الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التايمز البريطانية: أرخص شيء في العراق حياة الإنسان

كهلان القيسي

2006 / 3 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ترجمة: كهلان القيسي
بغداد -: شرطي عراقي في باب المشرحة يصيح كل واحد من اهالي الشعب عليه التقدم نحو الامام؟
مجموعة من الرجال السنّة فصلت أنفسها عن الحشد في الساحة وخطو نحوه على الأرض الملطّخة بالدم. اليائسون بينهم بكوا ولعنوا. والآخرون الذين وقفوا في صمت شاحبي الوجوه.تشبثوا بالإعتقاد بان أقربائهم المفقودين ربما ما زالوا أحياء ،
نوبات من هتاف الغضب وصيحات الاتهامات صدحت من الحشد في بوّابة الساحة، و تقطعت حين حدّقت بهم شرطة المغاويرفي نقطة التفتيش بشكل خالي من العواطف ،وصدحت موسيقى لطمية الشيعة من خلال السمّاعات في سياراتهم كأنهمّ في انتصار.
عطا الدليمي، 57عام من منطقة الشعب ،وهي منطقة مختلطة في الجهة الشمالية الشرقية من العاصمة بغداد ، كان أحد أولئك الذين تحرّكوا نحو باب المشرحة.
وليد، إبن المعلّم السنّي، عاد إلى العراق يوم الأربعاء بعد تسعة اشهر من العمل في سوريا. بعد ساعات من عودته، جلس يتكلّم مع عائلته في منزل أبّيه ثم حدث إطلاق ناره وإنفجاراته في الخارج. حيث و كانت حدة ميليشيا شيعية تهاجم بالصواريخ والرصاص مسجد الحيّ السنّي.
وبعد ثواني اقتحم رجال مسلّحون يرتدون زيّا أسودا منزل السّيد الدليمي. سحبوا وليد خارج البيت إلى الشارع حيث كانت الشاحنتين الصغيرتين تنتظران. وتبعهم اباه الى الشارع “لم ينفع أنا لا أستطيع أن أعمل أيّ شيء لهم . لقد كانوا عدوانيون جدا. أخذوا إبني وسحبوا إبن جار أيضا ,”كما أخبر السّيد دليمي التايمز أمس. الذي لم يكن لدية فكرة سواء كان إبنه أحد اتلك لجثث الـ127 التي وصلت إلى المشرحة بمنتصف نهار أمس بعد ليلة من القتل من قبل فرق الموت الشيعية -التي تبعت دمار ضريح العسكري في سامراء. قصّة السّيد الدليمي رويت مرارا وتكرارا من قبل أولئك الذين ينتظرون ضمن الحشد السنّي: رجال مسلحون غاضبون يرتدون زيّا أسود ، يهاجمون المساجد، ويسحبون الرجال السنّة بعيدا
من الدورة في جنوب بغداد، إلى الشعب في شمال المدينة، تحرّكت فرق القتلة الشيعة بدون تحدي على ما يبدو خلال المدينة، يهاجمون المساجد السنيّة ويجمعون ويقتلون الرجال السنّة، ويقابلون بالهتاف أحيانا من قبل الجنود في نقاط التفتيش للجيش العراقي.
تصرّف أولئك الجنود يجب أن يرتدّ إلى أولئك في بريطانيا وأمريكا الذين يعتقدون بأنّ الجيش العراقي الجديد سيكونون قوة نزيهة قادرة على حفظ النظام في البلاد لكي تستطيع قوّات التحالف الإنسحاب. نوبة قتل ليلة الأربعاء اظهرت بأنّهم متحزبين في أحسن الأحوال، ومتواطئين في أسوأها.
عند فجر أمس أصبح مصير ذكور بغداد المفقودون من السنّة واضحا. حيث يستلقون ممدّدين على نفايات القمامة، بجانب العربات المحطمة، وفي الساحات والخنادق والمصانع المتروكة. أيديهم مقيدة و الرصاص يثقب رؤوسهم.
الكثيرين وجدوا في حافة مدينة الصدر، الغيتو الشيعي في شمال المدينة حيث تسيطر ميليشيا جيش المهدي التابع إلى رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر، الذي طالب بالإنتقام يوم الأربعاء لقصف ضريح العسكري في سامراء.
مسؤول شيعي كبير في الغيتو أخبر التايمز: لقد جلبوا ثلاثة رجال سنّة أسروا في مسجد البلديات إلى مدينة الصدر ليلة أمس و فقد الصدريون رجلين وهم يهاجمون المسجد ولكي يثأرون منهم اعدموا الثلاثة علنا في الشوارع في 11 مساء. ولايزال لديهم على الأقل 50 أو 60 سجين من السنّة أسروا من الأحياء المختلفة. ”
في مشرحة المدينة الرئيسية كوّمت الجثث في الممرات طبقا للمناطق التي وجدت فيها . وبصورة دورية يصيح الشرطي اسم المنطقة إلى الحشد في الخارج وتأخذ العوائل نظرة إ عسى يمكنهم أن يجدوا رجالهم المفقودين.
لم تكن هناك نقّالات أو شراشف أو ستائر. الأجسام ميّزت ببساطة، سحبت من الأكوام، تخلّص منها في التوابيت الرخيصة ونقلت من البناية بأيّ نقل متوفر. البعض ربطوا ببساطة إلى سقوف سيارات الأجرة.
قال رجل لابنته لا تبكي ,” “ يجب أن نتعوّد على هذا من الآن. فأرخص شيء في العراق هوالإنسان. ”
أخيرا جاء دور السّيد الدليمي. سار ببطيء في المشرحة مع أخّيه وإبن أخيه ، يفتش في الخطّ الطويل للجثث. توقّف فجأة. ولو أنهّ خاف من الأسوا، لكن لا شيء قد أعدّه ليبصر وجه إبنه الميت. “ اه معذّب! ” بكى بينما إتّجه إلى إبن عمه الباكي. “ كيف للبشر ان يتخيّل؟ لقد قلعوا عينيه وأسنانه. ”
www.timesonline.co.uk








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى