الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والسلطة والاستبداد

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2018 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كثيراً ما يتوقف العقل البشري حائراً أمام هذا الاستبداد الشرقي ، سواء في العراق أو في غير العراق.. وأيُ شخص له اطلاع بسيط على تاريخ العراق القديم والوسيط والحديث ، سيجد أن الاستبداد في العراق قد تناسل من بعضة منذ بدايات اختراع العراقيين لأول دولة وأول سلطة في التاريخ البشري في العراق القديم .. وقد يكون الاستبداد أنتقل من العراق إلى باقي دول العالم ، على سبيل تقليد (نموذج الدولة) الذي اخترعه العراقيون القدماء!!

ومنذ ذلك التاريخ البعيد وإلى يوم الناس هذا ، يمارس الاستبداد في العراق وغير العراق بأسماء وعناوين وذرائع وإيديولوجيات مختلفة.. وسيجد المطلع على ذلك التاريخ أيضاً ، أن أسوأ أنواع ذلك الاستبداد كان دائماً هو الاستبداد الديني!.
فهو يمارس بأسماء وعناوين مقدسة مختلفة : مرة يمارس بسم الله ومرة بسم الدين ، وتارة باسم المذهب وبسم الطائفة تارة ثانية ، وبسم الشرائع والأخلاق تارة ثالثة ، وبأسماء كثيرة أخرى لا تعد ولا تحصى ، وبعناوين أغلبها ذات نكهة دينية !!.

لكن في العصر الحديث ، وبعد رحيل الاستعمار شكلياً عن اغلب دول ومجتمعات العالم الثالث، وبعد تأسيس ما يسمى بالدول الوطنية ، ومعظمها كانت دول عربية ودول شرقية ، أخذ الاستبداد فيها عناوين وأسماء أخرى جديدة ، وأصبح يمارس ((بسم الشعب)) وتحت سلطات تدعي أنها تمثله !!.

وبعد الانقلابات العربية والأفريقية والشرقية الكثيرة ، أعيد الاعتبار للاستبداد الأول ـ أي للاستبداد الديني ـ فَجُمِعَ الاستبدادان وأصبحا يمارسان (( بسم الله وبسم الشعب)) !.
وتحت هذه اليافطة الجديدة ، جزت آلاف الرقاب وقطعت آلاف الرؤوس بطرق مشرعنة في محاكم تحمل أسماءً غريبة : مرة تسمى (محاكم الشعب) ومرة تسمى (محاكم الثورة) ومرات تسمى (محاكم خاصة) ، وغير هذه هناك محاكم أخرى لها أسماء أخرى مبتكره ، وتمتد على طول وعرض مساحات الأرض العربية والساحات الشرقية على سعتهما!.
*****
وهذا الاستبداد الشرقي لم يكن مقتصراً على شعب بعينه أو جنس بشري معين أو طائفة بذاتها، ولا كان سمة لدين أو معتقد أو إيديولوجيا بذاتها، ولا هو صفة لنظام ملكي أو جمهوري أو جماهيري أو أوتوقراطي أو بلوريتاري.........الخ بل كان سمة وصفة وعلامة مميزه يتسم بها الشرق بعمومه ، ومن أقصاه إلى أقصاه!.

وإذا دققت جيداً فلن تجد فرقاً كبيراً بين جمهورية إيران الإسلامية ومملكة آل سعود الوهابية ، ولا بين أنظمة صدام البعثية والقذافي الجماهيرية ، ولا بين حكومات وأنظمه أولاد وأحفاد (كيم إيل سونك) الشعبية وجمهوريه ميانمار التعاونية!.
فالكل في الاستبداد شرق!!
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي