الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم من مدينتي، الشيخ مدني جميل سعد الغساني الهيتي

قحطان محمد صالح الهيتي

2018 / 1 / 15
سيرة ذاتية


في (توصية هامة) في الصفحة (9) من كتابه الموسوم (عشيرة آل قوام الدين الغسانية في العراق) طلب السيد راجي حسن على الغساني الهيتي أن يكون انتساب جميع أبناء عمومته الى الغساسنة (الغساني) الأصل الأول وهذا أشمل وأعم من قولهم (القوامي). وهذه التوصية حق مشروع لكل من يحب أصله ونسبه وعشيرته.

ولا بد لي وأنا أذكر هذه التوصية الهامة أن أبين حقيقة مهمة وهي: أن من أوائل من تلقب بالأيهمي في هيت هو السيد راجي حسن. فقد كتب أسمه على أغلب كتب مكتبته في سبعينات وثمانيات القرن الماضي – وما أكثرها- بالأيهمي نسبة الى الملك الغساني المعروف جبلة ابن الأيهم الغساني، وعلى هذا فقد ذكرتهم في قصيدتي دار سعدى قائلا:
-
والأيهمي قوام الدين قامته
تبختر الغار لما جنبه سجدا
-
لم يُبق لنا أبو مالك ما نضيفه الى سِفره سوى أن نُوفي بعضا مما بذمتنا من دين لعلم من أعلام هذه العشيرة وهو الشيخ مدني جميل الحاج سعد، مثلما وفيَّنا قبله دَيّناً لكوكبة من أعلامها الخالدين ومنهم: محمد أمين محمد علي، وثابت شعبان الناصر، وحسن صالح ورشان، وسامي محمد علي، وبدران أحمد بريكع، ولطفي عزالدين وقاسم أمين الهيتي.
-
اسمه ونسبه ولقبه
ــــــــــــــــــــــــــ
هو مدني بن جميل بن سعد بن عبد القادر بن حميد بن عمر بن محمد بن ضياء الدين بن مصطفى بن قوام الدين الكبير، ويرجع نسبه الى جبله ابن الأيهم الملك الغساني المعروف.
-
ولادته ونشأته:
ـــــــــــــــــــــــــ
ولد الشيخ مدني في مدينة هيت في محافظة الأنبار في عام 1937 في بيت عز وشرف وجاه وكان قريبا من جده الشيخ سعد عبد القادر الذي كان يحبه كثيرا فقربه منه وأكثر في مجالسته وملازمته له في ديوانه من أجل أن يتعلم كل ما يدور في ديوان العشيرة من أمور اجتماعية وحوارات ونقاشات تهم شأن المدينة والعشيرة ومنها فض المنازعات والخصومات وكيفية البت بها على وفق العرف العشائري والتقاليد ومن اجل ان يكون مهيئا للمشيخة بعد وفاة والده.
-
دراسته وعمله
ــــــــــــــــــــــــ
بعد بلوغه السادسة من عمره دخل مدرسة هيت الابتدائية وتخرج منها، وأكمل دراسته المتوسطة في هيت ثم التحق بدار المعلمين الابتدائية في الرمادي مع كوكبة خيرة من أبناء مدينة هيت ليتخرج بعدها معلما على ملاك التعليم الابتدائي.
-
وبعد تخرجه من دار المعلمين الابتدائية مارس التعليم في أكثر من مدرسة حتى استقر في مدرسة الخالدية الابتدائية في قرية الخالدية في هيت، وكان من زملائه في المدرسة المذكورة فضيلة الشيخ بهجة يوسف أبو الطيب. واستمر في عمله بمدرسة الخالدية حتى أصبح مديرا لها.
-
مشيخة العشيرة
ــــــــــــــــــــــــــــ
في عام 1971 وبعد وفاة والده الشيخ جميل الحاج سعد تولى مشيخة العشيرة، عندها ترك التعليم وتفرغ لإدارة شؤونها وسخر نفسه لأهله وأبناء مدينته، فضلا عن مسؤولياته كعلم من أعلام مدينة هيت ووجها من وجوهها البارزة وممثلا عنها مع وجهائها في المحافل الرسمية والاجتماعية في المحافظة وخارجها.
-
صفاته:
ــــــــــــــــ
لقد كان الشيخ مدني (مدنياَ) في مشيخته، فلم تكن عنده بالسيف والعصبية والقوة، بل كانت بالقلم والمعرفة والفكر والمنطق.
-
وتجسدت فيه كل متطلبات المشيخة، كونه متعلما، وذا حكمة ورأي سديد ودراية بالأعراف العشائرية، وكان ذا باب مفتوح للجميع، ولسان حال الكافة. واسع الأفق والاطلاع مما منحه القدرة على حل الخلافات التي نشأت بين أبناء عشيرته دون محاباة لطرف على حساب طرف آخر.
-
وكان اجتماعياً خلوقا، محنكا، ومفوهاً وكريماً، قوي الشخصية. وكان جذابا ذا مظهر لائق مهيبَ الجانب حسنَ الهندام سواء بزيه الرسمي او العربي بالكوفية والعقال.
-
وقبل أن يكون شيخا مهتما بعشيرته كان مهتما بجميع الأنشطة الفنية والرياضية والاجتماعية التي كانت تقام في هيت؛ فقد كان مشاركا فاعلا في الاستعراضات الرياضية التي جرت لمدارس المدينة ومساهما ومتابعا للنشاط الفني لها.
-
كما كان مهتما بالنشاطات الإدبية سيما عند الطلبة والشباب، فقد شرفني في نيسان 1967 وأهداني قلم باركر (21) تكريما لي بفوزي في المرتبة الأولى في المهرجان الشعري والخطابي عندما كنت طالبا في الصف الخامس العلمي في ثانوية هيت للبنين وما زلت أذكر ذلك التكريم حتى اليوم.
-
عصره
ـــــــــــــ
تميز الزمن الذي عاشه الشيخ مدني طالبا ومعلما وشيخا بتنوع التيارات السياسية في مدينة هيت ومع أنه كان قريبا من التيار القومي لكنه لم يكن بعيدا عن أقرانه من أبناء المدينة ذوي الأفكار اليسارية والدينية؛ فقد كان قريبا من الجميع، ولم يستغل مكانته الاجتماعية للترويج لهذا الفكر او تلك العقيدة، بل بقي محافظا على روابط الأخوة والزمالة والجيرة والنسب.
-
ومثلما كان حريصا في توطيد علاقاته الاجتماعية بأبناء مدينته كان ذا اهتمام بارز في تمتين أواصر المحبة والألفة مع عشائر القضاء وبالأخص منهم شيوخ ووجهاء وأبناء عشيرة البو نمر الكريمة، فقد كان ديوانه - مثلما كانت دواوين أبائه وأجداده - مفتوحا لهم، كما كانت دواوينهم بيتا له ولكل أبناء هيت.
-
وكان على علاقة جيدة مع أبناء نواحي القضاء وقراه كافه ، فله صلات حميمية مع أبناء كبيسة والبغدادي والمحمدي.

وفاته:
ـــــــــ
توفي في عام 1995 عن ثمانية وخمسين عاما، فتولى مشيخة العشيرة بعده ابنه البكر إبراهيم الذي قاد العشيرة على وفق خطى أبيه وأجداده حتى صار اليوم شيخا لعموم عشيرة الغساسنة.
-
هذا هو الشيخ مدني جميل الحاج سعد أحد أعلام مدينتي الذين يحق لنا أن نفخر به ونعتز بانتسابنا لمدينة أحبها وأعزها، وما زال أهلها يذكرونه بالطيب والفخر والتقدير.
-
ملاحظة:
ـــــــــــــ
لا بد لي وأنا أذكر بالخير الصديق العزيز راجي حسن أبا مالك، أن أبين حقيقة لا يعلمها الكثيرون وهي أن حسن علي (حسن علاوي) هو خالي بالرضاعة وأن السيد راجي حسن هو ابن خالي بالرضاعة. فله مني الشكر كوني اعتمدت على ما كتبه ولم أسهب فيما ذكره وأحيل من يريد المزيد من الاطلاع عن تاريخ عشيرة الغساسنة الى كتابه الذي أشرت اليها آنفا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا