الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا نحتاج لهدم دولة ؟

ماجد صفوت استمالك

2017 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا نحتاج لهدم دولة ؟

يوجد العديد من الطرق لهدم الدول و كلها مسجلة في كتب التاريخ عبر العصور ، إلا ان هناك طريقة مضمونة و مجربة و ذات فاعلية علي الامد القصير فتأتي ثمارها بعد جيل او اثنين

تبدأ هذه الطريقة ب خلل بسيط في مفهوم الانتماء ... نعم ... مجرد خلل في مفهوم يمكن أن يهدم دولة ، عن طريق الابقاء علي المفهوم مع تفريغ محتواه ، فمحاولة نزع الانتماء لن تجدي الكثير فالانسان يحتاج دائما أن ينتمي ولكن تكمن الخدعة في استبدال الانتماء للوطن ب انتماء اخر سواء خارجي او داخلي، بأن تجعل الانسان مثلا منتمي لما هو خارج الحدود مثل قومية أو خلافة أو جماعة أو بأن تجعله منتمي لفئة بعينها من شعبه وليس كل شعبه و لمجموعة ما دون غيرها داخل وطنه وليس للوطن ، وتلك هي الخدعة و هذا هو الخلل القادر علي هدم دولة

ماذا يترتب علي هذا الخلل ؟

مع عوامل مساعدة مثل الجهل الذي يميل دائما للتحزب يحدث دائما شعور بأفضلية الفئة/الجماعة/الاهل/العشيرة المنتمي اليها عن باقي ابناء الوطن و يتكون احساس بالتعالي داخل النفوس ، يتبعه بعد ذلك انغلاق و انعزال عن باقي المجتمع و تكوين مجتمع بديل لهؤلاء الصفوة المختارة و أصحاب السيادة و الجنس الارقي بين البشر ، مجتمع متكامل له مؤسساته الخدمية و الترفيهية أيضا بل وله لغته الخاصة بين أعضاءه وتحل الثقة المطلقة بينهم فقط لمجرد الانتماء لنفس الفئة ، ينشأ أيضا نوع من التعاون الاقتصادي الذي يصل - علي المدي الطويل - للتكامل و التكافل ، بمرور الوقت يتسع النطاق ليشمل الحياة الاجتماعية فتنشأ تبعا لذلك عادة الزواج من نفس الفئة يليه التوريث ، توريث المفاهيم إذا كان ما يربط الفئة رابط فكري أو ديني او توريث المهنة اذا كانت هي ما تربطهم ، المهم هو توريث الرابط لتستمر المنظومة

اصبح لدينا الان فئة منظمة لديها مقومات حياة آمنة مع شعور بالرفعة و التعالي ، ماذا عن الافراد خارج هذه المنظومة ؟! ... قد يحدث أن يتحد الباقي في منظومة اخري لضمان القدرة علي تحقيق حياة مماثلة ، وقد تتكون مجموعة فئات بحجم اصغر واقل تنظيما ، وقد لا يحدث اي ارتباط بين باقي الافراد ، قد تختلف الاحداث ولكن النتيجة واحدة وهي ان يصبح المواطنين درجات ، حياتهم درجات و نجاحهم درجات ، تبعا للفئة المنتمي اليها ، ويزول مبدأ المساواة

النتيجة الطبيعية الان هي ان يسعي افراد هذه الفئة للسلطة ، لحماية المصالح من جهة و حتي لا يحكمهم من هم اقل شأناً من جهة اخري ، فتصبح السلطة هدفا لذاتها و البقاء فيها غاية ؛ وبالتالي تحدث السياسات القمعية للمعارضين و تكون المناصب بحسب الولاء لا حسب الكفاءة وتتوزع الموارد بحسب الدرجات ؛ وحينما يحدث ذلك تنهدم الدولة بعد جيل او اثنين علي الاكثر

الانتماء هو ما يربط الشعب معا واذا انحرف الانتماء ضاع الرابط ، ينبغي ان يكون الانتماء للبلد ... كل البلد ، الوطن هو كل ما هو ... و من هو داخل الحدود وليس خارجها ، مفهوم الانتماء السوي يكون لكل من هم في الوطن ليس لفئة بعينها ولا يكون لمن هم في خارج الوطن ، واذا ارتقي الانسان و ارتقت الشعوب يمكن ان يتطور المفهوم ليصبح الانتماء للانسانية كلها ولكن لا يمكن ان يحدث هذا قبل امتداد جذور الانتماء للوطن داخل النفس ، مدي ثبات مفهوم الانتماء داخل الوجدان ومدي وضوح المفهوم في الاذهان هو مايحدد مدي ترابط الشعب و بالتالي يسود النظام وتزداد قوة الدولة و نفوذها و تأثيرها

الانتماء الناضج للوطن يشمل كل فرد بعينه ، فتكون قيمة اي فرد من قيمة الوطن كله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا