الأعلى للشيعة في العراق والذي دعا فيه للاحتجاج على العمل الإجرامي بمظاهرات سلمية وطلب من أتباعه عدم المساس والحفاظ على مرقدي أبو حنيفة النعمان والحضرة القادرية تحديدا وهذا التحديد ما يعيب النداء وجعله بابا للفتنة أيضا مما دفع بعض مجاميع من الشيعة للهجوم على جوامع ومؤسسات أهل السنة.
التوقيت الزمني للحدث الإجرامي وخطاب طارق الهاشمي والهجمات التي طالت مساجد السنة كلها تشير الى أن هناك عملية تم توقيتها للتصعيد وإثارة الفتنة والأحقاد ومن الواضح أن الخطة كانت مبيته وأعدت بالتنسيق بين البعثيين والسلفين في جبهة التوافق والقوى الإرهابية المسلحة والبعثيين المنتمين للفعاليات والأحزاب الشيعية.فعملية تلغيم المرقد وما أحدثه من أضرار بالمبنى تؤكد خبرة القائمين وحرفيتهم في عمليات التلغيم وأن سرعة ردة الفعل للبعثيين من الشيعة لقيادة التظاهرات وتكوين مجاميع مسلحة للهجوم على مساجد وشخصيات سنية ثم صدور بيان جبهة التوافق التحريضي الذي دعا لتأليب السنة وحثهم للدفاع عن مراقد أئمتهم ومساجدهم والتهديد بالمواجهة والزلزال الذي سوف يواجهون به الآخر يؤكد بما لايدع مجال للشك بأن العملية برمتها قد خطط وأعد لها في كواليس بعض المقرات الحزبية لجبهة التوافق بالاتفاق مع أطراف إقليمية ودولية ونفذ بأيادي بعثية سلفية هم أعضاء حزب البعث المنتشرون ليس فقط في المناطق الغربية من العراق أو بين أوساط الحزب الإسلامي وجبهة التوافق والحوار وإنما هناك أعداد كبيرة منهم منبثة بين أوساط الأحزاب والفعاليات الشيعية واستطاعت أن تعيد تشكيل خلاياها السرية التي من خلالها تتمكن من قيادة التظاهرات والفعاليات التي تعمل على تصعيد اللغة الطائفية وإيقاع الفرقة والبلبلة بين أوساط الشعب العراقي.أن فترة الثلاث سنوات كانت جد كافية للبعثيين بأن يعيدوا ترتيب أوراقهم وينفذوا الشطر الأكثر خطورة من خطة صدام التي أعدها قبل سقوطه والتي وضعت على أسس سياسة الأرض المحروقة في مواجهة الاحتلال ومن يدير العملية السياسية من بعد سقوط حزب البعث.وكان أخطر ما في تلك الخطة هو التغلغل بين أوساط الأحزاب على مختلف واجهاتها ومنها الشيعية وكذلك أجهزة الأمن والشرطة والجيش وهذا الأمر بات واضحا وجليا حيث نجد أن المؤسسات العسكرية وفي مختلف محافظات العراق تسير طيعة نحو تأزيم الأوضاع الأمنية وتقوم بما تؤمر به من عمليات قتل يومي على الهوية الطائفية من كلا الطرفين، وفرق الموت باتت حقيقة واضحة للعيان وهي موجودة لدى جميع الأطراف سنية كانت أم شيعية أو غيرها.حتى عمليات التخريب اليومي للبنى التحتية وسرقة المال العام وسرقة النفط وتخريب أنابيبه واختطاف الناس وترويعهم أصبحت تمارسها عصابات مافيا مرتبطة بفعاليات عراقية وإقليمية ودولية لها اجندتها الساعية ليس فقط للاحتراب في ما بينها وإلحاق أكبر قدر من الأضرار بالخصوم وإنما تسعى جاهدة لوضع العراق في أقصى درجات الفوضى والخراب.
أن تصعيد خطاب الفتنة الطائفية يلاقي صدا إيجابيا واستحسانا لدى قادة الشيعة أيضا.فالهوية الوطنية العراقية أختف كليا خلف ضجيج الهم الطائفي وشكل الخطاب الديني الطائفي البائس أهزوجة لتمرير خبايا السياسات الإقليمية القذرة التي ليس في عرفها غير تدمير العراق ووضعه داخل فوهة الحريق الأبدي.وهذا الخطاب المشحون بالعواطف الطائفية السائبة والذي يلاقي التأييد والاستحسان من جماهير فقيرة في كل شيء يتملكها هوس وجنون الخوف من قدوم من يغلق عليها منافذ التعبير عن مشاعرها المنفلتة بعد أن وجدت نفسها طليقة السراح تبث مشاعرها دون حرج.هذا الخطاب الطائفي يستغل اليوم من قبل تنظيمات حزب البعث المبثوثة بين أوساط الفعاليات الشيعية ليكون الأداة الفاعلة والمؤثرة في الشارع العراقي وقد استفاد البعثيون من هذا التناغم بين مساعيهم لتنفيذ مأربهم وبين خطاب بعض قادة الشيعة ليتصدروا وفق ذلك التناغم مشهد القيادات الوسطية التي تدير الحشود الجماهيرية السريعة الانقياد لتنفيذ إرادتهم ومأربهم.فالجماهير الغير واعية كانت وستبقى سهلة الانقياد ولا تحتاج غير دعوة لهتاف ثم تلويح بسلاح وفزعة وكل ذلك يمكن توفيره بسهولة ولا يحتاج لجهد مع وجود آلاف قطع السلاح وأعداد مليونية من العاطلين عن العمل ومن الأميين مع انعدام كامل للخدمات وخطط أعدت بذكاء وخبث من قبل قيادات حزب البعث لتأجيج الصراعات وافتعال الأزمات.
أن لم تدرك جماهير الشيعة بأنها تنفذ مخططات حزب البعث بحذافيرها وحسب إرادة القيادات البعثية التي إعادة ترتيب أوراقها لتقود اليوم جموعهم وأن تلك الجموع تقع اليوم تحت سطوة خديعة حزب البعث وتنفذ له مأربه. وأن لم تدرك قياداتهم بأن خطابها الطائفي الخالي من أي نزوع للوطنية العراقية وأنه يتساوق ويتناغم مع أهداف تنظيمات البعث وحلفائه من السلفيين ويؤدي لهم خدمات لا تحصى ولا تعد. وأن لم يدرك الشعب العراقي بأن بعض من الشخصيات القيادية في جبهة التوافق وكذلك الحوار وهيئة علماء المسلمين هم الجناح السياسي للإرهاب المسلح وهم منفذو خطة صدام حسين في ما سمي بالمعركة المفتوحة والأرض المحروقة وأن مشاركتهم في العملية السياسية هي بذات الطبيعة والأهداف التي تم وفقها زج أعداد هائلة من البعثيين والحواسم في جهازي الشرطة والجيش وبين أوساط الفعاليات والأحزاب الشيعية. أن لم يدرك الجميع خبث ودناءة وخسة خطط حزب البعث ومرتزقته وعملاءه التي تتناغم مع رغبات دول الإقليم وأطراف دولية لتمزيق وتحطيم العراق أرضا وشعبا. وأن لم يرتفع الجميع وبالسرعة القصوى لمستوى الهم الوطني ويدركوا بأن المواطنة والهوية الوطنية العراقية دون غيرها هي الحاضنة والحاوية والحافظة للعراق وشعبه وأن الخطاب والمسعى الطائفي هو ما يريد تأجيجه حزب البعث وغيره من أعداء العراق بدأ من القوى المحتلة ودول إقليمية الى مجاميع مختلفة الانتماءات والمشارب ساعية لجعل الفوضى مكسبا وبابا للسرقة والارتزاق.
أن لم يدرك الجميع ذلك فأن شرارة صغيرة قادمة كافية لإشعال حريق لا يطفأ لهيب ناره إلا بعد موت الحرث و الضرع .
لنقول أن الوقت لم يأت بعد لنقرأ سورة الفاتحة على روح العراق أرضا وشعبا وأن هناك كوة وبالرغم من صغر حجمها وشحت النور القادم منها فأن فيها الأمل والمرتجى ونتمنى أن نتدفأ بشعاعها حين يقف شعبنا بجميع طوائفه وقومياته وشرائحه ليحمل شعلة المسؤولية الوطنية ويعلي من شأن هويته الوطنية،مبعد عنه ذلك الخطاب الطائفي المقيت، ومدرك لما يحاك له في الخفاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في