الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات التمدن: حواري مع عباس علي العلي حول المدنية الأجتماعية ودور النخبة في أرساء مفاهيم التغيير الأجتماعي؟

ماهر عدنان قنديل

2017 / 12 / 22
مقابلات و حوارات


الأستاذ عباس علي العلي ضيف سلسلة حوارات التمدن:

الأمين العام للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير والأصلاح (العراق) (المصدر: الحوار المتمدن).

البداية:

* ماهر عدنان قنديل: تحياتي الأستاذ عباس علي العلي، أشكركم على اختيار هذا الموضوع الهام للحوار. رغم هذا التطور الصناعي والتكنولوجي الذي تسبب بتغير في الوسائل/وسائل التأثير الاجتماعي والتواصل وغيرها إلا أن ذلك لم يتسبب بتغيير كبير في البنية النفسانية والطبيعية للمجتمع وللإنسان بل لا تزال السلوكيات هي نفسها، ما السبب في رأيكم؟ وكيف يمكن استغلال الوسائل المتاحة لمحاولة التغيير لأنسنة أكبر للكائن البشري وللمجتمع؟

* عباس علي العلي: مساء الخير صديقي
لكل وسيلة من وسائل الأتصال والتواصل تأثير وحضور في عملية التغيير الأجتماعي ليس فقط بقدر ما تمنح من قدرة، ولكن أيضا بقدر ما يمكن لنا أن نسخرها ونستغلها أفضل وأحسن أستغلال في عمليات التحول التغيير، هنا تأت عوامل الحضور البشري وقدرة العقل فيه على أستخدام مفردات التواصل ومسائله ووسائله، لذا نجد أن المجتمعات الغر بية وبعض المجتمعات الشرقية قد نجحت في تسخير هذه الوسئل في حين فشلت مجتمعات أخرى لغياب الرؤية وغياب القضية الأجتماعية أصلا، في المجتمع العربي عامة والعراقي خاصة ليس لنا خطط ولا برامج ولا حتى تصور محدد في كيفية الأستفادة من هذه الوسائل وتركنا الأمر على علاته تحت عنوان الحرية، فغاب تأثير الفكر التحرري التطوري وتراجع المجتمع في الكثير من قيمه الأجتماعية وحلت في أجزاء كثيره منه الفوضى، إلا في بعض الحالات التي أود أن أشير لها بوضوح، حيث أستغلت التيارات الدينية والأفكار المتطرفة هذه الوسائل ووجهت عقول الشباب إلى المقاصد التي أرادت أن تصل لها ونجحت بذلك نجاحا ملحوضا، أما القوى والتيارات الأجتماعية والسياسية والمدنية لم تنجح ولن تستطيع حتى النفاذ إلى هذه المنظومة التأثيرية لغياب القدرة على التسخير أو لعدم أمتلاكها الوسائل ذاتها.. تحياتي وأمتناني.

* ماهر عدنان قنديل: عملية تمدين المجتمع وأنسنته هي عملية مُعقدة تتطلب جهد تشاركي لأطياف واسعة من نخب المجتمع كما ذكرت في مقدمتك، لكن حسب رأيك ما هي الفوارق الأساسية ما بين تمدن المجتمعات العربية وغيرها من المجتمعات الغربية والدولية؟ هل هي فوارق جوهرية تكمن في قوة الوسائل التوعوية أم هي فوارق موضوعية تكمن في تركيبة وقوة الدول؟ خصوصًا أننا نشاهد كثير من الجرائم والتصرفات اللاإنسانية واللاأخلاقية في مختلف أنحاء العالم ولا يكمن الاختلاف أحيانًا في الجوهر (الوعي المجتمعي) بقدر ما أنه اختلاف موضوعي يكمن في قوة السلطات العقابية القضائية والإدارية التي تخضع المجتمعات لها في بقية الدول الأخرى..

* عباس علي العلي: ردا على تعقيبكم بشأن قضية التمدن والعوامل والمحفزات التي تضبط وتصيغ هذه القضية.
لا شك أن الإنسان ككائن مجرد ليس ملاكا حتى تسوقه القيم والأفكار لوحدهل إلى جادة التحول والصيرورة، ولا هو شيطان مريد يأت بالزجر والتهديد والقوة حتى ينصاع للإرادة ما.
الإنسان مجموعة مختلطة ومولدة وناشئة من مشاعر وأحاسيس وقضايا منها العقلي ومنها الحسي النفسي، ويخضع لعوامل ضغط داخلية وخارجية، خوف وقلق وإيمان وقهر وإرادة، علينا عندما نصنع رؤية تحول ونريد لهذا الإنسان أن يكون جزءا منها لا بد لنا أن نراع كل ذلك، نقدم له الفكره بأطارها القانوني المقنع وبوسائلها التي تبدأ من الأقناع ثم الأقناع الموجه المدروس، ثم الأقناع بوسائل ضبطيه وصولا إلى الحل الأخير والذي مفاده أن البقائ مع الواقع الراهن يجر المجتمع إلى الدمار والتخلف المضطرد وبالتالي المتمسك به متمسك بدمار المجتمع.
طبيعي لل فكرة حدود في التأثير ولكن برأينا أن أهم مقومات التأثير وأشد سطوة من القانون والقوة هي قدرتها على أن تجعل الناس تؤمن بها بما تعطيه من نتائج على الواقع، بقوة تفاعلها بالحصاد الذي يكسبه الناس، هذه النتائج وحسب قرائتي الدقيقية كعالم أجتماع للتحولات المحورية في عقلية التمدن في المجتمعات المتقدمة هي سر نجاح التغيير والتمدن، نحن بحاجة ولأكن صريحا إلى نخب مدنية ولكن بشرط أن تكون سلمية وطبيعية وأن لا تفكر بالقانون والقوة إلى في حدود أضيق من الضيق ذاته لتطبيق الفكرة، لأن الالجاء بأي صورة والفرض بالقوة لا يمكن أن يكون أسلوبا مدنيا بالمطلق.

* ماهر عدنان قنديل: أنا أتفق تمامًا مع طرحك حول السؤال الماضي بحيث أنه على النخب استعمال ما يمكن اعتباره شيئًا من القوة الناعمة والهندسة الاجتماعية لاحداث التغيرات الاجتماعية المرجوة دون اللجوء إلى السلطات العقابية إلا عند اللزوم. كسؤال أخير أستاذ عباس هل هناك تأثيرات للحداثة والعصرنة والارتباط المادي للإنسان على الوعي والإدراك والسلوك وعلى أنسنة المجتمعات عمومًا؟ هل نحن في الطريق الإيجابي أم على العكس نتجه نحو مزيد من الأنانية والعدوانية؟

تحياتي

* عباس علي العلي: المجتمع الإنساني في كل علاقاته وتفاعلاته مع الواقع تماما مثل الإنسان الفرد يتحسس ويتفاعل وينفعل مع كل التغيرات الفكرية والسياسية والأقتصادية، لذا فالجواب الأكيد على تساؤلاتكم نعم المجتمع يتغير مع كل الفلسفة الكونية ولكن تبقى درجة التأثير والتغيير تختلف من مجتمع لأخر بقدر ما في ذاتية هذا المجتمع من قدرة عن التعبير والإحساس بإشكالياته، في الواقع العربي والعراقي خاصة هناك تحولات بنيوية في تفكير وفي طريقة تفكير المجتمع وإن بدأت ضعيفة لكنني أراها اليوم في حراك مهم وإن لم يبلغ المراد المطلوب لأحداث الصدمة التغييرية، ولكن مع ضغط الفكر النخبوي وأستمرارية حراك الشارع المثقف والواعي سيتم تعجيل هذه الحركة، بالملخص المفيد جزء مهم من المجتمع يتجه نحو الطريق الصحيح برغم ضغط المؤسسة الدينية والقبلية القروية وضغط الواقع المعاشي المؤازر والمساند لعوامل التأخير والعرقلة .... تحياتي صديق العزيز.

(انتهى)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال