الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيد للوطن الجميل

ايمان مصاروة

2017 / 12 / 28
الادب والفن


العيد للوطن الجميل
.....................
عامٌ سعيدْ
ما زلتُ أكتبُ في الحقولِ
وفي التلالِ
وفي النجومِ
وفي غصونِ الحبِّ
وجْهي مِنْ تضاريسِ المياهِ
يُعانقُ المرْسى
وقلْبي مِنْ نشيدْ
ماذا ترَقْرَقَ يا تُرى
مِنْ خدِّ قافيتي
فصارت بيْدراً
للأمنياتِ
وبرْعمَتْ شجَر الرحيلِ
إلى الندى
فتدفَقَتْ كلماتُ أشْواقي
وأدْمَنْتُ السُّرى
...........
بي ألفُ أسئلةٌ
تكادُ ورودُها الحمراءُ تَأْسِرُني
ولكنّي أُناغي الشوْكَ
أبتكرُ النوارِسَ
مِن قُصاصاتِ المتاهةِ
أستحيلُ إلى حنينْ
لماذا لا يصيرُ الحبُّ أغنيةً
تطيرُ إلى مدىً لا ينتهي
في لثْغةِ الأطفالِ
في لونِ الحدائقِ
ثم تُبحرُ في بحارِ الحالمينْ
عيدٌ سعيدْ
.................
ويمُرُّ عصفورٌ
يُجَفّفُ دمْعَهُ
خلفَ انتظاراتِ البَنفْسجِ
والمرايا لا تبوحُ بسرِّها
إلّا قليلاً
كيف يحكي لي عن الأنداءِ
والسحُبُ الكئيبةُ
ضيَّعتْ ألحانَهُ
أُناديهِ
وأسقيهِ
كؤوس الأغنياتِ
لعلّنا نُفْضي إلى الفجرِ الجديدْ
..................
إني أرى
في الأفْقِ رفْرَفةً
لشيءٍ كانَ يسكنُني
يُحلقُ من مداراتِ القصيدةِ
باشياقٍ لا يُحَدُّ
يَظلُّ يُوجِعُني
بما في الذكرياتِ مَنَ العواصفِ
هل هنالك يا تُرى
قلبٌ يُعارُ
إلى شريدةِ أمنياتٍ
حُلْمُها لا يُشترى
كالغيمة الظمأى
أحَدِّقُ في خُطى ساعي البريدْ
...................
والأفْقُ يُوشِكُ أن يُلونَهُ المساءُ
أغِيبُ كالمعنى
يباغتُه الجنونُ
إذا أتى وقتُ الغروبِ
وضمَّني الشفَقُ البعيدْ
تتساقط الأوراق من أشجار أشواقي
فما هذا الخريفُ المُرُّ
قبل ربيعكَ الموشومِ
يا ساعي البريدِ
بأمنياتي
هل هناك رسالةٌ خضراءُ
تحملُها تُناجيني وتهْمسُ لي
بكلِّ براءةٍ :
عامٌ سعيدْ
...................
في مُقلَتيَّ أسىً
أحاولُ أن أغطّيهِ
بأغْصانِ ابتسامي
لا يفارقُني الهديلُ
لأنني واكبتُ أسرابَ الحَمامِ
عانقتُها
ومشيتُ في ينبوعِها الدامي
وهذا الجرحُ في خدّيّ لا يسعُ القصيدةَ
كلّها أسْرى
حروفي وانتظاراتي
وانتمائي للدمِ العربيِّ
كلُّ دربٍ للحقيقةِ مؤلمٌ للقلبِ
كنْ عاما سعيداً
أيها الآتي من الأحزانِ
منْ دمْع اليتامى
مِنْ ذبول الياسمينِ
بمقلتيَّ قصيدةٌ أخرى
إذا بزغتْ شموسٌ
للمحبةِ والسلامِ
...................
وطني الجميلُ
قصيدُ شعرٍ لا ذبولَ لورْدهِ
وهُوَ الصهيلُ اليعْرُبيُّ
تزيدُهُ الآلامُ تحليقاً بكوْنِ المَجْدِ
صقْراً طافحاً بالحبِّ
والقُدسُ البهيةُ لا تُرى أسوارُها
تَحْني لِغيلانِ الزوابعِ رأسَها
القدْسُ سيدةُ الجِراحِ
ومَهْدُ مَنْ عشَقوا المُروءةَ
يَرْسُمُ التاريخُ سيرتَها بخطِّ النورِ
ناصرتي البهيةُ تُلهِمُ الشعراءَ
إنْ جَنَحوا إلى النسيانِ
تسقيهمْ بَشارَتها
هيَ الطّهْرُ العتيدْ
...................
وطني الذي في الروحِ
سَوْسنةٌ
وفي الأعماقِ يجري مثْلَ نهْرٍ
لا يَجِفُّ
هو الحكايةُ في عيونِ الأرجوانِ
لسوفَ أكتبُ عنه في كلِّ الحدائقِ
والجَداولِ
والفِجاجِ الشائكاتِ
وصرختي الأولى التي
كان عمّدَها بماء الحبِّ
سوفَ تَمتدُّ انْطلاقاً
في رحيقِ الأمْنياتِ
وسوفَ تكبُرُ
سوفَ تُصبحُ أقُحواناً
لا يخافُ الليلَ
يا وطني الجميلَ
شُعاعَ روحي
عِيدَ ميلادٍ سعيدْ
.
# إيمان مصاروة
الناصرة
-2017-12-28








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ