الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا وافكاري في سنة 2017

بلال مزياني

2017 / 12 / 30
الادب والفن


السلام عليكم
في هذه السنة تعلمت الكثير مقارنة بالسنوات الماضية ، واخفقت في بعض الامور ، فكانت اكثر سنة اقرأ فيها الكتب والمقالات ، وكانت السنة التي تخليت فيها عن بعض الافكار وتبنيت افكار اخرى .
اولا واخيرا تجرأت على طرح السؤال - اكثر من ذي قبل - واعادة النظر في كل ما اؤمن ، بمعنى ادق الشك في كل شيء ، لم انتهي الى نتيجة بعد ولم اجد جواب مقنع ، لكن جهلي لم يجعلني اتنبى اي فكرة موجودة ، بعبث ، كالمثل الشعبي الذي يقول - جا يبوسو ، عماه - بمعنى انه لا يجب ان نعتنق اي فكر او نتبنى اي جواب في ظل غياب الجواب الصحيح ، كمثل الذين جعلو لكل ظاهرة لم يفهموها اله يتسبب في حدوثها ، فما ان ظهر التفسير العلمي غابت الالهة ، فما اقصده هنا أنني اتريث لأتحقق جيدا في التفاصيل والمعلومات والافكار المطروحة أمامي ، أضع التساؤل أمام المنطق قبل الجواب ، وابتعد قدر الامكان عن السؤال العاطفي مثل هل ترضى او هل تحب او هل تريد ، لان الحقيقة لا تتعلق بما نريد وبما نحب او نرضاه ان يكون ، وانما بما هو موجود في الواقع ، فالجقيقة حقيقة سواءا احببنا ذالك ام كرهنا ، فالسجين سجين ( جسديا ) حتى لو حاول ان يقنع نفسه انه حر ، لذالك يجب التعامل مع المسألة اي مسألة بعقلانية وعدم توريط العاطفة في ذالك .
قبل ذالك كنت اتبنى هذا المنهج نظريا ، لكن هذه السنة تجرأت - كما سبق الذكر - في الغوص على قدر المستطاع في العمق ، ليس بالعمق الذي يجعلني اعلن الحقيقة ، لكنه عمق يجعلني اتسامح مع ذاتي اولا ، ومع الإنسان ، عمق اظهر لي زيف بعض ما كنت اعتقده وما كنت اتعصب له ، أنا اتسامح مع ذاتي لانني اراها في الاخر الذي يتعصب على ما كنت اتعصب له ، فأتذكرني عندما كنت مكانه ، اتسامح مع ذاتي لانني اراها في الاخر الذي لم اتبنى يوما افكاره والتي لطالما اعتبرتها خرافة ، لكنه متورط في وهم الحقيقة كما كنت أنا سابقا ، متسامح مع الانسان لانني انسان ، أنا الانسان ليس الفرد وانما الجنس البشري ، عشت ملايين السنين واطمح في المزيد ، و أنا الفرد اتبع الدليل الى حيث يقودني ، من اجل الانسان الاشمل ، من اجل عالم افضل ، عالم نقول عنه انه عالم الجنس الذكي وليس الجنس الجشع ، اطمح لعالم يستغل افضل منهج متوفر لديه - المنهج العلمي - بتوفير الطعام والطاقة للجميع ، وليس عالم ينتج اضعاف ما يستهلكه البشر بينما حوالي 800 مليون انسان يتضور جوعا ، عالم يستغل الطاقة باستخراجها من باطن الارض والرياح والشمس وتوزيعها بشكل عادل بين البشر ، وليس خلق الحروب من اجل البترول بحجة الوطنية وتهديد الهمج ، حروب كمختبر لتجريب السلاح وبيعه وفتح المجال امام الشركات الجشعة في الاسثتمار .
اطمح وادعو لعالم يستغل الصحراء في زراعتها ، والبحر في تحلية مياهه ، عالم يتم توجيه فيه العلم الى الطريق الصحيحة ، باستغلال التكنولوجيا في توفير الحلول بدل المشاكل ، في صنع الادوية ودراسة الامراض بدل صنع الامراض في المختبرات لاشباع رغبات الرأسمالي الجشع ببيع الدواء ، البحث عن حلول لازمة المناخ بدل صنع القنابل الكيميائية والاشعاعية وغيرها ، التصالح مع الطبيعة بدل معاداتها .
وماذا عن عالم يترجم قصائد العشاق والمحبين على ارض الواقع ، عالم يمكن القول عنه انه ذكي وأرقى ، عالم لا يقتل فيه الانسان من اجل معتقده ، ولا يمنع فيه الانسان من ابسط حقوقه .
مع كل هذا انا اعتقد اننا كجنس بشري على شفى الهاوية او في مرحلة تمهيدية لبداية عصر جديد ارقى .
أعلم ان ما ذكرته اعلاه في الجزء الاخير قد يبدو كلام مثالي لا يمكن تطبيقه في ارض الواقع ، لكنه بالنسبة لي واقعي جدا بل هو الواقع الذي يجب ان ندرسه ، لان استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي الى كارثة بشرية لم يشهد لها التاريخ مثيل وذالك بسبب التكنولوجيا - التي من المفروض هي الحل لكل مشالكنا - التي يتحكم فيها السياسي المعادي للطبيعة ولكل ما هو انساني .
هذه كانت من بين الافكار التي شغلت عقلي كثيرا هذه السنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب