الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقليم كوردستان قضاء تابع لمحافظة العراق الفارسية

اكرم بوتاني

2017 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك ان حكومة اقليم كوردستان تدرك تماما بان حل الخلافات بين اربيل وبغداد امر يعود الى ايران ، فالعبادي موظف بسيط تحق له السرقة والنهب دون رقيب او حسيب ، اما القرار السياسي المتلعق بالعراق! فهو قرار ايراني بحت ، ولا مجادلة في ذلك ، واصرار حكومة الاقليم على حل الخلافات سلميا واقحام الغرب للتوسط بين اربيل وبغداد استفز ايران ودفعها الى تحريك عملائها في السليمانية لتنفيذ مخططها الذي اخفق الحشد الشيعي في تحقيقه .
من المهم ادراك حقيقة النظام السياسي العراقي بعد عام 2003 ، فالقرار السياسي العراقي بعد الاطاحة بالدولة القومية ، بات قرارا مذهبيا تابعا لولاية الفقيه في طهران ، سواءا اعترفنا بذلك ام لم نعترف به ، فتشويه الحقيقة او التعمد بانكارها او حتى اهمالها يؤديان الى نتائج عكسية ، لذلك لايمكن لحيدر العبادي ان يتفاوض مع حكومة اقليم كوردستان الا باوامر من اسياده في طهران ، وكما يقال فاقد الشئ لايعطيه فحتى لو قبل العبادي بالتفاوض سيبقى االقرار ايرانيا .
وايران التي جاءت بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش ) بمشاركة تركية واضحة الى العراق، كانت تهدف الى غايتين ، الاولى إذلال العرب السنة والثانية القضاء على الحزب الديموقراطي الكوردستاني ، وتحديدا القضاء على الرئيس مسعود البارزاني وتصفيته جسديا ، وقد حققت غايتها الاولى ، واخفقت بالثانية ، لما يمتلكه الرئيس مسعود البارزاني من ثقة عالية بالنفس وتماسك ومتانة الحزب الديوقراطي الكوردستاني ، والقدرات القتالية العالية لقوات البيشمركة ، ومن ثم تدخل قوات التحالف الدولي ، وهذا ما ادى بإيران الى ان تغيير سياستها تجاه االتعامل مع االرئيس مسعود االبارزاني ، وبدأت بالتخطيط لإغتيال هذه الشخصية الكارزمية التي وقفت كالسد االمنيع امام مخططات ايران االرامية الى ايجاد طريق بري بين ايران وسوريا ، وبما ان الحزب الديموقراطي الكوردستاني خالي تماما من عملاء ايرانيين فشلت عملية الاغتيال ايضا ، واخيرا اتجهت الى اسلوب الحقارة السياسية من خلال تفتيت البيت الكوردي واستمالة نجل المرحوم مام جلال ليشوه بذلك تاريخ والده الطويل من اجل القضية القومية ، ناسيا بافل طالباني بانه نما وترعرع في ملاهي اوربا وصالات قمارها بالاموال التي كان يحصل عليها والده لدعم القضية الكوردية ، وبدلا من ان يطأطأ رأسه للامة التي عاش بالملذات على حسابها ، خان تلك الامة ، وخان تاريخ والده النضالي ، وسلم كركوك الى مجموعة من العبيد الذين جندتهم ايران لأغراض تخريبية ، حيث لا ينتمي اؤلائك العبيد الى اسر شريفة ، ولا يملكون سوى هورمونات الحقد والكراهية وغاياتهم الوحيدة هي القتل والسلب والنهب ، وهو ما يجري حاليا في كركوك والطوز وامام انظار ما يسمى باية الله العظمى علي السيستاني ، وذات الجرائم البشعة جرت في الانبار وصلاح الدين والموصل ، وكان اقليم كردستان برمته وفق ذلك المخطط ، لكن البيشمركة االابطال لقنوهم درسا قاسيا في المحمودية وبردي ، ولولا خيانة بافل ولاهور لكان الدرس في كركوك والطوز اكثر شدة واشد قساوة .
وبعد ان ادركت ايران بان الحشد الشيعي ليسوا مقاتلين ولايصلحون الا لتقبيل احذية الايرانيين في الزيارات الحسينية قررت وقف زحفها نحو العاصمة اربيل ، معولة على انهيار الرئيس مسعود البارزاني اذا ما حوصر اقتصاديا ، وانهيار مسعود يعني نهاية الحزب الديموقراطي ، وهو ما تسعى اليه ايران ، لكن هبت الرياح بما لاتشتهي طهران ، وازدادت شعبية الرئيس مسعود البارزاني ، وازداد الحزب الديموقراطي الكوردستاني متانة وصلابة ، لكن اصرار حكومة كوردستان على التفاوض مع بغداد واقحام الدول الغربية في اللعبة السياسية دفع بايران للتسرع في تنفيذ ماخططت له قبل احتلال كركوك وعادت لتلعب على ورقة بافل ولاهور محاولة جر الاقليم الى حرب اهلية لينتهي بذلك الحزب الديموقراطي الكوردستاني ونهاية الحزب تعني بصورة مباشرة نهاية النظام الفيدرالي في العراق ، وكذلك نهاية الرئيس مسعود البارزاني ، وهو ما يسعى اليه نظام ولاية الفقيه .
لقد تسربت معلومات اكيدة من السليمانية تشير الى تحرك الاطلاعات الايرانية باغتيال عملائها امثال لاهور وبافل او برهم صالح في حال اخفق الغوغائيون في السليمانية من جر الاقليم الى حرب اهلية حيث سيتهم الحزب الديموقراطي الكوردستاني بعملية الاغتيال لإشعال الفتنة وقيام الحرب الاهلية في الاقليم ،وبذلك سينتهي النظام الفيدرالي في العراق لينتهي ما يسمى العراق ويتحول بكامل ترابه الى محافظة ايرانية .
والسوال الذي يبحث عن اجابة هو: هل سترضى الولايات المتحدة الامريكية ان يكون اقليم كوردستان قضاءا تابعا لمحافظة العراق الفارسية ؟


[email protected]
22/12/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات سودانية: مشروع من أجل تعزيز الصحافة المحلّية في السودا


.. فراس العشّي: كاتب مهاجر من الجيل المطرود




.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن