الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة- لما الاستعجال ...؟

ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )

2006 / 2 / 28
كتابات ساخرة


همس في إذنه وقال : بعد أقل من شهر ستذهب إلى الخدمة الإلزامية ؟ . كان المهموس له قد تجاوز الخامسة والخمسين من عمره , يمتلك روح الدعابة والفكاهة , وسريع البداهة . التفت إليه وقال : هذه الأخبار أصبحت تفاهة وغير مستجدية لمريض مثلي ولا نقاهة , ولم يعد لها احترام ووجاهة , ولا صدق ونزاهة ؟ .

- لا أمزح أنني أقول لك الصدق , الم تفتح التلفاز على قناة الديمقراطية , كانت ندوة مع د: ( .........), المسوؤل الإعلامي المعروف , ورئيس المركز الإعلامي السوري في (.....) انه يعتبر من الناس البعيدين والقريبين من السلطة و بامكانك متابعة الحلقة غدا , لأنه سيعاد , لقد تكلم بموضوع الأجانب وحتى موضوع الانتخابات ونشر وبشر .

- نظر إليه وبابتسامته المعهودة قال : سأسرد لك قصة قديمة .
- تفضل ؟.
- شكرا , وبدأ سرد الحكاية .
قديما كان الناس يذهبون للتسوق إلى مدينة ماردين المعروفة , كون المنطقة كلها آنذاك لا توجد فيها سوق , ولا عمل إلا في هذه المدينة , حيث كانت برية ماردين واسعة والناس يتوجهون إلى البازار إليها , حتى سمي كل من سكنها من أكراد وعرب ومسلمين ومسحيين بالبازاري – أي المدني –
- هز الهامس رأسه ( دلالة على صدق كلامه ) .
- تابع المهموس حديثه :
ذات يوم توجه رجل قروي إلى ماردين لشراء بعض الحاجيات , ثم عرج إلى محل نجارة – كانوا يسمونه في وقتها والى الآن ( خراط ) , لتفصيل سرير خشبي لطفله المولود حديثا .
- تقصد ( دركوش – مهد ).
- تماما ؟. واستأنف ثانية الحديث .

طلب الخراط منه خمسة قروش ثمنا لعمله وسيكون السرير جاهزا في أقرب فرصة من الزيارة القادمة إنشاء الله. ولكن الزيارات تتالت إلى البازار ( مدينة ماردين ) والى خراطنا , إلا أن السرير لم ينجز.

كبر الطفل , شب , تزوج , رزقه الله بطفل , طلبت زوجته منه سريرا , تذكر سريره وبان ثمن السرير مازال في عهدة الخراط . فاحزم ذاته للذهاب , وتوجه إليه : رآه قد كساه الزمان حلة بيضاء .

سلم عليه وعرفه على نفسه وسرد حكاية والده المرحوم بأنه قد أوصى له بسرير, عندما كان طفلا , وها هو قد كبر وتزوج ورزق بطفل , ولذلك أتى إليه آملا منه بوفاء وعده و إنهاءه من إنجاز عمل السرير .

- نظر إليه الخراط ملياُ , واستجمع نشاطه بعد لحظات , ثم أخر ج من جيبه نقوداُ من فئة الخمسة قروش ورماه في وجه الزبون وقال :
مالكم مستعجلين على السرير ؟. إن إنجاز عمل كهذا يأخذ وقت ؟. وانتم القرويون مستعجلون دائماُ ؟. خذ مالك واغرب عن وجهي ؟ .

خرج الزبون فاغر الفاه , مدهوشا , وسأل ذاته , هل كنت حقا مستعجلا طيلة ثلاثون عاما في طلبي ؟...

- وهذا أنا يا صاحبي خمس وخمسون عاماُ , أولادي وأحفادي ورثوا مني هذه المعضلة التي لم تحل , ونسمع من فترة لفترة ألإشاعات والمقابلات والوعود التي لم أعد تصديقها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع