الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يحترق وقادته مازالوا يتباحثون

طلال شاكر

2006 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


العراق يحترق.... وما زال قادته يتباحثون..؟

الخيبة والفشل المركب، والاداء السياسي السقيم هو مايميز خطوات وافعال رموز وسياسيي المشهد العراقي حكاماً
ومعارضين الذين لم يقدموا للمواطن العراقي المظلوم اي انجازاً او التزاماً ينتشله من محرقة الارهاب والفتنة الطائفية أو التخفيف من مشاكله الاقتصادية، ولو في الحدودالدنيا ،فتوقعات العراقي في انفراج سياسي يمنحه أملاً يخرجه من اعماق اليأس والخيبة تلاشى في خضم مباحثات ولقاءات وولائم وعناق وتحاضن استعراضي زائف امام شاشات التلفزيون وعدسات المصورين، وما ان تنتهي هذه العروض البائسة حتى يعود المتحاضنون الى اعلان شروطهم مجدداً واطلاق تهديداتهم ، وكيل الاتهامات الى بعضهم، التي ضاعت مصداقيتها بين ديماغوجية النفي الحكومية وبينة وقائعها المتشابكة، ومن ثم تعود المعضلة الى مربعها الاول الذي تحركت منه بانتظار عناق وتحاضن ووليمة جديدة لاطلاق البشارة بقرب حلها؟؟ .


وفي كل مرة نسمع عن تقارب وجهات النظر وتذليل الخلافات وقرب تشكيل حكومة وطنية، حتى تنبثق معضلة جديدة يضيع في دوامتها القاتلة،حياة وامن المواطن المغلوب في تتابع عبثي لاطائل منه، دون خطوة معتدلة مسؤولة توقف نزيف الدم الذي طحن المجتمع العراقي بمختلف تلاوينه وانتماءاته، وهنا يتساءل المواطن العراقي عن جدوى التصويت على الدستور والذهاب الى الانتخابات تحت وطأة الموت والارهاب بدون نتائج محسوسة تتساوق مع القيمة السياسية والمعنوية لهذه الانجازات الكبيرة ، كأرتكازات تقف عليها العملية السياسية، والى متى ينام على زبد الوعود وهو ينتظر الفرج المفقود؟ من يتحمل وزر الموت الرخيص لتلك الارواح العراقية التي تهاوت قدسيتها بين نعيق الشجب والاستنكاروبين خسة الارهاب وانحطاطه. لقد ادخلنا الاستقطاب الطائفي في نفق التعصب والغلواء ومزق المجتمع العراقي شرتمزيق، دون احساس بالمسؤولية او الغيرة من قبل مختلف الفرقاء لوضع حد لصراع لاجدوى من ادامته،الكل يزن مصالحه بالغرامات حتى لاياخذ منه الاخرزيادة وعندما يتعلق الامر بمصالح الشعب والوطن فيصبح الوزن بالاطنان مادام العراق هو الخاسر ؟ كم سيربحون اذا قامت حكومة توافق وكم سيخسرون اذا تشكلت حكومة وطنية؟ وهلم دواليك ، لقد تحول العراق وبكل حزن والم الى بلد متعدد السلطات ومتعدد الجهات والمرجعيات وكلها تتصارع من أجل تثبت نفوذها ومصالحها في السابق كان يحكمنا دكتاتور قبيح والان لانعرف لاي دكتاتور نخضع لكثرتهم ..؟! لقد تهاوت الى حد مفزع حياة المواطن وكرامته وخضع الى ابتزازالارها ب ولامبالاة الحكومة وغدا انتماءه المذهبي وبالاً و نقمة عليه بعد ان صار القتل على الهوية ممارسةعادية تنفذه مليشيات منفلتة همجية لا تحكمها قوانين ولاقيم، والحكومة تتفرج لاهية لتحل حزورة ايهما افضل حكومة وطنية ام حكومة توافق . لقد تسرب أليأس والجزع بين الناس الى حد جعلهم يعيدون حساباتهم السياسية حول قيمة التغيير السياسي الكبير الذي حدث في التاسع من نيسان 2003 .؟ في هذا الظرف بالذات اختلطت الاوراق الى حد اللعنة،فالاجهزة المعنية بحماية المواطنين تعاني من الفساد والاختراقات والتمذهب ولم يعد ممكناً الثقة بهكذا اجهزة عندما تكتشف ان مسؤولاً برتبة لواء في الكرادة الشرقية يقود عصابة للسلب والاغتصاب تختطف ابناء الاغنياء وتطلق سراحهم لقاء مبالغ طائلة.....في خضم هذا التردي والانحطاط يبحث البعض ومع الاسف بينهم من هو مثقفاً اوسياسياً عن مرتكز موهوم اومؤامرة صهيونية امريكية تقف وراء هذا التردي المفزع
دون النظر بأمعان الى جوهر المشاكل التي استغرقتنا عقوداً، ومسؤوليتنا نحن الان، وقد تخلصنا من الدكتاتورية، ولم يعد عذر الدكتاتورية مقبولاً الافي نطاق حجم المشاكل وتحدياتها التي خلفتها،اما الاداء السياسي الحالي للحكومة او المعارضةيجب وينبغي ان ينأى عن مسلكيات وثقافة نظام صدام المشينة لا ان يسترجعها في اداء سياسي وثقافي وفكري بلون طائفي مقيت. لااريد هنا التقليل من العوامل الاخرى كالاخطاء التي ارتكبتها امريكا اوالتدخلات الاقليمية لايران وسوريا اوالارهاب،فهذا لايعفي الحكومة أو المعارضة من مسوؤليتها التي منحت هذه التدخلات قوة التاثيرمن خلال اداءها الضعيف والغير المسؤول بعد ان استبدلت مرجعية الوطن بمرجعية الطائفة او الاثنية وقدمت الاستقطاب الطائفي على الاستقطاب الوطني. ايها السادة اصحوا ان العراق يحترق ومازلتم تتباحثون.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب