الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور المجتمعات وعدم وصول المجتمع الكردستاني إلى مرحلة التطور المجتمع القومي

فيصل يعقوب

2017 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تطور المجتمعات وعدم وصول المجتمع الكردستاني إلى مرحلة التطور المجتمع القومي .
إن التطور هو قانون الطبيعة الذي يطبق على الكائنات و المجتمعات و المنظمات و .... و هو عبارة عن مراحل التي تمر بها الكائنات و المجتمعات ......و أن كان هناك أختلاف بينها ،ترتبط فيه كل مرحلة لاحقة بالمرحلة التي سبقتها لتمهد لها و هي ضرورية لحدوثها و يعرف في العلم الاجتماع بالعملية التي بموجبها تحقق المجتمعات الإنسانية نمواً مستمراً مروراً بمراحل متلاحقة مترابطة ، في البداية، من الأسرة، إلى العشيرة، ثم القبيلة، فالقرية، فالمدينة، فالمجتمع القومي . كالتطور الذي يحدث في عمر الإنسان ( يولد طفل . يتقلب ، يحبو ، يقعد ، يقف على قدميه ، يمشي ....... ) .و عندما نجهل أسباب عدم وصولنا كشعب إلى مرحلة التطور المجتمع القومي نصبح كالمسافر الذي لا يعرف أين يتجه به السفينة و نضيع في دروب و متاهات العقائد و الايديولوجيات لا تمت بصل لمجتمعنا بشيء .وقد قال رئيس أحد الأحزاب الكردية في غرب كردستان ( سوريا و من ضمنها غرب كردستان تتجه نحو المجهول ) !! إن دل هذا على شيء إنما يدل على عدم أمتلاك بعد النظر و عدم فهم ما يجري في الواقع . لنعود إلى التطور، بحسب ماركس القوى الأنتاج ( الادوات التي يستعملها الإنسان و الإنسان نفسه ) هي التي تنقل البشرية من حالة إلى حالة أخرى مختلفة )أي علاقات الناس بعضها ببعض و انتاج البضائع و تبادلها ،و ما أدى إلى ضعف العلاقات بين أبناء المجتمع الكردستاني و حالت دون وصولنا إلى مرحلة التطور المجتمع القومي هو تقسيم أرضنا و شعبنا منذ معركة جالديران بين الامبراطورية العثمانية و الامبراطورية الصفوية في عام 1514 في الوقت الذي كان الشعب الكردي يعيش مرحلة العشيرة و الإمارات، وبسبب اختلاف ديني مذهبي انضم أكثرية الإمارات الكردية إلى جانب الأمبراطورية العثمانية،و في الوقت الذي كان العالم على أبواب الانتقال من المرحلة الاقطاعية إلى مرحلة الرأسمالية و ظهور المجتمعات القومية ،و استمر الوضع إلى الحرب العالمية الأولى و سقوط الامبراطورية العثمانية وتقسيم المناطق التي كانت تحت نفوذها و إلى يومنا هذا وتبين لنا في معاهدة سيفر 1920التي تعد وثيقة فريدة في تاريخ القضية الكردية بأن الشعب الكردي لم يصل إلى مرحلة التطور المجتمع القومي حيث تقول المعاهدة إذا اجتاز الكرد هذه المراحل، وطالبوا بالاستقلال، ورأت دول الحلفاء أهلية الكرد لذلك يصبح الاستقلال أمرا واقعياً !!!و في معاهد لوزان 1923 تأكد بأن الكرد لم يصلوا إلى مرحلة التطور المجتمع القومي فقد أستطاع اتاتورك خداع بعض رؤساء العشائر الكردية بمنحهم بعض الامتيازات و أن تركيا وطنهم أيضاً و قد ( عاد أحمد داود اغلو نفس كلام اتاتورك بأن تركيا دولة الكرد أيضاً للأستمرار في خداع الآغاوات و رؤساء العشائر الكردية و الأخوة في الدين ) و قبل أول تقسيم لكردستان بقليل 1506ـ1510قامت أول أنتفاضة كردية يزيدية ضد الصفويين ذو طابع ديني و محلي قُمِعت بعد هزيمة زعيم اليزيدية شير صارم و منذ ذلك الحين و إلى الآن قامت حوالي 30 انتفاضة و ثورة في كردستان ضد المحتلين و الغزاة إلا أن جميعها فشلت في تحقيق أهدافها لأسباب ذاتية بدرجة الأولى تعود لطبيعة تلك الثورات التي كانت تحمل طابع عشائري و ديني أكثر من طابع قومي فقد كانت قادة تلك الثورات من زعماء القبائل متمسكين بمصالحهم الذاتية بسبب طبيعة المجتمع العشائري الاقطاعي الذي يعيشه الشعب الكردي و حتى التعاون بين رؤساء العشائر كان ضعيفاً بل منعدماً في أكثر الثوارت بل أكثر من ذلك بكثير فقد فشلت هذه الثورات بمعاونة رؤساء عشائر أكراد مخاصمين للزعماء العشائر الثائرين، بدوافع شخصية، و التعاون و التعامل مع المحتلين و المغتصبين لكردستان . وفي الغالب كانت هذه الثورات ناتجة عن إلغاء الامتيازات والإقطاعيات الممنوحة للأغا أو الإقطاعيين الكرد ، و بعد الحرب العالمية الثانية بدأت مرحلة التحرر الوطني القومي من الاستعمار التقليدي و تشكلت دول مثل سوريا و العراق و قد شارك الشعب الكردي في الانتفاضات ضد الاستعمار في كل من سوريا و العراق و لكن ليس من أجل القومية الكردية بل من أجل التحرر من الاستعمار ( الكافر ) أي كانت المشاركة ذو نزعة دينية، و في شرق كردستان تأسست جمهورية مهاباد الكردية حول مدينة مهاباد التي كانت عاصمتها، وكانت مدعومة سوفييتيا في عام 1946 ولم تدم أكثر من 11 شهراً.و عن أسباب فشلها يقول شهيد قاسملو في مذكراته زار زعماء و كبار الشخصيات من الجمهورية الفتية بدعوة من الاتحاد السوفيتي إلى هناك بقصد التعرف على النظام السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي فيها وعندما شاهدوا هناك حرية المرأة و عدم وجود الملكية الخاصة و الحياة المدنية مختلفة كلياً عن النظام العشائري و الديني الذي كان يعيشه المجتمع الكردي و خوف الآغاوات و الاقطاعي الكردي من فقدان كل امتيازاتهم رفضوا بالانضمام إلى الاتحاد السوفيتي و بذلك فقدوا دعم السوفيت لهم فسقطت الجمهورية التي كان الخالد الملا مصطفى البارزاني رئيسا لأركان الجيش فيها ،فلجأ القائد الخالد مصطفى البارزاني إلى الاتحاد السوفيتي و بعد قضاء 12 عاما فيها عاد إلى كردستان ليبدأ الثورة من جديد في ايلول عام 1961من أجل تحقيق مطالب بسيطة طالب بها المجتمع العشائري ( الحكم الذاتي )و بعد 9 سنوات من الحرب أضطرت الحكومة العراقية إلى الأتفاق مع البارزاني في إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد عام 1970م،و حينها بعث بارزاني برسالة إلى أحد رؤساء العشائر في الجهة الغربية من كردستان يطلب رأيه في الموافقة على الحكم الذاتي ،لكن رئيس العشيرة لم يكن يعرف معنى الحكم الذاتي فسأل سائقه عن معنى الحكم الذاتي و السائق بدوره لم يكن يعرف فأضطر السائق لأن يذهب و يسأل أحد المجانين في أحدى القرى المجاورة !!.و في عام 1974 انقلاب قيادة حزب البعث على اتفاقية الحكم الذاتي بمساعدة رؤساء بعض العشائر الكردية ( الجحوش ) . و في نهاية السبعينيات ظهرت حزب ب ك ك ،سمي نفسه بحزب العمال الكردستاني على رغم من ضعف الطبقة العاملة في كردستان بسبب عدم اهتمام الدول المحتلة لكردستان ببناء البنية التحتية و خصوصاً في المجال الاقتصادي ،و لهذا نشأة الغالبية العظمى من الطبقة العاملة الكردستانية في متروبولات و مدن الدول المحتلة لكردستان متأثراً بثقافة المحتلين و الافكار الشيوعية الغريبة عن ثقافة و عادات و تقاليد المجتمع الكردي العشائري كما لا حظنا كيف رفضت جمهورية مهاباد بالانضمام إلى الاتحاد السوفيت و عدم تأثر قيادة حزب الديمقراطي الكردستاني بثقافة الشيوعية بعد بقائها 12 سنة في الاتحاد السوفيتي ،و عندما بدأ حزب العمال الكردستاني حربه مع الدولة التركية لجأت السلطات التركية إلى تشكيل ما يسمى بحماة القرى من أبناء العشائر الكردية لمحاربة ب ك ك و تصدي لها فالفرق بين أطروحات ( أفكار )الحزب و بين ثقافة و عادات و تقاليد العشائر الكردية واسعة و لولا هؤلاء (القروجيين ) حماة القرى لسيطرة ب ك ك على المنطقة و بحسب رئيس حراس القرى بمنطقة الأناضول، ضياء زوزان، الذي أقرّ بأن الفضل في منع حزب العمال الكردستاني من السيطرة على المنطقة يعود إلى حراس القرى.( الذين هم من أبناء العشائر الكردية التي من المفترض أن يكونوا إلى جانب ب ك ك الذي أدع بأنه يريد تحرير أرضهم من الدولة التركية المغتصبة ،فما الذي جعل هؤلاء يقفون ضد من يريد تحريرهم و يقفون مع الدولة المغتصبة لأرضهم أي مع العدو ؟ جاء في كتاب القضية الكردية و حل الأمة الديمقراطية للمناضل عبدالله اوجلان مؤسس حزب ب ك ك ما يلي : المشكلة الأساسية في تكوين ب ك ك تكمن في بقائه غامضاً بشأن أيديولوجيا الدولتية القومية صـ 313 .و إن الغموض الذي حف التكوين الايديولوجي في ب ك ك بشأن الدولة القومية،كان ينبع من المشاكل الكامنة في أرضية روابطنا الايديولوجية العالمية التي أسميناها بالاشتراكية العلمية.صـ 407 .( ... أما الخاصية الأهم التي برهنت صحتها في غضون هذه الفترة فكانت استحالة تمكن ب ك ك من إنشاء دولة قومية كردية ، نظراً لعدم مساعدة الظروف له على القيام بذلك أيديولوجياً و عملياً )صـ 363 . أما بالنسبة للأحزاب غرب كردستان فهي ضائعة بين الانتماء و الهوية و تدور في فلك الأحزب ب د ك و ب ك ك و ي ن ك .
.
فيصل يعقوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو