الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استحقاقات سورية مصيرية

خالد قنوت

2018 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


اخبار عن الهجوم الثاني على قاعدة الاحتلال الروسي في حميميم و دون تبني رسمي من أي قوة على الارض يفتح الابواب امام التحليلات المنطقية و غير المنطقية تتناول هوية المنفذين و تمويلهم و اهدافهم.
البعض يرى انها من قوى مرتهنة لايران لتقويض العمل السياسي الروسي المهيمن المترافق بسيطرة جوية عسكرية لم توفر اي منطقة معارضة لنظام الاسد و لمؤتمر سوتشي لكنها تقوض مشاريع و مطامع ايرانية في السيطرة على سورية بحكم استثماراتها الضخمة في نظامها الاستبدادي و في بعض الفئات الاجتماعية الفقير و المرتزقة في سورية و خوفها من خسارتها الكبرى خاصة مع مطالبات الايرانيين الاحتجاجية بالتوقف و العودة لايران.
الآخروين يرونه مدفوعاً من قوى عسكرية مرتهنة لامريكا و فيه تحذير امريكي للروس من المستنقع السوري في استحضار للمستنقع الافغاني.
الكثيرين, يسالون عن تمويل عمليات بهذا المستوى بغض النطر عن كون المنفذين سوريين يحملون بعداَ تحريرياً في استراتيجيتهم أو سوريين مرتهنين لقوى متناحرة على الأرض.
من النقطة الآخيرة يمكن أن نبني تحليلاً اعتقد أنه الأكثر منطقية بحكم الطبيعة السورية في رفض أي محتل على ارضها و بحكم التجربة الثورية المتعثرة خلال سبع سنوات و ما يملكه العقل المنفتح السوري و في قدرته على التأقلم مع الظرف الذاتي و الموضوعي الحالي و ما يمكن أن ينتج عنه من سياسة اكثر واقعية تفرضها الظروف الموضوعية الكارثية التي تعيشها سورية و السوريين.
مما احاول أن اوصله لكل سوري من هذه المقالة امرين اساسيين,
اولاً أن اي عمل سياسي تحريري و تحرري يجب أن يتوفر العامل الذاتي في وعي طبيعة هذا العمل و ما يجب و يمكن ان يقدمه لتحقيقه. هذا الوعي مرتبط و مشروط بكونه عملاً وطنياً خالصاً دون أي اقحامات عقائدية و فكرية أخرى مستفيداً من مكنونات بشرية يحملها السوريين على احتلافاتهم الايجابية من ثقافات و ديانات و قيم اخلاقية و أن هذا الوعي يتجسد بعمل متواصل و مثابر و حسب امكانيات فردية و جماعية مقوننة لتحقيق هدفي التحرير و الحرية.
ثانياً: أن العامل الموضوعي اليوم, رغم دمويته, و المتمثل بوجود قوات عسكرية دولية و اقليمية على الارض السورية هو عامل مثالي لامكانيات العمل الوطني التحريري على المستوى السياسي و العسكري من مسلمة حقيقية بأن مصالح الدول لا يمكن أن تتوافق و تكتسب الشرعية طالما الصراع مستمر و بعيد عن المساومات و التنازلات للوصول لاتفاقيات تراعي مصالح الموقعين. فالاستئثار الروسي في القرار السوري لفرض اجندته على الجميع حتى على حلفاء اليوم من ايران و تركيا و حتى الاسد, لا يعطي مسوغات لهؤلاء الحلفاء بالاطمئنان على مصالحهم في حال نجح بوتين في شرعنه استراتيجيته في الهيمنة على غرب سورية و داخلها. بينما الامريكان ينظرون إلى ثقلهم الاقليمي المتأرجح بعد خسارتهم في الهيمنة المطلقة لهم على القرار العراقي و القرار التركي و في عجزهم عن تحقيق اهدافهم من دعم كيان كردي مستقل موالي لسياساتهم في المنطقة مما دفعهم للضخ بقواتهم العسكرية و بتواجدهم البشري المباشر على الارض ببناء قواعد عسكرية على الارض السورية في المناطق الشرقية بحجة حماية القوات الكردية و الموالين لهم من قوات قسد المثيرة للتساؤل و الريبة وطنياً.
مع كل الاحترام لحق اي سوري ان يسأل عن تمويل مثل هذه عمليات و عن منفذيها و عن اهدافهم, فأن المنطقي ان يكون للامة السورية فعلها بما تحمله من ارث حضاري انساني عبر التاريخ في السعي للحياة الحرة الكريمة رغم وضعها الجيوسياسي المثقل بالاحتلالات و الانظمة الاستبدادية, و بمنطق ما أنتجته انتفاضة الحرية و الكرامة منذ 2011 عندما حررت السوري من قيود الطغمة الحاكمة الاسدية و من قيود الاستكانة و الخنوع رغم كل ما رافق هذه الانتفاضة من دمار و دم و خيبات و تشوهات, كل ذلك يدفعنا بالتفكير جدياً بولادة حركة وطنية تحريرية سورية تبدأ صرختها الاولى بتوجيه ضرباتها العسكرية للمحتل الاكثر ايلاماً و دمويةً للسوريين و هنا نقصد بالاحتلال الروسي دون توفير اي من الاحتلالات الاخرى المتواجدة على الارض السورية و لكن هذا ضمن استراتيجية وطنية طويلة الامد فالصراع هنا صراع طويل و شاق و علمي بمعنى انه صراع تقني يجد دائماً حلولاً تتناسب مع قدرات الاطراف الاخرى العسكرية و السياسية و الاستخبارتية و الاعلامية و التكنولوجية الهائلة و هنا نطرح السؤال المشروع عن الهوية و الاستراتيجية و الادوات و الخطط و التمويل و عن ضرورة ان تكون الهوية وطنية سورية دون هيمنة او تبعية لأي قوة دولية او اقليمية لكنها منفتحة على العمل المشترك لتحقيق مصالح الآخرين دون أن يمس ذلك بالمصالح الوطنية و بسيادة سورية و باستقلال قرارها الوطني و كرامة السوريين كل السوريين اينما كانوا.
اننا كسوريين امام استحقاقات كبيرة و مصيرية و علينا ان لا نكتفي كما تعودنا في التشكيك بأي عمل, كالعمليات النوعية العسكرية تجاه الاحتلال الروسي, دون أن نعطيه مسوغات العمل الوطني الاصيل لمناضلين و ثوار وطنيين آن آوانهم في هذا العمل الشريف و المشرف و هنا أشيد بطبيعة هذا العمل و بشكله في السرية و الابتعاد عن الغوغائة الاعلامية و التبجح امام الكاميرات فنجاح أي حرب عصابات شعبية مرتبط بعنصر المفاجأة و بنوع الهدف و على المتضرر الغوص في التكهنات و التحليلات و الخوف و الرعب من القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان