الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول حاجة امريكا للقدس

عبدو خليل

2018 / 1 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حول حاجة أمريكا للقدس ؟!
في صيف 2006 أفتعل حزب الله حرباً بالوكالة. نيابة عن النظام السوري وتحت إشراف مباشر من إيران، وذلك من خلال استفزازها لغطرسة وعنجهية اسرائيل. عبر رميه لعشرات الصواريخ المحلية الصنع. التي تنعدم فيها حاستي البصر والبصيرة. أقل ما يقال فيها أنها خيبة الآمال في إصابة أي هدف مجدي . و كلفت لبنان دماراً لم يقل عن كارثة حربه الأهلية قبل ثلاثة عقود.
تلك الحرب ألهبت المشاعر العربية من المحيط إلى الخليج. وخلقت تعاطفاً منقطع النظير، وهتفت الجموع في العواصم العربية بحياة السيد نصر الله قائد النصر التموزي، إلى أن تكشفت الكارثة التي لحقت بلبنان وشعبه فيما بعد، ولولا تدخل المجتمع الدولي عبر وصفته السحرية والجاهزة لحل كل النزاعات والأزمات بالنتيجة المحببة إلى قلوب المتصارعين (رابح-رابح). لكانت لبنان الأن تعيد سيناريو الحرب ولكن بمعالجة أكثر تشويقاً.
بأي حال لم تكن حرب تموز آنذاك سوى لإعادة الرونق لنظام الأسد الابن الذي كان قاب قوسين أو أدنى من المثول أمام المحاكم الدولية نتيجة تورطه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري من خلال أداته. حزب الله، واستطاعت جوقة المقاومة والممانعة من استمالة الجمهور المطالب برأس النظام السوري إلى مصفق للأداة (حزب الله). واليوم سيناريو القدس الحالي ليس ببعيد عن غسيل لأنظمة وميليشيات تتصدر المشهد في كل من سوريا والعراق واليمن، وتحصد نتائج تعاطف الجمهور العربي لخدمة مصالحها وأجنداتها السياسية والتوسعية. لكن الغسيل يتم هذه المرة على يد دونالد ترامب عبر نقل سفارة بلاده إلى القدس، هذا الاعتراف الذي يخفي بين طياته عن لعبة كبيرة. من جهة خلط الأوراق مجدداً. وإعادة تصفير عداد المشاكل للبدء بها من نقاط أخرى، وليس أخرها خلق ترتيبات واصطفافات تخدم المرحلة.
من البديهي أن صناع السياسات الأمريكية يدركون جيداً حساسية موضوعة القدس بالنسبة للشارع العربي والإسلامي ضمن مستوييه. الرسمي والشعبي، ويعرفون في الوقت ذاته أن المنطقة برمتها منذ سبعة سنوات تعاني من مخاض وتبعات الربيع العربي الذي جرفته السياسات الإقليمية والدولية نحو مآلات غير تلك التي حلمت بها شعوبها، لا بل يتم العمل اليوم على تجريم هذه الشعوب والاقتصاص منها عبر إعادة تدوير النظم العربية المستبدة. لذا كان لا بد من تكبير الحجر هذه المرة. قبل رميه في مستنقعات الدم، و بما يوازيها. للتغطية على هذه الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة في الحرية والكرامة ولذر الرماد في العيون، فكانت القدس. وسيلة التقارب أو التسوية لعودة الوئام والسبات بين الشعوب العربية وحكامها.
ببساطة أمريكا اليوم تحتاج لخلق إجماع عربي حول القدس. ليس من أجل خاطر عيون الشعب الفلسطيني، إنما لجر شعوب المنطقة نحو حلبة صراع. تقليدية، سبق لها وأن خبرتها طويلاً، لا تتعدى التنديد والتهديد اللفظي، وذلك لتخفيف الضغط الشعبي عن بعض الحكام العرب ممن حافظ على هدوء جبهاته مع اسرائيل طوال نصف قرن. حكام كانوا كرماء في منح شعوبهم حق شتم العدو الغاشم، و ممسكاً عنهم في الوقت نفسه أي انتقاد أو شكوى للتظلم حتى لو كان من عنصر أمني قزم يهين كرامتهم و يدوس عليهم، كما لو أنهم مجرد حشرات.
ما فعله ترامب. سواء كان بتخطيط أو عن تهور، عبر إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل يختصر بأنه طوق النجاة الذي رمي لميلشيا حزب الله التي استنفذت كل رصيدها الشعبي في العالم العربي عبر حربه الطائفية ضد الشعب السوري. ويكاد يخسر فوقها استقرار لبنان، الهش أصلاً. لذا مفاعيل وتأثيرات هذا القرار ستظهر ضمن المدى الطويل على العديد من العواصم العربية والإسلامية، ولنا أن نتخيل كيف أن محاصري الغوطة في دمشق وبعض مناطق المعارضة السورية في الشمال. وهم ليسوا سوى ضحايا النظام وأبطال المقاومة وأسودها. بدوا أقرب لمواقف جلاديهم. جمعتهم القدس في خندق واحد، وهذا ربما ما قد يعول عليه البعض مستقبلاً لبناء جسور العبودية بين نظام ممانع نظرياً ومغتصب لشعبه فعلياً. ولسنا هنا في وارد انتقاد وتجريم المشاعر النبيلة لمحاصري التجويع من أجل القدس. بل لفضح الآلة العالمية في جعل تطبيع الشعوب مع الاستبداد ديمومة واستقرار للنظام العالمي القائم على اللاعدالة، وعلى لا أخلاقية الوسائل والأدوات السياسية.
قضية القدس كما يعلم القاصي والداني كانت على الدوام مباعة لوكيلها الحصري إيران ومن لف لفها من الدول العربية. صانعوا فيالق القدس وناسخوا تجربة حزب الله في العراق وسوريا واليمن والبحرين، لذا ما علينا سوى ترقب خسارات عربية أخرى مقابل تعويم إيراني في الساحتين السورية والعراقية. رغم كل التهديد والوعيد الأمريكي. الصوتي، لملالي طهران. لقد فعلها ترامب وأطلق رصاصة الرحمة على ثورات الشعوب العربية. فالقدس بداية الطريق. الأمريكي، نحو التطبيع مع نظم الاستبداد والممانعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب


.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم




.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب