الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية

جاسم الصغير

2006 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تعد النظرة الشمولية الكلية احدى اسوأ العلامات التي تؤثر في رؤية الانسان للظواهر وللمجتمع لانها تتصف بالكليانية وبالغاء الاخر وغالبا ما اتصفت انظمة وسلطات بهذه الصفة مما ولد لديها مع مرور الوقت ضيق افق في الرؤية وانعدام في الاستراتيجية التي على اساسها ترسم نسق حركتها للمستقبل ولقد رأينا في مجمل التاريخ الانساني في امبراطوريات وللسلطات اتصفت والتصقت بها هذا الداء وظهر هذا جليا في مرحلة اوربا في العصر الوسيط وهيمنة الكنيسة على مجمل شؤون الحياة وايضا في عصر هيمنة الاقطاع بنظرته المحدودة فاصبح عائقا امام تقدم الحياة واستمر الحال مع الحكومات التي هيمنت على الاوضاع في اوربا وغيرها مثل الحكومات التي ظهرت في المانيا في عهد هتلر النازي او او ايطاليا في عهد موسوليني الفاشي وايضا في جمهوريات الاتحاد السوفيتي بكل مراحله والحقيقة جاءفي المصطلحات السياسية ارتبط ظهور مصطلح النظام الشمولي بصدور الكتاب الشهير للجنرال لوديندون بعنوان (العهد الشمولي) عام 1935 وفيما بعد شاع استخدام المصطلح لوصف النظم السياسة في المانيا النازية وايطاليا الفاشستية الاتحاد السوفيتي عام 1917 ودول شرق اوربا بعد الحرب العالمية الثانية وتميز النظام الشمولي بثلاث خصائص رئيسية وهي وجود أيديولوجية شمولية ووجد حزب وحيد يلتزم بهذه الايديولوجية ويهيمن عليه عادة شخص واحد ووجود نظام للترهيب والترغيب قوامه اجهزة بوليس سري عالية الكفاءة وهيمنة على وسائل الاتصال الجماهيري وكافة المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية ويذهب برزيزكي الى ان النظام الشمولي يهيمن على قمة الامور فيه قيادة مركزية لتنظيم نخبوي ويرى جوان لينز ان النظام السياسي يكون شموليا اذا توافرت فيه السمات الاتية وجود مركز واحد لصنع القرار تستمد منه مختلف المؤسسات او الجماعات شرعيتها فالسلطة مركزة في ايدي الزعيم ومعاونيه مما يؤدي بالضرورة الى الحد من استقلال او ذاتية التوجهات والافكار ذات النزعة الرافضة للشمولية المبكرة وايضا في الحديث عن دور الزعيم الاوحد المهيمن والمعبود وأيديولوجية رسمية تعتنقها النخبة الحاكمة والحزب الوحيد وتتخذها ركيزة لسياسات الدولة داخليا وخارجيا هذه الايديولوجية ليست مجرد برنامج او منهج عمل ولكنها اطار فكري ومتكامل ومتبلور يحدد الغاية النهائية للمجتمع ويحوي رؤى معينة لسياسة والاقتصاد والحياة والكون هذه الايديولوجية تعمد الدولة الى بثها في اذهان المواطنين عن طريق الحزب والمنظمات الجماهيرية ومؤسسات التعليم والاعلام والثقافة ووجود حزب منظم تنظيم تراتبيا تتداخل اختصاصاته مع اختصاصات الهيئة الحكومية ويهيمن على كافة المنظمات الوسيطة للمجتمع كالنقابات وعلى اجهزة الاعلام وانصهار الحواجز بين الدولة والمجتمع والعواصم او ضيق المجال الخاص مع تسيد المجال العام فجهاز الدولة يتخلل في المجتمع ويسيطر على كافة القوى والانشطة ويخضع المجتمع لعملية تسيس شاملة من خلال الحزب والمنظمات الجماهيرية واستخدام الارهاب او الرعب على نطاق واسع وبصورة تحكمية على نحو ما يتجلى في معسكرات الاعتقال وحركات التطهير والمحاكمات الصورية وعمليات العقاب الجماعي للمناطق او القوميات او الجماعات التي تشق عصى الطاعة على السلطة وتلك هي ابرز ملامح النظام الشمولي الذي تتمثل اوضح تطبيقاته في النظام النازي في المانيا والنظام الفاشستي في ايطاليا ولا يفوتنا هنا ان نذكر مدى تطابق ملامح النظام الشمولي مع ملامح البعث الفاشستي الذي اذاق الامة الهوان على يد طاغية العصر صدام وازلامه وادى بالامة الى كارثة كبيرة بفضل حماقاتهم والان وبعد ان تحررنا من هذا النظام اتمنى للعراق والعراقيين وبمختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم الوطنية ان يعيشوا حياة آمنة وسعيدة في ظل نظام ديمقراطي يوفر لابناءه الامن والحرية والتقدم والازدهار ويجعلهم يفتخرون بانتماءهم له وبكل قناعة لان البلد الذي لا يوفر لابناءة هذه المزايا والخدمات لا يستحق ان يفاخر الانسان بانتماءه له والحقيقة ان العراق ومنذ فجر التاريخ هو معروف بحبه لابناءه ومن كل القوميات التي سكنت ارضه ويسمى بارض السواد من كثرة خيراته لهذا هو يستحق الاعتزاز ولكن الذي حصل سابقا ان الطغم الحاكمة ارادت تمزيق نسيج الشعب ولكن خاب فالهم فذهبوا الى مزبلة التاريخ وبقى العراق وشعبه شامخين راقعي الرؤوس وهذه هي منزلتهم دائما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة