الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عامٌ لم يتصرف على هوانا ، و مضى . و المقبل سيتصرف على هوى الطغاة ، و يرحل .

يوسف حمك

2017 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


مع اقتراب كل جديدٍ – حسب المنطق – تزرع الآمال في القلوب الخصبة و تبنى التمنيات ، و تنمو الطموحات في الصدور الدافئة . باستثناء القلوب المحشوة بالفشل و الإحباطات .
شعوب الشرق المنحوس تعودت أن تنهزم دائماً في عراكها أمام سطوة حكامها و جبروتهم ، فتتعثر في مسيرتها دون بلوغ المعالي .

مع بداية كل عامٍ نبني آمالاً تتحول على أطلاله إلى ركامٍ أسودٍ ، و ننتقل من بؤسٍ إلى شقاءٍ ، و من ظلامٍ إلى أكثر عتمةً .
يومان و نودع عاماً تمرغ في أوحال الخطيئة كغيره من الأعوام الراحلة التي لم ترثنا سوى حملاً ثقيلاً من خطاياها و شرورها .
عامٌ بدأ يلملم أوراقه ليرحل بعدما انسلخ من قيم اللباقة ، و خلع ثوب التهذيب ، ليتفرد بالشدة و القسوة ، فمارس العنف و التنكيل ، و تعمد التشريد و التهجير و تدمير المدن و القصبات .
فعاند إلا أن يلطخ يديه بدماء آلاف الأبرياء ، و الترخيص للفئات الملتحية بهتك الأعراض ، و سبي النساء و بيعهن ، و إصدار فتاوى لهم بنكاح الجهاد .

عامٌ بات ألعوباً للقوى الخارجية الغاشمة ، و ذراعاً غدًّاراً للقوى الإقليمية التي استعادت ذاكرتها الإمبراطورية ، و استفاقت لتستعيد أمجادها الكارثية على منطقتنا و شعوبها .
نعم عامنا المشؤوم لم ينزع عن جسده ثوب العار إلا ليعيره إلى عامنا المقبل الذي لن يكون الأفضل مما سبقه مادام الحكام ذاتهم يتربعون على عرش السلطة بعقولهم الرثة ، و مادامت الثقافة الطائفية و المذهبية هي المعيار لكل شيءٍ ، و المسائل الخلافية تزداد تأججاً ، و المشكلات تتكاثر ، و تتعاظم بدلاً من انحسارها أو في طريقها إلى الحلول .
و مادام الفساد سيد الموقف ، و حقوق الإنسان تهضم ، و حقوق القوميات تقضم .
ومازالت الديموقراطية و العلمانية و المدنية غائبةً و ستظل في طي الكتمان ، أما السلب و النهب فسيسير على قدمين و ساقين باسم الدين و الوطنية ، و هتك الأعراض باسم الله سيكون مفعوله جارياً ، و الصراع على النفوذ و السلطة و المال سيزداد حدةً .

و الأهم من كل هذا و تلك ، العيون في الخارج زائغةٌ على منطقتنا التي تغريهم بجهلنا ، و تأخرنا عن ركب الحضارة ، و ثرواتنا الهائلة التي لم نذق طعمها بعد
و نظل نتوق إلى الحرية ، و نهذي عطشاً لافتقادنا قطرات ندية نرتوي بها الروح لتعيد إليها نبض الحياة ، مادام حكامنا يعملون خدماً لدى أصحاب تلك العيون التي تترصدنا لقنص كل ما يحلو لهم ، و اصطياد ما يبهرهم .
و الأنكى أنهم يفاخرون بهذه العبودية ، و يجهرون بها على الملأ بكل إباءٍ ، دون أن يقدموا لنا براهين كيف تصبح العبودية مفخرةً ، و موضع اعتزازٍ و إعجابٍ ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كمين رفح يكشف انتقادات قادة الاحتياط الإسرائيلي لإدارة نتنيا


.. حزب الله وإسرائيل: هل تتحول المواجهات إلى حرب شاملة؟ نقطة ح




.. نشرة الرابعة | الحجاج يرمون اليوم جمرة العقبة الكبرى.. ولا ح


.. تقويم.. ماهو موسم تويبع؟




.. غرف مراقبة للتأكد من التزام بعثات الحج بالجداول الزمنية لرمي