الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العلم تحت السيطرة .... كيف يمكن تحريره؟
سامح سعيد عبود
2017 / 12 / 22الطب , والعلوم
ظلت المنطقة الجغرافية الواسعة المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، تعيش فى عصر سيطرة الإيمان و الدين، طوال أكثر من ألف عام، من القرن الخامس الميلادى للقرن الخامس عشر الميلادى، و انخفض النشاط العلمى أو اختفى، وتلاشي أحيانا، نتيجة اضطهاده ومحاربته من المؤسسات الدينية الحاكمة شبه المطلقة سواء الإسلامية أو المسيحية على السواء، إلا إن هذه السيطرة لم تكن مطلقة تماما، ففى العالم الإسلامى نشطت حركة ترجمة و تدوين وبحث و تأليف وتصنيف علمى أنتجت بعض الاكتشافات والاختراعات، برعاية بعد الخلفاء والحكام، و استمرت لثلاثة قرون من التاسع الميلاى للثانى عشر الميلادى فى العواصم الكبرى للعالم الإسلامى، قامت بها نخب مثقفة ومعزولة عن الغالبية الساحقة من الناس، ومكروهة ومدانة ومكفرة ومضطهدة من رجال الدين، كما أن معظم أفراد تلك النخبة المحدودة أساسا كانوا من المتهمين من قبلهم بالردة عن الإسلام، ويبدو أن جماعة أهل الصفا كانت تمارس نشاطها سرا هربا من هذا الاضطهاد للعلم، أما فى أوروبا المسيحية فقد كانت السيطرة الكنسية أكثر شدة وعنفا.
و قد لا يعلم القارئ أن العلم الحديث الذي نعرفه الآن، كانت بدايته فعليا على نحو سرى وكفاحي ومغامر، بدء باقتناع أشخاص غير معروفين لنا تاريخيا للأسف بضرورة استخدام المنهج التجريبي من أجل الوصول للحقيقة، وذلك باكتشاف مدى صحة الخرافات السائدة بين مواطنيهم، و الباقية من عصر ما قبل المسيحية، وكان هؤلاء الرواد الشجعان الذين يجب أن ندين لهم بالفضل يجرون تجاربهم سرا أفرادا و جماعات، ويتبادلون خبراتهم فى الخفاء، بعيدا عن أعين الناس والسلطات والكهنة، وكانت كثير من تلك التجارب ساذجة بالنسبة لنا، فمثلا لو كانت الخرافة تقول إن يوم الجمعة 13، يوم نحس فقد كانوا يتعمدون الخروج من منازلهم فى هذا اليوم، وتعريض أنفسهم لمغامرات ومخاطر، حتى تواترت خبراتهم بأنه لا نحس في رقم 13 ولا فى يوم الجمعة، وهكذا، و توصلوا لتفنيد الكثير من تلك الخرافات، بمرور الوقت واكتشاف كثير من الحقائق العلمية التى تم استخدامها تقنيا، وغالبا ما تعرضوا للاتهام بالهرطقة والموت حرقا باعتبارهم سحرة أو ساحرات، عند انكشاف أمرهم للسلطات، ومع انتعاش حركة الترجمة من الكتب العلمية العربية و كتب التراث العلمى القديم اليونانى واللاتينى ، تطورت الحركة كثيرا، و تجرأت و خرجت للعلن برعاية بعض الحكام، و ظهر مشاهير نعرفهم مثل كوبرنيك و جاليليو و كبلر ونيوتن وغيرهم فى القرن السادس عشر، وكان هؤلاء هم رواد للعلم التجريبى الحديث، وغالبا ما كانوا يتطوعون ويخاطرون من أجل الحقيقة، وظل النشاط العلمى التجريبى لفترة طويلة عملا تطوعيا و مكروها من مؤسسات السلطة الدينية، ولكن أمام ما حققوه من انجازات تم الاعتراف بالنشاط العلمى التجريبى ونتائجه، وبهذا بدء تاريخ العلم الحديث.
كان العلم الطبيعى التجريبى و التطبيق التكنولوجى ممثلا في الاختراعات نشاطا تطوعيا حرا مستقلا له مخاطره، و حتى شهداءه مثل جوردانوا برونو، حينما كانت الحقيقة فقط هى المقصد و إفادة البشرية هى الغاية، وتدريجيا تدخلت الحكومات بالدعم والتمويل المطلوب لدعم الأبحاث والعلماء، و تحول العلم من الأبراج العاجية المعزولة عن الحياة للارتباط بالإنتاج، فحدثت الثورة الصناعية، وتدريجيا تحول العلم والتطوير التكنولوجى من وضع الاستقلال والنشاط الحر للنشاط المؤسسى المعتمد تماما على التمويل الحكومى والرأسمالى، نظرا للتكاليف الباهظة التى لا تحتملها مؤسسات مستقلة و لا الأفراد عن الدولة و رأسالمال، ومن تلك اللحظة فقد العلم بعضا من مصداقيته التى اكتسبها حين كان نشاطا حرا، وفقد العلماء والمخترعين حريتهم في ممارسة نشاطهم المكبل برغبات ومصالح الممولين والداعمين .
بالطبع كونك تصدق فى العلم منهجا وحقائق، و تضعه فوق أى مرجعيات أخرى، و تثق بأنه الحل الوحيد لمشاكل البشر حيث العلم برغم كل ما حدث، مازال يكتسب مصداقية عالية نظرا لنجاحاته الباهرة في تفسير الظواهر وتقديم الحلول التقنية... فهذا دليل على احترامك لعقلك ..... لكن في نفس الوقت أن تثق فى بعض نتائج العلم فى حالة سيطرة الدولة والشركات الرأسمالية على البحث العلمى، وتطويعه لمصالحها فى الربح والسيطرة على البشر فهذه بلاهة.... فكثير من الأبحاث العلمية لا تهدف للحقيقة و لا لخدمة مصالح الإنسانية، و لا كثير مما يشاع إنها حقائق علمية هى حقائق فعلا، والنموذج الأكثر فجاجة فى ذلك هو ما تفعله شركات الدواء والغذاء العالمية و المؤسسات الطبية التى تهدف للربح على حساب مصلحة المريض، و تعظيم أرباح ملاك تلك الشركات والمؤسسات...التى سوف يركز عليها المقال نظرا لما تشكله ممارستها من خطورة تمثل في حقيقتها جرائم ضد البشرية.. و تؤكد ذاك نتائج الأبحاث المتضاربة التى تتغير مثل الموضة حول الأغذية والأدوية حسب مصالح الشركات ... و استخدام الرطانة العلمية لإثبات الخرافة.... و ما تسمى العلوم الزائفة التى تؤخذ على محمل الجد....المشكلة دائما إنه ليس لديك خيار غير أن تطيع نصائح الأطباء الناتجين من تعليم فاسد، و العاملين لا لمصلحة المريض، و لكن لتعظيم أرباحهم على حسابه، و أن تنساق وراء وسائل الإعلام و التى غالبا ما لا تهتم سوى بالمثير من الأخبار غير المدققة، ومنها أبحاث مشبوهة و راءها شركات الدواء والغذاء والأجهزة والمعدات الطبية.
تمويل الأبحاث
كمثال على تأثير تمويل الصناعات للأبحاث العلمية و وفقا لما جاء في مقال كيف خدع صناع السكر البشر طوال نصف قرن توقفت صناعة السكر منذ 50 عاما، عن تمويل الأبحاث التي بدأت تكشف حقائق تريد إخفاءها، بما في ذلك أن تناول كميات من السكر مرتبط بأمراض القلب.و كشفت دراسة جديدة عن الجهود التي بذلتها صناعة السكر منذ عقود من الزمن، لإيقاف وإخفاء هذا البحث المحرج.
فعندما بدأت النتائج الأولية بإظهار أن تناول الكثير من السكر قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، سحبت التمويل المقدم للبحث. ومع غياب التمويل، تم إنهاء الدراسة ولم تُنشر النتائج أبدا.
و تتأثر كثيرا علوم التغذية بمجموعات صناعية لها مصلحة في النتائج: ففي عام 2015، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن شركة كوكا كولا دفعت العلماء إلى صرف انتباه الجميع عن العلاقة بين المشروبات الغازية السكرية والبدانة. وفي العام الماضي، أظهرت وكالة أسوشيتدبرس أن صناع المنتجات السكرية أو الحلويات يمولون أيضا أبحاثا زائفة، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون الحلويات، يقل وزنهم مقارنة بغيرهم ممن لا يأكلون الحلوى.
وتشير الأبحاث التي تمولها الصناعة إلى أن النتائج تتماشى في كثير من الأحيان مع مصالح الجهات الممولة أو الراعية، وفقا لما قاله ماريون نستله، أستاذ التغذية ودراسات الأغذية والصحة العامة في جامعة نيويورك، والذي كتب كتابا حول هذه القضية. كما ينطبق الأمر نفسه على شركات الأدوية، التي تُعرف بقمعها للبحوث المؤدية إلى إظهار نتائج غير مواتية.
وبحثت الدراسة في العلاقة بين السكريات والدهون الثلاثية في الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. فتناول الكثير من السكريات المضافة في المشروبات الغازية والحلويات، يزيد من خطر الموت الناجم عن أمراض القلب
أسعار الدواء الاحتكارية
شاركت الصناعات الدوائية في تقدم الطب بالفعل لكن وضع مبتكراتها موضع التنفيذ يتطلب الكثير والكثير من الوقت ومن الاستثمارات المتزايدة وغير المضمونة العائد ولهذا نجد انها تهتم بأمراض البلاد الغنية التى توفر لها زبائن أثرياء، أكثر من اهتمامها بالأمراض الطفيلية التى تعانى منها البلاد الفقيرة المثقلة بالديون، كما تتردد هذه الشركات في توفير الأدوية التى تستخدم في علاج الأمراض النادرة لقلة عدد الزبائن وبالتالى عدم قدرتها على تعويض تكاليف إنتاج وتسويق الدواء وتعرف هذه الأدوية بالأدوية اليتيمة، ومازال التقدم المطرد في علم الأدوية يصطدم بالعقبة الأزلية المتمثلة في صعوبة التوفيق بين المصلحة الاقتصادية الخاصة والمنفعة الصحية العامة.
فمن المعروف أن شركات الأدوية تعطل طرح أدوية أفضل إلى الأسواق حتى تنتهى مدة الملكية الفكرية لأدويتها القديمة البديلة الأقل تطورا وكفاءة، و حتى تغطى تكلفة أبحاث الأدوية القديمة و أن تحقق أقصى ما يمكن منها من ربح على حساب مصلحة المريض في الدواء الأفضل.
و وفقا لما جاء في موقع قايسون استفاد عمالقة الأدوية، مثل: شركة «فاليانت « العابرة للحدود - والتي تتمركز في كندا- بشكل واضح من حصول منتجاتها الطبية على براءات اختراع، ممّا أدّى إلى ارتفاع أسعار الأدوية مثل: «الأنسولين» إلى ما يزيد عن 35 ألف دولار شهرياً.
تعتمد شركة «مايلان، للأدوية، على أشهر منتجاتها وهو « إيبيبن، " من أجل حصد أرباحٍ قياسيّة. حيث اشترت الشركة عام 2007 الحقّ بإنتاج كامل مجموعة «الإيبنفرين»_ هو اسم آخر للأدرينالين يستخدم كعلاج في حالات الطوارئ- رغم أن صلاحية براءة اختراعه انتهت منذ زمن طويل. لقد كان سعر علبة الحقن 94 دولاراً، لكنّ «مايلان» رفعت السعر بشكل لا يصدق إلى سبعة عشرة ضعفاً، ليصبح 609 دولارات لكلّ حقنتين!.
و حسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فإن سبب القبضة الخانقة لـ«مايلان» على السوق يأتي من «التسويق الفعّال، ومجموعات الضغط والدفاع العنيف عن حصتها من السوق، بالإضافة إلى التكاليف العالية نسبياً لتصنيع الحقن».
جمعية القلب الأمريكية
حذرت جمعية القلب الأمريكية و مازالت تحذر حتى الآن من الدهون المشبعة التي تشمل الحيوانية والنباتية والنباتية المشبعة مثل زيت جوز الهند. حتى اتضح أن الدهون الحيوانية المشبعة والنباتية المشبعة لا ضرر منها.
والسر في ذلك أن باحثون مهمشون (خارج المنظومة الرسمية) نشروا أبحاث مختلفة تدحض تلك التوصيات، و من ثم فضحوا المنظومة الطبية الرسمية و نفس هذه المجموعة تعيد النظر في نفس الأبحاث الممولة فتكتشف نتائج أخرى. أما فيما يتعلق بالزيوت المهدرجة بالذات فإن الفضيحة لم يعد يمكن السكوت عليها
للاستزادة أنظر المواقع التالية
http://www.europarl.europa.eu/RegData/etudes/BRIE/2016/577966/EPRS_BRI(2016)577966_EN.pdf
http://www.dldewey.com/hydroil.htm
https://cspinet.org/new/201005261.html
file:///D:/Chris%20Kresser%20%E2%80%93%20Let s%20take%20back%20your%20health%20-%20Starting%20Now..htm
وهذه الدهون باختصار دهون المهلكة لجسم الإنسان ، تصنع من الزيوت النباتية بتحويلها إلى زبدة صلبة أو سمن نباتى، ويتم ذلك بهدرجة الزيوت النباتية. بهدف إطالة مدة صلاحية هذه الزيوت بعد تحولها من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة وكذلك تحسين مذاقها و رائحتها. ، وتعتبر الدهون المتحولة مثل باقى الدهون المشبعة خطر ارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم. توجد هذه الدهون المتحولة عادة في أنواع كثيرة من الحلوى، و الوجبات الخفيفة الجاهزة ، والأطعمة المقلية و المخبوزات
الأهم أن الجمعية توصي بتناول النشويات أكثر من الدهون، في حين أن الإكثار من النشويات من أسباب انتشار أمراض السكر والسمنة. و هو ما ثبت خطورته بالأبحاث الجديدة. أما عن الزيوت المهدرجة فقد حذروا من استخدام الزيوت نصف المهدرجة ولم يحذروا من الزيوت المهدرجة. و كانوا يحذرون بشدة من تناول الكولسترول وشيطنوه ، ومازالوا يريدون تخفيضه في الدم رغم عدم ثبوت أضراره. رغم كل الحروب العارمة ضد الكولسترول والدهون الحيوانية يزداد معدل انتشار تصلب الشرايين وقد انخفض معدل الوفيات نتيجة تقدم العلاج لكن في الفترة الأخيرة عاد معدل الوفيات للارتفاع نتيجة توقف تقدم العلاج مع الاستمرار في معدل الإصابة، والآن جاء دور الطب الحقيقي: الوقاية.
الزيوت المهدرجة هي التي تتكون من عملية هدرجة الزيوت النباتية التي يتم فيها غليان الزيوت النباتية الطبيعية الطازجة في غلايات كبيرة حتى تصل إلى درجة حرارة 400 درجة مئوية من بعد ذلك يتم ضخ غاز الهيدروجين تحت ضغط عال حتى يجبر الدهون غير المشبعة فيها على التشبع بذرات غاز الهيدروجين و يتم وضع معادن مثل الألمونيوم و النيكل من اجل سرعة التفاعل و تستمر تلك العملية على نحو ثمانية ساعات متواصلة بعد ذلك نحصل على الزيت الذي كان نباتي .
عملية الهدرجة التي حدثت للزيت قضت على جميع الفيتامينات و الدهون المشبعة و مضادات الأكسدة التي كانت متواجدة في الأصل في الزيت النباتي الطبيعي و على الطريقة الصحية التي يمتلكها الزيت الطبيعي غير المشبع و ينقلها إلى الجسم أنسجة و أعضاء و شرايين بذلك نكون حصلنا على زيت متحول .
ومازالت الجمعية تحذر من تناول الدهون المشبعة ومنها كاملة الهدرجة ومنها أيضا الدهن الصحي: زيت جوز الهند وطبعا الدهون الحيوانية. و هم شجعوا بصراحة على تناول الزيوت غير المهدرجة ومنها أوميجا 6 وهي أيضا لها أضرارها. لكن الآن يوصون بأوميجا 3 الموجودة في السمك وحتى الكبسولات لمرضى القلب رغم مشاكل تصنيع الكبسولات.
والغريب أن منتجات الألبان من الشركات الصناعية المصرية لأنواع الجبن المعلبة المختلفة تعلن عن احتوائها على الدهون النباتية الأرخص بعد نزع الدهون الحيوانية الأغلى منها على الأقل جزئيا،والألبان المنزوعة الدسم تفقد الكثير من المعادن والفيتامينات الضرورية التى تذوب في الدهون، وذلك لزيادة أرباحها من المستهلك الذى لا يزال مخدوعا أنها بذلك تكون الأفضل له صحيا وفق توصيات جمعية القلب الأمريكية. بمنتجات الألبان قليلة الدسم
الملكية الفكرية
تحتكر شركات الدواء العملاقة التى تتجاوز أرباحها ميزانيات عدة دول مجتمعة صناعة أدوية تُقاوم أمراض مُميتة تحت مسمى (براءات الاختراع). أصدرت حكومة جنوب إفريقيا في سنة 2001 قانونا يسمح باستيراد أدوية تم تصنيعها بالمخالفة لاتفاقيات الملكية الفكرية، لكي يحصل مرضى الإيدز على علاج بسعر أرخص. و على اثر ذلك قامت أكثر من 40 شركة دواء برفع قضية ضد جنوب أفريقيا. حيث تسمح قوانين منظمة التجارة العالمية للدول الفقيرة بالحصول على الأدوية من خلال تصنيعها أو استيرادها في بعض الحالات.
منذ مئات السنين كانت هناك شجرة بالهند يتم استخدامها لأغراض علاجية، حتى حصلت في ثمانينات القرن الماضي بعض الشركات متعدية الجنسية على براءة اختراع لمواد مستخلصة منها لتنتجها وتبيعها وبأسعار باهظة في السوق الهندى. و في الهند نفسها تم تحدى قوانين حماية حقوق الملكية الفكرية ليتم تصنيع أدوية أرخص للسوق المحلى محليا.
حتى الأمم المتحدة
أشار ستيف شنايدر و هو أحد ابرز علماء المناخ الأبرز في العالم في كتابه "مريض من جهنم" إلى دورة للأمم المتحدة في جنيف خلال تطوير تقرير مجموعة العمل الثانية المكلفة بدراسة تغييرات المناخ العام 2001 ويصف كيف جرى التلاعب بالعلم الجيد الذى قدم في الاجتماعات من قبل العلماء والخبراء لإرضاء ممثلى الدول المختلفة المجتمعين كلهم، ويوضح الكتاب أن الكلمات التى استخدمت للتعبير عن عواقب الاحتباس الحرارى العالمى خففت حتى تكون مقبولة من ممثلى الدول المنتجة للنفط، التى رأت أن مصالحها الوطنية مهددة من الحقيقة العلمية، وإذا كان هذا ما تعنيه الأمم المتحدة بالاتفاق الدولى لحماية المناخ فلا يمكن توقع ظهور الحقيقة العلمية من مداولاتها، و سوف يتم تضليلنا بشأن أخطار الاحتباس الحرارى العالمى.
الإنفاق على السلاح والفضاء
من المعروف بالضرورة ما تستنزفه الأبحاث لتطوير الأسلحة وأبحاث الفضاء من موارد بشرية هى الأكفأ تقنيا وعلميا، ومن موارد طبيعية واستثمارات مالية طائلة من أجل أسلحة تترك للصدأ غالبا، وبدون فائدة تذكر على رفاهية البشر وتلبية احتياجاتهم، اللهم من بعض الابتكارات التى تخصص في البداية للأغراض العسكرية، يتم الاستفادة منها في الحياة المدنية كالهواتف النقالة والانترنت.
الحل
لا شك إن النشاط العلمى والانجاز العلمى هو الأكثر مصداقية، والتطوير التكنولوجى القائم على أساسه هو الأهم والأقوى تأثيرا فى التطور الاجتماعى والاقتصادى والسياسى، من أى نشاط أو إنجاز آخر.. وهو الأبقى من أى حدود دولية أو أوطان أو هويات قبلية وقومية ودينية وثقافية وعرقيه مصيرها كلها الزوال والاندماج فى وطن واحد هو الأرض وهوية واحدة هى البشرية وثقافة واحدة هى الإنسانية..وإنه آن الأوان أن يقتنع سكان هذا الكوكب التعساء، بأنه ليس أمامهم سوى تحرير العلم والتكنولوجيا من سيطرة الرأسمالية والحكومات، واستخدام العلم منهجا وحقائقا ونتائجا لإدارة موارد هذا الكوكب إدارة علمية لصالح كل سكانه على السواء، من أجل سعادتهم جميعا، لا لصالح القلة التى تستغله لصالحها. وتحكيم المنهج العلمى والأساليب العلمية فى إدارة الموارد والتوزيع لتوفير احتياجات كل البشر على السواء.
حركة لتحرير العلم والتكنولوجيا
هناك جبهة تحرير الحيوان المناهضة لاستغلال البشر للحيوانات سواء فى الطعام أو فى العمل أو فى السيرك وخصوصا والأهم فى الأبحاث العلمية، وهناك جبهة تحرير الجاى (المثليين جنسيا من الذكور) وحركات مناهضة الرق والعمل الجبرى، و حركات تحرير النساء من سيطرة الذكور، و بالطبع والأكثر غزارة الحركات التى تناضل لتحرير العمال من سيطرة رأسالمال والدولة، فلماذا لا توجد حركات لتحرير العلماء والمخترعين والمكتشفين من استعباد الحكومات والشركات الرأسمالية واحتكارها لجهودهم، وهذه ليست قضية العلماء والمخترعين والمكتشفين فقط، بل هى قضية كل البشر على الأرض الآن.
و الفكرة هى أن يدرك البشر وعلى رأسهم العلماء أهمية تحررهم أساسا بأنه إزاحة العائق الرئيسى أمام العلم والتكنولوجيا لتحقيق الرفاهية لكل البشر على قدم المساواة والتحرر من العمل الروتينى والشاق الغير مفيد و الهامشى والممكن الاستغناء عنه.. و هذا معناه أن يصبح البحث العلمى والتطور التكنولوجى تحت سيطرة البشرية كلها ولصالح البشرية كلها لا لصالح القلة المالكة والحاكمة.
يمكن للبحث العلمى والتطوير التكنولوجى نفسه أن يبقى أداة تحرر وليس قهر بشرط تحرير العلم والتكنولوجيا والمشتغلين بهما من سيطرة السلطويين البيروقراطيين والرأسماليين بالتحرر من قيد التمويل الحكومى والرأسمالى ليصبح تمويلا ذاتيا أو شعبيا وعبر التعاونيات العلمية، فلم يكن جاليليوا وكوبرنيك تابعين لأى مؤسسة، و كانا يعملان بشكل مستقل عن الدولة و رأسالمال. حتى دارون أبحاثه لم تكن ممولة فرحلته على سفينة البيجيل لم تكن بهدف اكتشاف الانتخاب الطبيعى فى الكائنات الحية في الأصل، فالميل للاكتشاف والإبداع ليس مقرونا فقط بالمكسب المادى لكن إشباع الفضول المعرفى و الاستمتاع العقلى كانا وراء الكثير من نتائج التقدم العلمى والتكنولوجى.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى: الاحتلال أغلق المعابر لمنع
.. تقارير غربية: كوريا الشمالية حصلت على تكنولوجيا روسية لتطوير
.. ارتفاع حصيلة القتلى في شمال غزة نتيجة تدني الخدمات الطبية
.. صور -ملك جمال الأردن- بعد إصابته بالسرطان تهز القلوب
.. الصحة العالمية: لجنة التصنيف الدولى للمجاعة تحذر من حدوث مجا