الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستبداد صفة ، لازمت ولاتزال نظام البعث الديكتاتوري الحاكم في دمشق

خليل قرطميني

2018 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


البعض ممن لم يسمعوا الخبر إلا من أبواق النظام ، ولم يروا إلا صورة التمثال الآيل للآنهيار يعتقدوا أن ممارسات النظام القمعية تجاه المظاهرات السلمية انما هو للضرب بيد من حديد على الخونة والمجرمين ..
في حين أن هذا النظام يوظف أبواق كذب وتضليل ، ويدفع لها من جيب الشعب السوري المطالب بالحرية منه ومن استبداده الجائر ، فيقلب أولئك الحقائق رأسا على عقب حتى يكاد المرء يصدق تلك الأبواق الكذوبة حتى العظم .
ففي مذكرات الأستاذ ربحان رمضان في المعتقل والمعنونة ب " مرايا السجن" المنشورة في موقع الحوار المتمدن ومواقع ألكترونية أخرى نقرأ قصة مصطفى شوقي الجندي الذي كان الجلادون يسلخوا جلده يوميا ً ، ولما يأتوا به إلى القاووش يهرع الطبيب لفحصه ومداواته كي تعود إليه الروح فيعذبونه من جديد ،
وفي المساء يحضر الصيدلاني "عماد" فيركل جميع المعتقلين برجله عندما يمر بينهم للوصول إلى أبو شوقي الجندي حيث يأمره بنزع سرواله ، ثم يقف بعيدا عنه ليهدّف بالحقنة من بعيد ، كأنه يرمي ســـهما على جســم الرجل الذي أصبـح " كالمنخل " من التعذيب ، والمداواة لتعذيبه من جديد ..
في السنة الماضية استطعت الاتصال بالأستاذ رمضان هاتفيا فأورد قصة أخرى عن رجل في العقد السابع من عمره ، استدعاه أحد أجهزة الأمن السيئة الصيت ، فبلغ أولاده بأنه سيذهب إلى فرع التحقيق لأمر يعتقد بأنه غير مهم سيما وأن الرجل ليست له علاقة لا بالمعارضة ، ولا بالسلطة فذهب منذ ثلاثين عام ولم يعد ، ولا يزال ابنه البكر ينتظر إطلاق سراحه ليتزوج ابنة عمه ، وزوجته تعد بقية أولادها بالزواج حالما يطلق سراح أبيهم ، الذي له الحق وحده ببيع عقاراته وأملاكه ، مما جعل تلك أموال بمثابة وقف ، لا تباع ولا تشرى حتى يعود صاحبها ليتصرف بها .
قصص يتكرر حدوثها يوميا ، وعلى مدى سنوات حكم الأسدان " الأب وابنه " ومعهما أقطاب الجريمة المنظمة في النظام حتى وصل الأمر إلى توجيه المدرعات والدبابات نحو القرى الآمنة في جنوب وشمال ووسط وشرق وغرب سوريا مسنودة بطائرات الهيلوكوبتر ، وكلاب النظام الشمامة "زوار الصبح" الذين يعتقلوا الناس بالعشرات ويزجوا بهم في زنازين ضاقت بنزلاءها ، فوسعوا مشاريعهم الاجرامية حيث قاموا بتحويل مدارس الأطفال ، ومشافي الجرحى والمرضى إلى زنازين ومعتقلات .
وفي مراجعة سريعة لتقارير المنظمات الانسانية العالمية نجد أن هذا النظام قتل لايقل عن ثلاثة آلاف شهيد ، بينهم مئة طفل ، والكثير من النساء ، وشرد خمسة عشر ألف مواطن في شتات الأرض ، واعتقل مثلهم في العدد ، إضافة إلى المفقودين الذين لايعلم عددهم إلا الله .
هذا النظام المجرم " دشر كلابه" تنهش لحوم أبناء وبنات الوطن ، فعذب أولئك الكلاب أطفالنا ، وقاموا بأبشع أعمال عنف وأقذر معاملة مع المعتقلين ، حتى أن الأخبار الواردة من المعتقلات تفيد بأن الكلاب اغتصبوا الكثير من النساء والأطفال بعد تعذيبهم بشكل مبرح ، وأنهم كثيرا ما مثلوا بجثث الشهداء كما فعلوا بالشهيد ابراهيم القاشوش الذي لقي حتفه لأنه غنى أغنية تندد برأس النظام المجرم السفاح ، وقلعوا عينيه ، ثم أخرجوا جوزة حلقه من جسمه ، وكما فعلوا بالشهيدة زينب الحصني ابنة التاسعة عشر ربيعا ً التي أعادوها إلى أهلها مقطعة الأوصال " جسم بلا رأس ، وبلا أرجل ، ثم أرسلوا أيديها ، وأرجلها ، وثم رأسها " ..
من هي زينب ؟
زينب الحصني ، فتاة من نفس مدينة طل الملوحي المغدورة وهي حية ، حيث ألصق النظام العديم الشرف بها اتهامات شنيعة لا تصدق ، وحكمت عليها محكمة أمن الدولة الخارجة عن إطار القضاء بالسجن لمدة خمس سنوات زورا وبهتانا ً .
زينب الحصني هي اخت الشهيد الناشط محمد الحصني الذي غنى للحرية والكرامة في مظاهرات باب السباع في حمص ابن الوليد .
قتله كلاب المخابرات والشبيحة حيث قاموا بعمليات دهم واقتحام لمنزله الشاب أكثر من مرة بحثاً عنه، مما دفعه للتخفي من عيون الأنجاس خارج البيت ، ومع غيابه أصبح لزاماً على زينب ابنة التاسعة عشر عاماً أن تقوم مكانه في تأمين حاجات البيت ، لكن يد الغدر والخيانة التي كانت تترقب خروج زينب من بيتها في صبيحة اليوم الثاني من شهر رمضان لتقوم باختطافها ليقتلوها ويمثلوا بجثمانها الطاهر ، ويقايضوا بها مع أهلها على أخيها محمد حيث اتصلت إحدى عميلات الأمن الكاذب لتقول لأهلها أن كلاب النظام وشبيحته سيعيدوا الفتاة إذا سلم محمد لهم نفسه ، ثم أخبرتهم أن ابنهم استشهد وأن بامكانهم استلام جثمانه الطاهر المحفوظ في ثلاجة المستشفى العسكري بحمص .
هناك علم الأهل عن تواجد فتاة في التاسعة عشر من عمرها في ثلاجة المستشفى فسارعوا لتقصي الخبر ، ولم يستطيعواالتعرف في البداية على ابنتهم زينب, التي بدت مقطوعة اليدين من الكتف مقطوعة الرأس وقد حرق وجهها باديةٌ على ظهرها أثار التعذيب والحروق التي غطت أغلب جسدها.
ولم يسمح لهم استلام جثمان ابنتهم الطاهر إلا بعد التوقيع على إقرار يمنعهم من تصوير الجثمان ويمنعهم من إقامة جنازة يحضرها الناس وبالفعل حملت الأسرة الجريحة جثمان زينب لتدفنها في مقبرة باب السباع في جمع صغير من الحاضرين أقتصر على أسرتها وبعض الأقارب .
لكن وبعد مغادرة المشيعين سارع ثوارسوريا وأسود حمص الأبية بنبش القبر وتصوير تلك الجريمة البشعة التي يندى لها جبين النظام المجرم – القاتل .
ضحايا النظام أكثر من أن يعدوا .. قسم قضى نحبه في غرف الاعدام النازية التابعة لأجهزة المخابرات ، وقسم تم اغتياله في الخارج ، وقسم قتلوا بالحرب التي يشنها الجيش العقائدي المنهار..
والمجرم هو ذاته ، نظام القتل في دمشق ، بما فيهم الرأس المدبر بشار الأسد وأخيه وابن خالته ، ونسيبه ، وكل الحاشية الظالمة .
= = = = = = = = = = = = = = = = = =
• عضو في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا .
مقالة نشرت في مجلة الخطوة منذ عشرة أعوام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس