الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الشعبية في تونس بين جدية الخيارات وجسامة التحديات القادمة.

بسام الرياحي

2018 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يتفق الجميع في تونس على أهمية إذا لم نقل خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد خاصة من الناحية الإقتصادية وما خلفته من إستحقاقات عاجلة في التعليم والصحة والتشغيل...الوضع في تونس يبعث على تململ شرائح واسعة من الشعب الذي إنتظر الكثير من حراك إجتماعي وطمح لتحقيق أهداف تنموية وإجتماعية كبرى بعد أكثر من خمسين سنة في ظل ديكتاتورية سياسية محدود الأفق أثبتت خياراتها الكبرى محدوديتها وهشاشتها في وقتنا الراهن.يبرز فصيل سياسي على يسار المشهد في تونس من خلال خطاباته المنتقدة للحكومات المتتالية منذ 2011 والذي ينادي بخيارات جديدة إقتصادية وإجتماعية، الجبهة الشعبية هذ التكتل الذي يضم أحزاب يسارية بدرجة أولى وقومية يشكل الآن عنصر الرفض في المشهد السياسي التونسي المحكوم بالوفاق.فبعد إنتخابات أخيرة وقع تركيب إتلاف يميني حاكم يقوده نداء تونس وحركة النهضة ذات التوجه الإسلامي ما جعل الحياة السياسية رهينة التوافق في إلتفاف واضح حول المسألة الديمقراطية التي تتطلب ضرورة تواجد أقطاب ضغط في المعارضة من شأنها إخضاع الشأن العام للنقاش وفقا للمصلحة الوطنية، سيطرت حالة من الجمود سياسيا وأصبحت مصالح الأحزاب والمنظمات والجمعيات الممولة لها فوق مصالح الدولة والوطن ما شكل عنصر عزوف عن الشأن العام خاصة في صفوف الشباب الذي ينتظر تحقيق إستحقاقات إستراتيجة كالتشغيل والتعليم.الجبهة الشعبية تظهر في خطاباتها معارضة ومنددة ثم تتجه لخطوات عملية في الشارع والجامعة أو عبر إتحاد الشغل، حمة الهمامي الناطق الرسمي بإسمها وهو زعيم حزب العمال أحد مكوني النواة الأولى للجبهة كان في تصريحات رسمية في أحدى القنوات الإعلامية التونسية قد أكد من جديد على حق الجبهة في لعب أدوارها الوطنية مشيرا إلى أن الجبهة لا تعارض شكليا بل تملك برامج كبرى أهمها ترشيد النفقات والحد من التوريد، تبني برنامج إصلاح زراعي يعيد قيمة الفلاحة التونسية ويحد من النزوح وإهمال الأراضي خاصة في الجهات الغربية من البلاد ثم مكافحة التهرب الجبائي وأصحاب الثروات غير الشرعية التي تضر ميزانية الدولة وتسحق الطبقة الشغيلة أيضا حماية أصحاب المؤسسات من الجور الجبائي ...كل هذا وغيره ناقشه الهمامي على هامش قانون المالية الجديد في تونس، مع العلم أن الجبهة دائما ما تنبه من خطر السيناريو الأرجنتيني واليوناني في تونس هذه الدول التي طبقت برامج صندوق النقد الدولى حول إصلاحات قيل أنها ضرورية لكنها جرت التقشف الذي سبب بدوره إنحصار الإستهلاك وإفلاس المؤسسات وتفشي البطالة...حزب سيريزا اليوناني الذي قاده تسيبراس كان قد أنقذ اليونان من غطرسة صندوق النقد الدولي وإجراءات التقشف الأوروبية وله علاقات مع الجبهة وحمة الهمامي الذي واكب تكون حزب سيريزا كما كانت له لقاءات مع أهم عناصره.الجبه الشعبية اليوم هي خارج منظومة الحكم لكن ما تطرحه يبقى خيار جاد في ظل ضيق أفق الإتلاف الحاكم وتركيزه على تعويض شح التصدير بالديون لكن المشهد السياسي الذي لم تستطع الجبهة في وقت من الأوقات إدراك تعقيداته وسمحت لحزب النداء بأن يصبح قوة سياسية ثانية بعد أن كانت فرص رص الصفوف وهامش التحالفات مفتوح أمامها،وسار هذا الحزب للإتلاف المحافظ ،يطرح ضرورة ترتيب الخطوات القادمة سياسيا وإختيار الأوقات والأطراف المناسبة لخوض بقية التجارب الإنتخابية القادمة في واقع يحركه مثلث المال والإعلام والأطراف الخارجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي