الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازدواجية الملغومة... عشية حوار لبناني؟؟!

قاسم محمد عثمان

2006 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في عزّ التخبط بتناقضات القوى والأحلاف والاستقطابات اللبنانية اللبنانية على مــــــــشارف مؤتمر الحوار في مجلس النواب، يتعــــين عـــــلى هــــــذه القــوى ان تدرك ان هـــــــامش توظيف العامل الشعبي التمـــــثيلي الذي تتمتـــع به مجتـــمعة ومنـــفردة اضحى بدوره على مشــــــارف النهاية ان هي مضت الى الحوار بروحية  تفـــــخيـــخه، لأن فـــــشـــل هذا الحــــوار سيكون بمثابة فتح متاهة خطرة اضــافية في حلقات المتاهات القاتلة.
الشرط الاول والاخير لنجاح هذا الحوار هو تخلي الزعماء السياسيين عن الازدواجية والا فالأفضل الف مرة  الغاء الحوار قبل الشروع به لتوفير خضة مخيفة على لبنان.
ما يجري الآن في معظم مسالك الصراع السياسي هو انفجار لازدواجية  القوى السياسية التي تبدو  متصادمة حول كل شيء ومتشابهة ومتشـــــاركة ومتـــــآلفة في نهج الازدواجية الى حد انها جميعها تستهين بالأخطاء اليومية  التي تقع في احابيلها غير آبهة لثمن تدفعه يوم يأتي الحساب، ولو طال أمده.
تغرق قوى 14 آذار في ازدواجية موصوفة حين تصور نفسها "أم الصبي" القيمة  على استعادة النظام الديموقراطي، وتشن حرب اسقاط رئيس الجمهورية متفردة في معزل عن اجنحة سياسية اخرى ايا يكن موقفها من هذه الاجنحة، فتعطيها الذريعة  لتصوير حربها "انقلاباً" على النظام . فلبنان  رغم كل ما شهده  من انتهاكات لطبيعته تبقى طبيعته اقوى من كل استفراد.
وتغرق هـــذه القوى في ازدواجية مماثلة حين تـــــــنتهج سلوك الديموقراطية الحقة في وضع العرائض النيابية والشعبية والتحريك الشعبي، ثم "تحسم" المعركة سلفا وتصورها محسومة تــــحت وطأة الــــــتراجع عـــــن الــــزام نفسها مهلة خاطئة بالاساس لأن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر وتكشف عن اتجاهــــات انفــعالية وتقديرات بعيدة عن الواقع.
تغرق قوى 8 آذار في ازدواجية  مماثلة حين تهاجم قوى الغالبية  لأنها تقاطع رئيس الجمهورية وتشل مجلس الوزراء، متناسية  ان وزراء "أمل" و"حزب الله" شلّوا بمقاطعتهم السلطة التنفيذية  لسبب اقل وجاهة من السبب الذي قاطع من اجله وزراء 14 آذار قصر بعبدا.
وتغرق قوى 8 آذار في ازدواجية ذات معايير مرتفعة حين تنبري للتبشير بالحوار مسلكا وحيدا فيما تحسم على ألسنة قيادتيها ومن يتحالفون معها البداية والنهاية في سلاح المقاومة وفي الايحاء بنهائية النتيجة واستخدام "الثقل الاستراتيجي" المخفي والعلني لمنع اي نتيجة اخرى مخالفة لهذا الموقف.
ما بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار ينزلق "التيار الوطني الحر" الى ازدواجية شبيهة حين يشكل واقعيا سدا دفاعيا امام اسقاط رئيس الجمهورية بوسائل سلمية وشعبية، فيما هو يدين تاريخيا وواقعيا لتركيبته التمثيلية الواسعة لهذه الوسائل ولا يقدم الذريعة القاطعة على ان تحريك الشارع يعني بالضرورة شرا مستطيرا ما دامت تجارب الاحتكام الى "ساحة الحرية" منذ عام لم تؤد الى اي شر، بل على العكس اقامت "مناعة" شعبية  امام محاولات الفتنة، وليست  تظاهرة الاشرفية هي القاعدة بل هي الاستثناء.
وما دام  الشيء بالشيء يذكر، فان قوى 14 آذار تنزلق الى ازدواجية اخرى هي انكارها على "التيار" وزعيمه  مطالبته باستفتاء شعبي على الرئاسة،  فيما هي تحرك عريضة المليون لتمتين موقعها وتحصينه بمناعة شعبية اضافية.
وتتصارع هذه القوى بالواســـــــطة ومباشرة  عند منعطف ازدواجي مكشوف حين تترك "حفــــــلة الشــــــتائم" الدائرة منذ ايــــام في وسط بـــــــيروت الى منعطفات اخرى بمـــــــثابة "استــــثمار" وتوظـــيــــف سياسي ولا تصدر احكاما سياسية مـــــبــــــرمة وقاطعة لمـــــنـــــع هـــــذه الجاهـــــلـــــية المتخـــــلفة الجديدة ومــــــنع انزلاق "بقايا السياسة" في لبنان الى جعل "العامة" "تتأهل" لما هو  اخطر حين تصبح الشتيمة  علامة  الزمن السياسي.
هي بالتأكيد مسؤولية  قوى 14 آذار بالدرجة الاولى، لكنها ايضا مسؤولية سياسية عامة مفادها ان "الجماهير" اضحت اخطر سلاح محدق بالسياسة المفتقدة  الى الاخلاق. واذا كانت معركة اسقاط رئيس الجمهورية تبرر الكثير، فان شيئا لا يبرر انفجار الازدواجيات  على ألسنة موتورة بفعل حقن الزعامات لجماهيرها واخلاقها "ثقافة العدائية" في الشوارع  من دون اي "رادع" اخلاقي.
واذا كان الحوار سينقل فقط الى داخل قاعة مغلقة صراع الازدواجيات وسط ميزان قوى سلبي متكافئ، فالأفضل ألف مرة اعفاء اللبنانيين من هذا الوهم الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل