الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاندبندنت: فرق موت العراق: تدفعه الى حافة الحرب الأهلية

كهلان القيسي

2006 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ترجمة: كهلان القيسي

أغلب الجثث في مشرحة بغداد تظهر عليها علامات التعذيب والإعدام. واللوم يقع على وزارة الداخلية. تقرير من قبل أندرو بونكومب وباتريك كوكبورن
المئات العراقيين يعذبون حتى الموت أو يعدمون بسرعة كلّ شهر في بغداد لوحدها من قبل فرق الموت التي تعمل من داخل وزارة الداخلية، كما كشف ذلك رئيس منظمة حقوق الإنسان للأمم المتّحدة المستقيل في العراق.
جون باس، الذي ترك بغداد قبل أسبوعين، أخبر الإندبندنت يوم الأحد بأنّ ثلاثة أرباع الجثث التي كدّست في مشرحة المدينة تظهر عليها اثار الجروح من طلق ناري في الرأس أو مصابة بثقوب عملت بالمثقاب أو بالسجائر المحترقة. وان معظم اعمال القتل نفّذت من قبل المجموعات الإسلامية الشيعية تحت سيطرة وزارة الداخلية.
معظم المعلومات الإحصائية التي قدمت إلى السّيد باس وفريقه مصدرها معهد الطب العدلي في بغداد ، الذي يقع بجانب مشرحة المدينة. وقال ان الأرقام تظهر بأنّه فقط في يوليو/تموز الماضي إستلمت المشرحة لوحدها 1,100 جثة، حوالي 900 منها حملت دليل على التعذيب أو الإعدام العاجل.وهو النمط الذي انتشر في كافة أنحاء السنة حتى ديسمبر/كانون الأول، عندما انخفض العدد إلى 780 جثة حوالي 400 منها تحمل جروح التعذيب أو الطلق الناري. "هو عمل من قبل أي شخص يرغب ابادة أي شخص آخر لأسباب مختلفة ،لكن معظمها نسبت إلى عناصر وزارة الداخلية."كما قال السّيد باس، الذي عمل للأمم المتّحدة لأكثر من 40 سنة في مختلف البلدان من ليبيريا إلى تشيلي.
بإقتران عمليات التفجير الإنتحارية والهجمات على الأماكن المقدّسة الشيعية التي اتهم بها بعض السنّة، من أتباع أبو مصعب الزرقاوي، قائد تنظيم القاعدة في العراق، فان نشاطات فرق الموت تدفع العراق الى وشك الوقوع في حرب أهلية طائفية.
وقال السّيد باس ان وزارة الداخلية كانت تتصرف " كعنصر مارق ضمن الحكومة". وهي تحت سيطرة الحزب الشيعي الرئيسي، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وزير الداخلية، بيان جبر، قائد سابق لميليشيا فيلق بدر في العراق، التي إتّهمت إحدى مجموعاته الرئيسية بتنفيذ حالات القتل الطائفية. والثانية هي جيش المهدي لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر، الذي يشكل جزء من التحالف الشيعي الذي يريد تشكيل الحكومة بعد الفوز في انتخابات منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول
العديد من رجال الشرطة الـ110,000 وشرطة المغاوير تحت سيطرة الوزارة ، يشكّ بكونههم أعضاءا سابقون في فيلق بدر. ليس فقط وحدات مكافحة التمرّد مثل لواء الذئب ، العقرب والنمور، والمغاوير بل حتى شرطة دوريات الطريق السريع إتّهمت بالعمل كفرق الموت.
إنّ المغاوير الشبه عسكريين، الذين يرتدون أزياء التمويه الرسمية المبهرجة يبدون مرعبين وهم يقودون ويتنقلون بالشاحنات الصغيرة في الأحياء السنيّة. والناس الذين ألقي القبض عليهم بشكل علني دائما يعثرعلى جثثهم بعد عدّة أيام، وتحمل أجسامهم علامات واضحة على التعذيب.
السّيد باس، إسترالي - مالطي الذي تقاعد من الأمم المتّحدة ويعيش الآن في بيته في سدني، يقول ان العنف الثابت وانعدام الأمن المطلق في العراق يخلقان حلقة مفرغة بحيث يتّجه المواطنين العاديين إلى المجموعات الطائفية المتطرّفة للحماية. الخوف من أي شخص في الزيّ الرسمي يقوّي حتما الميليشيات والمتمرّدين. الناس في المناطق السنّة سيتجهون إلى المدافعين عنهم وليس للجيش النظامي والشرطة.
لكن السنّة العاديين وقعوا الان بين فرق الموت ورغبة بعض المتمرّدون من جانبهم لبدء حرب أهلية - الهدف الذي هو الآن ليس بعيدا عن الإنجاز-، والأصوليين من السنّة السلفيين، لايريدون فقط طرد الأمريكان لكن أيضا لبناء دولة إسلامية خالصة . وينظرون للشيعة العراقيين، - بالرغم من أنّهم يشكلون 60 بالمائة من السكان- بانهم الزنادقة المتحالفين مع الامريكان و يجب أن يذبحوا.
هجوم الأسبوع الماضي على المسجد الذهبي ،هوالآخير من سلسلة طويلة من الإساءة ضدّ الجالية الشيعية. بدأت في أغسطس/آب عام 2003 عندما قتل محمد باقر الحكيم مع أكثر من 100 من أتباعه من قبل انتحاري بسيارة مفخخة خارج ضريح الإمام علي في النجف. وكانت هناك مذابح متكرّرة ضد الشيعة - البعض منها كانت تستهدف قوّات الأمن، مثل الهجمات على طوابير الشباب الذين يحاولون الإنضمام إلى الشرطة أو الجيش، لكن الآخرى، مثل ذبح العمّال اليوميين الذين ينتظرون للحصول على عمل يومي، لايوجد سبب آخر لقتلهم الا بأنّهم من الشيعة.
على الرغم من تمديد حظر تجول 24 ساعة في ثاني يوم ، لكن في بغداد ومدن رئيسية أخرى، لم تكن السلطات قادرة منع حالات القتل والإساءة والإنتقام الأخرى ضدّ الأماكن المقدّسة. موجة العنف الحالية، التي بدأت بقصف ضريح الامام العسكري في سامراء يوم الأربعاء، أودت على الأقل بحياة 200 شخص حتى الآن، بضمن ذلك أولئك ال47 عامل في مصنع الذين سحبوا من الحافلات وأعدموا على أطراف بغداد.
كان نوع القتل هذا هو الذي أثار حرب لبنان الأهلية في عام 1975. وتنقل الاقلية من السكان الى الاحياء التي هم فيها اكثرية ، يحدث في بغداد الان.
قدرة المحتلين الامريكان للتأثير على الوضع ليست محدودة فقط ، لكن بعض أعمالهم جعلت الامور تبدو أسوأ. الأمريكان يحاولون إزاحة السّيد جبر كوزير داخلية، ويتّهمونه بتحويل وزارته إلى معقل شيعي. لكن الشيعة يعتقدون بأنّ الولايات المتحدة وحلفائها، الأكراد، يريد منع الأغلبية من كسب السيطرة الكاملة على الأمن على الرغم من فوزهم مرتين بإنتخابات برلمانية في عام 2005.


التطور المهم الوحيد المؤشر في الأيام السابقة ، هو انه اصبح من الصعب بشكل واضح جدا إستعمال القوّات الأمريكية أو البريطانية للمحافظة على السلام، وهذا يقوّض الحجة التي يدعونها وهي انهم الحصن الوحيد ضدّ نشوب الحرب الأهلية.
ان قوّات الإحتلال تنقصها الشرعية للعب دور جنود حفظ سّلام تابعين للأمم المتحدة؛ وإنه من شبه المستحيل أن نجد جنودا أمريكيون يدافعون عن مسجدا سنّيا ضدّ حشد شيعي، لأنهم إذا فتحوا النار ستفسر خطوتهم بأنهم قد إنضمّوا إلى جانب واحد في صراع طائفي.
من وجه نظر السّيد باس ، ان العنف في العراق هم يزيدونه سوءا من خلال القبض على الرجال العراقيين من صغار السن من قبل القوات الأمريكية والشرطة العراقية ،كما انهم يكتسحون المدن تلو الاخرى وينفّذون المداهمات.وان "الأغلبية هم ابرياء لكن في أغلب الأحيان لا يطلقون سراحهم لأشهر. والذي يعملونه الان هو ليس القضاء على الارهاب ،كما ان التدخل العسكري يسبّب مشاكل إنسانية جدّية وخرق لحقوق الإنسان لاعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء. . . وفي النتيجة يتحوّل مثل هؤلاء الأشخاص إلى ارهابيين في نهاية إعتقالهم."
في مثل هذه الظروف، يتصل دائما أفراد من العوائل العراقية بمسؤولي الأمم المتّحدة ويطلبون المساعدة في إخراج الشبابّ إلى الخارج البلاد وابعادهم عن تأثير المتمرّدين الذين إجتمعوا معهم في السجن. و كانوا من بين العديد من المواطنين العراقيين الذين غادروا البلاد كنتيجة للعنف. "أولئك أصحاب المال يذهبون إلى الأردن. والفقراء يذهبون إلى سوريا،
السّيد باس، الذي أبدى تعليقاته أولا إلى صحيفة التايمز -مالطا، قال ان الحالة في العراق كانت "بالتأكيد،سيئة و بالتأكيد "أصبحت أكثر سوءا في السنتان التي ترأّس فيهما فريق حقوق الإنسان التابع للأمم المتّحدة.ان الحكومة الإنتقالية والمجتمع الدولي يحاولون تنشيط إقتصاد البلاد المشلول، لكن، قالوا، انهم سوف لن ينجحوا "حتى يأمن الناس
القتلة
فيلق بدر:
الجناح المسلّح للحزب الشيعي الأقوى. والعديد من الشرطة وشبه العسكريون الذين ما زال يلبسون فانيلات بدر ذات النصف اكمام تحت زيّهم الرسمي، حسب جنرال أمريكي..
جيش مهدي:
موالي إلى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. ما عدا الإشتباكات المفتوحة مع السنّة، أعضائه في الشرطة إتّهموا بحالات قتل ضمن فرقة الموت.
حماة الكاظمية:
أتباع حسين الصدر، قريب مقتدى. من بين قوّات حراسة الأضرحة الشيعية، لكن عندهم صلات أكثر شرّا.
الشرطة الخاصّة والمغاوير:

يخشون من قبل السنّة، على الرغم من عندهم بعض القادة السنّة.
http://www.independent.co.uk/
26 February 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف


.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |




.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد


.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار




.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |