الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يعش ليقص القصّة

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الغالبية العظمى ممن يقومون بعمليات إرهابية وإطلاق نار على أهداف عشوائية لا يعيشوا أبدا ليقصّوا القصّة!

ففي الغالب يتم الإعلان عن مصرعهم نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة أو أحد المواطنين المسلحين الذين تصادف وجودهم في الموقع في ذلك الوقت فلا نسمع ولا نقرأ غير جانب واحد من القصّة هو دائما جانب الجهات الأمنية وبعض شهود العيان على الواقعة.

أما الدافع وراء إرتكاب الجريمة والطريقة التي حصل بها الإرهابي على سلاحه وتدريبه، تبقى لغزا غير مفهوما وتترك للسادة المحللين المجال ليقولوا عنها ما شاء لهم ويستنتجوا ما يرد إلى أذهانهم من استنتاجات قد يجافيها الصواب.

كان الأمر محيرا بالنسبة لي وحتى حادثة أمس التي هجم فيها شخص لا يبدو طبيعيا أبدا بسلاحه على رواد كنيسة بحلوان، فهذا الشخص كان يتمشى وكأنه مغيّب الوعي بالسلاح في الشارع في وضح النهار، وطارد رجال الأمن الموكل إليهم حماية الكنيسة، ولم يهرب من وجه مدرعة الشرطة بل على العكس هربت من أمامه المدرعة المفترض أنها مقاومة للرصاص!

ظل الشخص بعد تنفيذ جريمته يصول ويجول وحتى أنهى المشهد العجيب أحد المواطنين برصاصة في رجل الإرهابي، وقيل بعدها أنه قضى نحبه بسببها!!!

وبعد ذلك بدأ الجميع يدلي بدلوه بشأن الحادث، فقالت الداخلية أن القاتل مسئول عن العديد من العمليات الإرهابية وحتى أنه قتل ضابط وإثنين من المجندين قبل ساعات قليلة من هجومه على الكنيسة، ويقول أحد مساعدي وزير الداخلية السابقين أن هذا الشخص كان مختفي قسريا وتم التبليغ عن إختفاءه منذ فترة!!
وكأن هذا التصريح الأخير قد أضاء شيئا ما في وسط حيرتي وتخبطي، فالأنظمة المتسلطة تتفنن في عمليات غسيل المخ وتقنيات التحكم العقلي وأحرزت فيها تقدما كبيرا في الآونة الأخيرة.

ومن ضمن هذه التقنيات تعريض البشر لضغوط شديدة وعمليات تعذيب نفسية أو جسدية تجعلهم طيعين ومن السهل توجيههم لإرتكاب الجرائم وعمل أفعال غير مقبولة لم يكن الشخص ليفعلها في حالته الطبيعية.

قد يكون هذا تفسيرا مقبولا من وجهة نظري لقيام شخص ما بفتح النار على أشخاص لا يمتون له بصلة ولم يتسببوا له في أذى مباشر أو دهسهم أو تفجيرهم بعبوة ناسفة، ومن السهل بعد تنفيذ المطلوب منه قتله أو إحتجازه بعيدا وقول ما يحلو لهم بعدها بل واتخاذ إجراءات لم يكن من السهل إتخاذها بسبب الرأي العام والضغط الشعبي لولا هذا الخطر الداهم والشبح القائم الذي تعمل وسائل الإعلام على تضخيمه و "نشر الفوبيا" بين الناس ليتناسوا كل الفشل والقمع والفساد ويقبلوا بحياة الموت أفضل منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف