الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصطلحات الفنّية:مقاربة واصفة للخطاب الفنّي

سناء ساسي

2018 / 1 / 1
الادب والفن


تعتبر المصطلحات الفنية مفاهيم ضرورية و قصدية تعني فهم الشيء دون غيره وتعتمد في تحليل العمل الفنّي و قراءته باعتبارها عنصرا من عناصر اللغة التشكيلية او السينمائية او المسرحية و غيرها من الفنون لأنّ العمل الفنّي هو صورة بالأساس و الصورة هي نتاج فكري يعتمد على المصطلحات والمفاهيم الفنية لفهمها و قراءتها . يتطلب العمل الفني قراءة لعناصره و تحليل لقيمته الفنية و لا يمكن قراءة العمل و عناصره إلا من خلال حضور اللغة التي تحتوي على المصطلحات الفنية المتخصصّة في كل مجال، فاللغة هي معرفة تتطلب التحليل و التأليف و لا يمكن ذلك إلا بواسطة المفاهيم الفنية التي تشكل الخطاب الفنّي و التي من خلاله يشكل الفنان علاقته بالممارسة الفنّية و علاقته بالمشاهد والمتذوّق الفنّي فالفنان لا يستطيع أن يفكر أو يتحدث أو يعرف إلا من خلال خطابه الذي يشكله. فالفنان ليس أقل معرفة من الأديب باللغة و مضامينها لكي يبدع أو يعلن عن إتجاهات جديدة أو مصطلحات جديدة. فالفنان يتعامل مع اللغة الفنية كمجموعة مفاهيم تشترك و تختلف في معانيها بمختلف الميادين الفنية :فالصورة بناء يمكن إعتباره لغة بصرية تحتاج إلى التحليل و القراءة فمثلا نجد مصطلحات و مفاهيم فنية تشترك فيها عديد المجالات نذكرعلى سبيل المثال السريالية التي تشاركت في هذه المدرسة الفنية و مفهومها و مصطلحاتها التي وجدت فضاءها في الأدب و الفن التشكيلي و الفن السينمائي أيضا المدرسة التعبيرية و مفاهيمها و أسسها التعبيرية التي كانت المنطلق الأوّل في الفن التشكيلي ثم السينما و غيرها من المفاهيم التي تشترك الميادين الفنية في بلورتها و تشكيلها و كانت نقطة التحاور بين الفنون و التي لها نفس المعنى و الدلالة فمثلا المحور أو التناظر، اللون ، العمق والمركز و غيرها من المفاهيم التي لها نفس الدلالة اللغوية بالنسبة للمصمم و التشكيلي و السينمائي.
هذه المفاهيم تشكل الخطاب الفنّي للممارسة الفنية فبدون المصطلحات و المفاهيم لا وجود لخطاب و لا وجود لقراءة و لا تحليل للعمل الفني و للخطاب الفنّي سواء كان خطاب تشكيلي و سينمائي و موسيقي ومسرحي أو خطاب ناقد يكشف عناصر العمل الفني و مرجعياته و أسسه و تقنياته و مراجعها وعلاقتها بتراث ذاكراتي هل انطلقت منه أو تمردت عليه و انفصلت عنه هذا الخطاب يؤسس للعمل الفنّي لغويا و اصطلاحيا مكانته كما يبلور للعمل الفني مقامه الإبداعي فالخطاب يرتقي بالعمل الفني ويثريه يصبح العمل الفني بفضله ذات معاني خاصة لا ندركها إلا من خلال علاقتها بهذا الإبداع لا و لا ندرك أي كلمة أو مصطلح أو مفهوم فني إلا من خلال وضع إطارها الخطابي فإذا أخذنا المصطلح منعزل عن إطاره الإبداعي والخطابي سوف يبدو مفهومها غامض و لهذا كانت الممارسة الفنّية بكل أنواعها خاصة الممارسة الفنية وراء إبداع المفاهيم الخاصة بها سواء كانت هذه المفاهيم مرتبطة بالممارسة ذاتها كمسار إبداعي له ملابساته المادّية و التقنية أو في علاقتها بالمبدع ككائن إجتماعي و ثقافي يعمل داخل منظومة الإبداع أو بقراءة هذه الممارسة كقراءة نقدية تبلور هذه المفاهيم لقيمتها الإبداعية . و أخيرا يمكن القول بأ، المفاهيم و المصطلحات الفنية هي كلمات لها ضرورة تؤسس لقراءة الفنان لعمله الفني كممارسة مادّية و قراءة الناقد لهذا العمل كممارسة حسية و قراءة المتذّوق الفنّي كممارسة تعبيرية و ذهنية هذه المصطلحات أسست شبكة من العلاقات و بين الفنان و عمله بين الفنان و الناقد وبين الفنان و الجمهور.صنعت هذه المصطلحات خصوصية للفنّ و مسارته الإبداعية عبر التاريخ لأنّه كلّما تطوّرت الذهنية البشرية تطوّرت و أبدعت معها مفاهيم و مصطلحات جديدة عبر التاريخ. و بطبيعة الحال تتوفر في كل مرحلة و في كل مكان مجموعة من الإمكانيات التعبيرية بما هي مفهوم و مصطلح فنّي لا يمكن للفنان كتعبير أو الناقد كتحليل أو المتذوق أن يتجاوزها كقراءة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط