الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجمع الوطني الكاتالاني

عذري مازغ

2017 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


التجمع الوطني الكاتالاني، هو تجمع لكل أحزاب الطبقات الإجتماعية الوسطى والصغيرة والفقيرة، كل أحزاب هذه الطبقات من يمينها إلى يسارها منخرطة وتفعل وتتفاعل بهذا الشكل أو ذاك في هذا التجمع الكبير. في الأيام الأخيرة، وعلى إثر الإستفتاء حول استقلال كاتالونيا وما تبعه من ذلك من صراع سياسي بين الإقليم والدولة المركزية من خلال إنزال الفصل 155 من دستور 78 الذي يؤطر لمرحلة مابعد الفرانكوية، أي مرحلة الإنتقال الديموقراطي في إسبانيا، نزلت الدولة الإسبانية واحزابها الكبيرة (الحزب الشعبي، الإشتراكيون وسيودادانوس ووو..) نزلوا بكل ثقلهم، بكل هالتهم الإعلامية لدرجة انك وطيلة حملتهم على كاتالونيا لا تستطيع مشاهدة أي قناة رسمية إسبانية، حتى الرياضية منها بسبب ذلك الزخم المعادي للاستقلال، حتى استطلعات الرأي كانت تنوح أن ينتصر منطق "السبليونيزم " على منطق الإستقلال، أصبحت منطقة كاتالونيا معزولة تماما بشكل غريب، الإعلام الرسمي الإسباني كان مملا لدرجة القيء بسبب الملل في تكرار العداء لهذا التجمع وفعالياته، مارسوا العقوبات الإقتصادية على برشلونة بسحب أهم المؤسسات الإقتصادية العالمية والأوربية والوطنية منها، سجنوا أهم أعضاء هذا التجمع، أنزلوا تشريعات دستورية، تنازلت بعض الأحزاب لبعضها، لكسب معركة لي عنق هذا التجمع في الإنتخابات الأخيرة وفي الاخير كانت النتيجة هي عودة هذا التكتل نفسه كقوة سياسية ثابتة
الآن حين يتكلمون عن فوز حزب يميني كقوة جديدة بأغلب الأصوات، الإعلام لا يتكلم عن أن أغلب الاصوات هي لهذا التجمع الذي يضم مختلف تلك الأحزاب للطبقات الوسطى والصغيرة مع أن حزب "مدنيون"، (سيودادانوس) تنازل له الحزب الشعبي بمنحه أصواته، صوتت له كل عناصر الطبقة الرأسمالية، كما تنازل له الإشتراكيون أنفسهم في المواقع التي يعرفون انهم سيخصرونها، كما استنهضوا له الطبقة الصامتة التي لا تصوت عادة والتي كانو يعتقدون أنها اسبانية الحس والهوية ،ومع ذلك لم يكسرو شوكة التجمع الوطني الكاتالاني.
الآن الذي بقي كخلاصة يعتبر منها العدو قبل غيره هي هذه القناعة الثابتة بأن المجتمع المدني الكاتالاني مجتمع منظم بشكل جيد، مستعصي على الإنكسار وممانع برغم كل هذه الفسيفساء الحزبية التي تبدو كما لو كانت في تناقض تناحري بحيث انه بمجرد ما اعلنت النتائج لم يتجرأ الإعلام الرسمي الذي أسبن (من اسبنة، إسبانيا) كل شيء في كاتالونيا أن يجرؤ على التفكير في وضع احتمالات حول تحالفات حزب "مدنيون" الذي فاز كقوة صوت لها، هم يعرفون تماما ان الشيطان أيضا لن يتحالف معهم...هل تتذكرون المسيرات والمظاهرات المليونية التي عمل النظام الإسباني على خلقها من خلال توفير النقل المجاني من كل جهات إسبانيا؟، هل تتذكرون الإنزال البوليسي والعسكري في المنطقة؟ كل هذه الإستعراضات العضلية الزاخمة تكسرت امام هذا التجمع العظيم في تنظيمه وبنائه بشكل يطرح الآن موضوع كاتالونيا بشكل حازم ويضع في نفس الوقت المنظومة الديموقؤاطية الغربية أمام المحق الحقيقي..
المشهد الآخر، عشت في ألميريا بالأندلس أكثر سنوات هجرتي، أعرف كل فئات اليسار سواء اتخذ هذا الشكل الراديكالي أو هذا الشكل اليميني، بلغة اخرى، كل فئات اليسار وكل التيارات تعرف بعضها البعض وتجمعهم روابط اجتماعية صارمة، لكن لم يفكروا يوما أن يخلقوا نموذجا كهذا التجمع الكتالاني.. (وحتى لا أكون نكيرا، نعم كانت هناك اكثر من محاولة وكانت تنتهي كما ينتهي الرهج اليساري عندنا في بلداننا بتفاوت تطوري ملحوظ، عندنا قد تتقاتل التيارات من نفس اليسار فيما بينها)
الآن وفي كل مرة أفكر في المشكل الكاتالاني أطرح أيضا السؤال التالي
مالذي يمنع الرهج اليساري المتفتت عندنا من أن يقتنع ولو مرة واحدة بأن الإختلاف داخل تجمع كبير هو قوة وليس ضعف؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار