الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهابيون يلاحقون((اطوار)) لمشارف قبرها

توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)

2006 / 2 / 28
الصحافة والاعلام


على مقربة من دمائك النازفة بالفجيعة واشارتها لوجوه القتلة الجبناء وامام اخر تقارير الحق المطفاة بجنون الموت وحمى الجريمة اقدم اعتذاري متاخراً عما بدر مني ازاءك من انفعالات وكلمات غضب حاولت بهما استفزاز هدوءك البهي واستدراج صبرك لاستعجال قرارك المؤجل في الطلاق من قناة الجزيرة نهائيا وللابد.
هذه القناة التي كانت اطوار يوما ما مراسلتها من الجحيم العراقي....فالـ(جزيرة) لم تعطناهدنة لمراجعة موقفها المعادي للتغيير الجديد والغفلة عن الدم العراقي المراق وظلت تجاهر بموقفها الصلف بالتباكي على نظام الجور والبطش والابادات وكانت الجزيرة واحدة من منابره المشبوهة والتي سعت لمقايضة مكارم هذا النظام بالتغطية على جرائمه واستهتاره بحق امتنا العراقية الجريحة.
لم ادرك بان اطواركانت عاشقة لمهنتها ومهنتها فقط ومن هنا كانت تتحلى بصبر خارق على سياسات هذه القناة ومعاييرها اللامهنية بتجميل صورة الارهاب التكفيري والبعثي وتزييف الحقائق ومحاولة استنهاض المد الفاشي من اوكار هزيمته.
فلربما كانت اطوار تتصور موقف هذه القناة عابراً ومؤقتاً سيتغير ريثما ينجلي غبار المشهد وتتوضح الصورة.
واخيرا جاء اليوم الموعود لنفاد صبر (اطوار)وتنفيذ قرارها المؤجل عندما اعلنت طلاقها مع هذا المنبر المصر على احتضان فلول الشر من اعداء العراق الجديد وهكذا اصبح صوت اطوار متوحدا مع جوقة الشعب العراقي بوجه اكاذيب وافتراءات القناة التي تعمل بها لما ادركت بان المساس بعراقيتها وامتهان كرامة رموزها المقدسة هو اكبرمن من الاستمرار بمهنة لاتعادل امتيازاتها المساس بكرامة و طنها وامتها.
فالقت عدتها الصحفية لتنضوي تحت جناح الغضب المشتعل لجماهير امتنا العراقية للثار لكرامتها المستباحة.
لم يكن موقف اطوار والعراقيين العاملين معها في الجزيرة الا الموقف العراقي الاصيل ولا أنسى صرخة أحد زملائننا في الجريدة ( علينا جميعا ان نؤازر اطوار وزملاءها الشجعان لانسحابهم البطولي ووقفتهم التاريخية المشرفة) ولم نكتب يومها شيئاً لربما لأن موقفهم كان أصلب وأقوى من كلمات الحفاوة التي سنقولها ولربما كان القدر يمهلنا لندخر كلماتنا لمثل هذا اليوم التي ستصبح فيه (اطوار) زهرة ذبيحة في قافلة شهداء الكلمة النازفة ولكن ليس كلمات ( الادانة) و(الشجب) و(الاستنكار) فهي مفردات اصبحت باهتة وشاحبة استهلكها الساسة وامتصوا رحيق معانيها.
وانما لنغمس دماء هذه الشهيدة ودماء قافلة الشهداء الذين اتخذوا من الكلمة مركبا صعبا ومن عرض الحقيقة هوية لمهنتهم نضع هذه الدماء والتي ليس لها امتياز مطلقا عن دماء عمال المساطر الابرياء ودماء زوارالعتبات المقدسة ولا عن حرمة القباب المقدسة ليس لها امتياز سوى تصميمها للموت في سبيل عرض الحقيقة والشهادة على خسة المجرمين الارهابيين الذين يبتهجون باطفاء المزيد من زهرات الحق وشهداء الكلمة حتى يمارسوا جرائمهم ويمعنوا في لعبتهم حتى اشواطهم الاخيرة دون شهود من رسل الحقيقة لنشر فضائحهم على الملاء.
ومن هنالسنا بحاجةالى كلمات عزاء بشهيدتنا الجديدة والتي انظمت بشرف لقافلة شهدا الصحافة لاننا ندرك ان هذه القرابين سوف لن تتوقف مادام هناك دعوة مفتوحة لهذه المعركة مابين قوى الشر والخيرومادمنا لا نمتلك من اسلحة لتقويض هذه القوى الشريرة وهزيمتها سوى هذه المهنة النبيلة.
اذن وعلى خلفية التهاون الواضح واللامبالاة الغريبة بهذا النزف الدموي وغياب الاجراءات الرادعة بحق المجرمين القتلة والتغطية التي لاتقل إجراما من قبل الفضائيات المشبوهة.
وامام زهرات الدم المسفوك ظلما لاطوار ... ما علينا الا مواصلة المشوار الصعب والاستمرار بتلك المهنة النبيلة ولا نترك الارهابيين القتلة فرصة لتنفيذ ماربهم الاجرامية دون شهود أو فضيحة.
ليس أمامنا غير تقديم المزيد من القرابين لهذه القافلة النازفة بالدماء وصدق الكلمة..وعلى الاخرين حكومة ومؤسسات مدنية وأحزاب تحمل المسؤلية والتي لم يتحملوها بجدارة حتى هذه اللحظة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل


.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف




.. استطلاع: ارتفاع نسبة تأييد بايدن إلى 37% | #أميركا_اليوم


.. ترامب يطرح خطة سلام لأوكرانيا في حال فوزه بالانتخابات | #أمي




.. -أنت ترتكب إبادة-.. داعمون لغزة يطوقون مقر إقامة وزير الدفاع