الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الصحة العمومية ....سرقتني

مليكة طيطان

2006 / 3 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


أقسم بالله نهاية هذا الأسبوع تعرضت للسرقة الموصوفة من طرف وزارة الصحة ...ثمة استغراب بخصوص الخبر ، كسائر الأيام الروتينية التي أقضيها مع وحيدي ناجي اليافع من المفروض وكما جرت العادة أن أصحبه إلى إحدى المنتزهات لأن اليوم هو للعطلة الأسبوعية وبما أن الامكانات تتيح ولو حد أدنى من حياة لابأس بها إذا ماقورنت بما تعانيهالأغلبية السائدة من المواطنين ...لكن المتغير هذا الصباح تمثل في وعكة ابني في كاحله بسبب حركة ما أثناء حصة الرياضة ... وقع الاختيار في البدء على أخذ مشورة ممرض خاص اعتاد على قياس ضغط الوالدة ...نصحني بالتوجه إلى مستشفى ابن طفيل من أجل إجراء فحص دقيق تحسبا لأي مكروه ...والمستشفى إياه هو الأول والقديم قدم التاريخ بثاني مدينة في المغرب ( مراكش) ، طبعا نستوعب أن يومي السبت والأحد هما يوما عطلة عند السواد الأعظم في الوظيفة العمومية ، إلا أن قطاع الصحة هو حالة خاصة مرتبطة بالمواطن والأخير مرتبط بها وبالتالي لا تحتاج إلى موعد أوترتيب حصص زمنية ، ببساطة الطوارىء أو الكوارث لا تحدد موعدا لحدوثها ... ولجت القسم الخاص بالمستعجلات بافتحاص سريع لأركان الفضاء لم يقع بصري على أي أداة سواء بشرية أو آلية تشير إلى أن المكان يتعلق بالتطبيب والصحة والاستشفاء وهلما جرا ، فقط بعض الحراس الخاصين الذين يتوزعون على جنبات الفضاء من المدخل إلى البناية ...استفسرت ...طلبت العون ...نبهني أحد الحراس بآداء مبلغ للصندوق الموجود مباشرة في المدخل ...انتظرت لكي أدفع للجابي مبلغ 40 درهما ...أثار انتباهي أيضا بعض من المصابين في حوادث سير أو حادث شغل ...بل هناك من هو في وضعية خطيرة مركون في جانب ينتظر به الأهل شيئا ما ...لا من مجيب ، جاء دوري بعد ساعتين من الانتظار لكي تأمرني شابة أعتقد بالكاد تخطت عقدها الثاني أقول تأمرني بأخذ صورة لكاحل ابني في القسم الخاص بالأشعة ...لم أستطع الوصول إلى هذا القسم الذي يبعد عن المستعجلات حاولت وحاولت ولأن الباب الذي دلني عليه أحد الحراس وجدته مغلقا وبكل تأكيد منذ مدة طويلة بفعل نسيج العنكبوت الذي يطوقه ....رجعت إلى نقطة الصفر لكي يشار إلي باتباع ممر آخر ...بالمكان الذي من المفروض أنه خاص بالأشعة وجدت نفسي وبرفقتي طبعا ابني في دهليز للصمت والنسيان ....فضولي من أجل معرفة مايجري كان بمتابة الحافز الذي ولد عندي نوعا من الرغبة من أجل تتبع ما يحصل في قطاع وقع عليه الاختيار كمكون أساسي وفعال من أجل تجاوز الآفات والمآسي الاجتماعية التي تقض مضجع وطن يشرئب إلى المستقبل من أجل مبادرة وطنية لتنمية بشرية ...هكذا فكرت وأنا أكتوي في عين المكان بما يكتوي به مواطن لا يملك من الوطن سوى بطاقة التعريف ....في المكان المخصص للأشعة انتظرت قرابة ساعة ...عقدت العزم على أن أبحث على الممرض المسؤول عن الفضاء ...دلوني على مكانه وهو يستمتع بلحظة شمس في حديقة المستشفى ...أمرني بتأديتة ثمن الأشعة في الصندوق ...كانت المفاجأة الغريبة بأن الثمن لا تتجرأ عليه حتى العيادات الخاصة ....استفسرت على حال القطاع الصحي ...تلهفت من أجل معرفة المزيد والمزيد ...لم أتمالك نفسي جهرت علنا وضمنيا بأشياء كارثية في وطني ....قيل لي بأن الأمر يتعلق بمستشفى جامعي وأنه ثمة ضوابط يخضع له هذا الجامعي ...استفسرت هل هذا المستشفى يملك من الجامعي ولو الحد سواء على مستوى بنيته الأساسية المتمثلة في بناية تدل على أن الفضاء مستشفى ...هل أيضا الاهتمام حاضر بخصوص الموارد البشرية التي يجب أن تتوفر وبشكل قريب من المناسب ...هل المستشفى الجامعي يا عالم يقتصر في تدبيره اليومي فترة المداومة على طاقم يتكون من طبيب واحد وهذا للمستشفى جميعه وممرضين اثنين في كل جناح ....ولأنني جريئة إلى حد الوقاحة في مثل هذه المواقف ...هكذا يقولون ...استفسرت وطرحت الأكثر تمكنت من تسجيل معطيات غريبة وعجيبة كلها تدرج في خانة توفير إمكانية مراكمة عائدات مالية لها ارتباط طبعا بمقدار التعويضات المالية التي يحظى بها المسؤول الأول على تدبير شأن المستشفى الجامعي ...طبعا لا يهم هل الفضاء مؤهل لكي يكون أصلا مستشفى عاديا وبالأحرى أن يكون مركزا لتكوين وتأطير أطباء الوطن ...هكذا تهت في درب فائض القيمة دون اعتبار للإنسان ....هل وزير الصحة وبالتالي يتوفر على الشجاعة اللازمة للتوقيع على مصداقية أن المستشفى هو بالفعل فضاء جامعي ...ترى ماذا يحمل الفضاء من الشأن الجامعي ...استفسرت عن فراغ الفضاء ...استفرت عن علاقة الفضء بمبادرة وطنية للتنمية البشرية جعلت في مقدمة آليات عتادها الحربي على الآفات والمآسي الاجتماعية شيئا إسمه النهوض بالقطاع الصحي والقضاء على الأوبئة والأمراض وبالتالي تحصين الثروة البشرية من أي مكروه وبائي ....هو توفير الخدمات الصحية ولا شيء غير ذلك ...تهت وتركت ما يسمى بالمستشفى الجامعي وأنا متأكدة أن المسؤول إياه تحركه أسباب نفعية يعاين فيها مبلغ الايراد الذي يحصله كحصيص يقدم له بنسبة مائوية ولا تحركه هموم صحة المواطنين ولا شيئا يسمى الوطن ...بل في أحسن الأحوال يعلم بأن الكاميرا شاعلة ....يستعد يتكلم ويتكلم حد الاسهال
غادرت المكان المسمى مستشفى وانتبهت بأنني خرجت خاوية الوفاض وأن مبلغ 40 درهما اختلس مني في واضحةالنهار ...اختلطت الأمور لم أستطع الفهم ...هل أنا محصنة من المفروض أن تحميني مؤسسات أم أن الأمر يتعلق بأشياء أخرى لا داعي لذكرها ...وأنا في خضم تواتر الأفكار والتخمينات تذكرت وياحسرتاه أنني محمية بغطاء صحي اسمه التعاضدية العامة للتربية الوطنية والتي دأبت ومنذ 30 سنة على اقتطاع مبلغ محترم من راتبي يزيد مقداره بحجم الارتقاء الذي أتمتع به في البيت الوظيفي ...استحضرت وقارنت أن هذه المؤسسة التي اسمها التعاضدية استفادتي منها طيلة هذه المدة التي وصلت ثلاثة عقود لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة ...حتى ولادة وحيدي تمت في مستشفى عمومي وعلى يد طبيب عمومي وفي نفس الآن بالنسبة لي خصوصي لأنني دبرت أمري معه خصوصا وأن الأمر يتعلق بعملية قيصرية ...إذن أين هي التعاضدية والتي كان من المفروض أن تبسط غطاءها الصحي لزبنائها ...إنها السرقة الموصوفة والأظناء متربصون ...يستمر الحال على نفس المنوال لكي أستحضر التعاضدية في هذه اللحظة بالذات لكن من أنى لي الوصول ؟ ...ببساطة بالامكان أن تدبر أمرك من جيبك في إحدى المستشفيات الخاصة والجميع طبعا يعرف هذه المقاولات الغول وشجع أربابها ...أقول بالامكان أن أدبر أمري واجمع ملف المصاريف وأرسله عبر مكتب الفرع بمراكش ولا يهم أنتظر الذي سوف لن يأتي وعلى الاطلاق ممكن عشر أو عشرين سنة لكي يصلك مبلغ زهيد لا يساوي حتى ثمن البنزين والمواصلات ....لهذه الأسباب فعملية الاختلاس الممارسة علينا هي مزدوجة وبامتياز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا