الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوس التوتر في إيران

لاوند ميركو

2018 / 1 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الاستراتيجيات الأمريكية في الشرق الأوسط بلغت مراحلها المتقدمة ضمن كافة الأطر التي تؤشر إلى احتمال تفاقم الصراعات الدموية في تلك المنطقة المضطربة بشكل تصاعدي والتي قد تفضي إلى نشوب الحريق النووي أمام امتداد الهيمنة الغربية على الخارطة الجيوسياسية لمنطقة شرق المتوسط والغرب الآسيوي والتي تقع في قلب قوس التوتر الذي رسمه « بريجنسكي » مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق « جيمي كارتر » كأساس للبنى المعرفية لخط الهيمنة الأمريكية في عصر القطب الأوحد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الإشتراكي لمرحلة مابعد الحرب الباردة .
إن ماتشهده ساحة الشرق الأوسط من إنفجارات وتحالفات اقليمية ودولية إنما تعطي صورة واضحة على أن جميع اللاعبين إنما يدورون في فلك الآيديولوجيا الأمريكية التي وضع أساسها منظروا الإمبريالية المعاصرة سواء في التنفيذ أم في المقاومة كوجهين متضادين لعملية واحدة هذه الجدلية التي تعطي الأمن لإسرائيل كونها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط المستفيدة من هذه الفوضى الخلاقة وآلياتها في التدمير الذاتي للمجتمعات الشرقية .
ويؤكد ذلك « صموئيل هنتغتون » في تقسيماته لشعوب العالم إلى سبع دوائر حضارية وطرحه لقضية صراع الحضارات وصدامها لتقتات الإمبريالية على نتائج هذا الصدام وتخرج من أزمتها الدورية وتبسط هيمنتها على مرحلة الإرتدادات الناجمة عن هذا الصراع المهول.
وما اعتماد « فرنسيس فوكوياما » مبادئ إنماء الهويات الشعبوية لبسط نفوذ القطب الأوحد على جميع المجتمعات الإنسانية لفرض التجربة المجتمعية الأمريكية كسقف أعلى لجميع التحولات المجتمعية عبر التاريخ كنهاية للعالم في بحثه عن طرائق الإستمرار.
كل هذا يجري تطبيقه عمليا في منطقة الشرق الأوسط التي تشكل التربة الخصبة لتنفيذ هذه المشاريع الإستعمارية بأيدي أبناء المنطقة وبإشراف مباشر من الإمبريالية العالمية المعاصرة .
تأتي الأحداث الشعبية التي تجري في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتصب في خدمة هذا المشروع ولتحجيم دورها في سوريا ولبنان .واليمن بشكل خاص وفي العالمين العربي والإسلامي بشكل عام وذلك بعد المقاومة العنيفة التي أبدتها في سبيل إفشال هذه المشاريع من جهة ومن جهة أخرى لكي يستمر مشروع « بريجنسكي »
في ترجمته على أرض الواقع كأرخبيل مستمر من الحرائق البركانية التي لاتهدأ وتنتقل من منطقة إلى أخرى بشكل يكون ظاهره عشوائيا ولكنه في واقع الأمر مخطط ومدروس في غرف الإمبريالية العالمية وأروقة السياسات الإستراتيجية الأمريكية .
هنا تعود الماكينة الإعلامية للعمل بنشاط لتصور لنا الأحداث على أنها ملائكية الأهداف وتطلق عليها المصطلحات البراقة من ثورة الياسمين إلى ثورة الكرامة مرورا بثورة الحرية وصولا لثورة الجياع وكأن المجتمعات الغربية زاخرة بالياسمين والكرامة والحرية وليس فيها جوع فقط مجتمعاتنا الشرقية محكوم عليها بالتبعية وكأن ثقافاتها باتت وبالا عليها .
هذه البنى الشعبوية التي تزرعها المكنات الإعلامية الممولة صهيونيا بغض النظر عن ألوانها وملبسها تستخف بالعقل الشرقي حد الإنحطاط.
فكيف ومتى نتعلم من دروس التاريخ ...
وإلى متى يقاد العقل الشرقي من الخارج
ألم نتعلم من أحداث العراق وليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان وغيرها .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟