الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوجه الشيعي ما بين الساسة والمكون

حسام عبد الحسين

2018 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



المجتمع بحسب ثقافاته وتوجهاته وبطبيعة افكاره يصنع القوى السياسية الحاكمة، فهو أساس لتولي الحكم، سواء كان عادلا ام لا، وهو من يحدد مصير نفسه في المستقبل، من خلال تشخيصه وقناعته في اختيار ذلك المرشح، الذي وجد فيه شخصية القائد، فعلى الشعب ان يختار الطبقة الحاكمة، وهو يتحمل نتائج سياستها. وبطبيعة الحال وخلال أربعة عشر عاما، عاش مكون الأغلبية الشيعية حياة مبعثرة، دامية، يسودها الفقر العجيب وحالة من الفوضى الاقتصادية، يقدمون الدماء بعد الدماء، اطفالهم يتامى، نسائهم ثكالى، كبارهم مرضى، مدارسهم مهدمة، شوارعهم متربة، رغم الخيرات بأقليمهم، وتزايد نسبة الشباب، وكثرة الكفاءات.
فهنا نتسائل هل سيفهم المكون الشيعي ساسته؟ أم سيبقى نائما ومغطى بغطاء الفشل؟ وهل سيثأر على ما قد جرى به من ويلات؟ في حين التساؤلات في هذا الصدد كثيرة، والصحوة في هذا المجال باتت عقيمة، ففي دراسة للمجتمع الشيعي وجدنا أنه في حالة من التخبط في التفكير السياسي، والتشظي القيادي، وهذا يدل أنهم إلى الان في سبات مستمر، وفي غفلة مظلمة، ومن الصعب أن يفهموا او يثأروا فهم الى الان من خانهم اصبح الزعيم، ومن وضع يده بيد الارهابيين بحجة الاحتلال مضى مصلحا، ومن وضع يده سرا بيد خيام الفتن اصبح مدافعا عن المذهب، ومن نزع رداء البعث وارتدى عمامة الرسول (ص) أصبح أمامهم ومرجعهم، والتاريخ خير شاهد على أكثرهم.
إن اتجاهات ساسة المكون الشيعي مختلفة الان بعدة اتجاهات؛ حيث الاتجاه الأول: يكمن في التوجه لتحالفات مع المدنية، وبالتالي اختلفت الرؤية مع التحالف الوطني.
الاتجاه الثاني: سوف يستفيد من مسألتين الأولى رمزية الحشد الشعبي، والثانية استغلال دماء الشهداء، والتلاعب بمشاعر عوائلهم ومحبيهم.
الاتجاه الثالث: المتشبث بالسلطة الذي يعاني من اختلافات داخلية عميقة، وهذا سينعكس على الشارع الشيعي.
الاتجاه الرابع: المتمسك بمنهجية التحالف الوطني الذي يحاول جمع كافة أطراف المكونات العراقية، وهذا في الوقت الحالي سيشهد حالة من الضعف المجتمعي داخل المجتمع الشيعي.
وعليه؛ سنشهد وضع سياسي متبعثر لساسة المكون الشيعي بعد انتخابات عام 2018. لكن يوجد تساؤل للمكون الشيعي المنهك ما قبل عام 2003 والى الان، متى سيدرك مظلوميته ما بين الفقر المادي والاجتماعي وبين الخداع والتلاعب بعواطفهم ودمائهم؟!، ومتى سيطالب بحقوقه؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ