الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العراق على حافة حرب أهلية

قاسم طلاع

2006 / 3 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في صفحة الطريق التابعة للحزب الشيوعي العراقي ظهرت العديد من الشعارات التي تندد بالعمل الارهابي على مرقدي الامامين على الهادي والعسكري، هذا العمل الاجرامي الذي وضع العراق على حافة حرب أهلية وشيكة الوقوع، هذه الحرب التي من الممكن إيقافها إذا تخلت الاحزاب عن انانيتها، وخصوصا تلك الأحزاب التي لا زالت تركب رأسها وتعتقد، بأنها في مثل هذا الظرف الحرج تستطيع إدارة دفة السفينة التى تتلاطمها الامواج من جميع جوانبها ولوحدها.
وصفحة الطريق على حق، إذا كتبت، بأن أعداء العراق هم الذين ارتكبوا جريمة التفجير هذه.
السؤال الملح هنا، من هم هؤلاء الأعداء...؟ هل هو الزرقاوي وكل من لف لفهم من الحركات الارهابية وبقايا السلطة الفاشية المنهارة فقط...؟ أم أن هناك ظاهرة أخرى نعرفها ونغض النظر عنها...؟
نعم أن ما يعاني منه الشعب العراقي ( ونزف الكثير من الدماء بسببها ولا زال ينزف ) والتي ترجع جذورها الى سلطة النظام الفاشي هي الطائفية وما تضمنتها من ، صراعات دينية/مذهبية/عرقية، سواء كانت علنية أو مخفية، طغت على المشهد السياسي الذي كان من المفروض، وكما دلت عليه تلك الكلمات الرنانة التي انطلقت من أفواه قادة تلك الاحزاب التي تدير دفة الحكم، أن يقودوا العراق الذي انهارت، وبضربة أمريكية باركتها أكثر القوى السياسية، كل مقوماته السياسية والاقتصادية وكذلك الاجتماعية، الى بر الأمان. إلا أن الذي حصل، هو فوز حكومة بانتخابات ديمقراطية...!!!؟؟؟ تنتهج نفس النهج، ولكن باسلوب آخر ومنطلقتا من مفهوم آخر، أيضا، يمكن أن نسميه " بديمقراطية الدين والدولة " ومصطلح " الاستحقاق الانتخابي " الذي الذي فرض نفسه على الشارع العراقي بأسلوب " الوعد والوعيد " ، وتحولت الجوامع والحوزات الدينية الى مقرات حزبية ومجالس لمناقشة الوضع الأمني...!؟، الذي أدخل في إطاره العشائري/العرقي/المذهبي، الذي اتخذ في الآونة الأخيرة شكل ما أطلق عليه " بمعاهدة الشرف والالتزام بعدم الاعتداء والتحالف لمحاربة الارهاب " هذه التي المعاهدة تذكرنا بالعصر الجاهلي، الذي كانت فيه القبيلة هي الشكل السياسي الوحيد الذي يدافع عن الفرد المنتمي إليها، وكأن لا وجود لدولة هنا... لقد حدث هذا ولا زال يحدث أما أعين، وبمعرفة ، وربما، بماركة السلطة التنفيذية والتشريعية، التي غدت شكلا كارتونيا بأيدي مجموعة معينة تتلاعب بها متى ما تريد وتشاء ( بصراحة: لقد فقدت الدولة هيبتها ). وإذا كانوا فدائي صدام والجيش الشعبي والقوات الخاصة، قد أهانت هيبة الدولة المتعارف عليها في القواميس السياسية/ الاجتماعية...!!! عندما كانوا يعبثةن بمقدرات البلد والقتل والتشريد، فإننا نرى اليوم، أن خارطة المليشيات قد توسعت ، طولا وعرضا، وصارت مجموعات كل واحدة منها تنتمي الى حزب معين، قسمت البلاد الى مناطق شبه عسكرية ( تذكرنا بلبنان أثناء الحرب الاهلية ) لا يمكن الدخول إليها، إلا بتصريح خاص يحمله كل فرد يريد الدخول الى منطقة معينة... فإذا أردت دخول مدينة الثورة ( الذي أطلق عليه الآن ، زورا وبهتانا، أسم مدينة الصدر )، ما عليك إلا أن يكون بحوزتك ورقة صادرة من مليشيات المهدي، تخولك بدخول هذه المدينة، وإذا أردت دخول المناطق التي تنتشر فيها قوات بدر، عليك أن تحمل كتابا صادر عن هذه الميليشيا. وكما هو معروف أن هذه المليشيات أنشأت على أسس إيديولوجية " ضمن مفهوم طائفية المذهب، ومذهب الطائفية... " ، حيث هيئت التربة وضعا يمكن أن يتفجر في أي لحظة من اللحظات وتحولت الهوية الشخصية ، التى تثبت انتمائك الوطني ( الى الوطن ) من عراقي إلى " من أنت...؟ شيعي أم سني...؟.
والجدير بالذكر هنا أن وزارة الداخلية والدفاع قد أصابتها عدوى الميليشيات من مختلف الاتجاهات والانتماءات المذهبية ( شيعية أو سنية ـ وهي مصطلحات أصبحت متداولة في الشارع العراقي بل والاعلام العالمي وفي قواميسنا السياسية التي كنا نصفها بالعلمية والعلمانية دائما...!!!؟ ) وأصبحت فيها خلايا تخطط وتنفذ عمليات السلب والاختطاف والقتل ( إلغاء أبسط حقوق الانسان ). لقد تمكنت هذه المليشيات، وبمرور الزمن من أن تجعل من نفسها " جهاز مخطط ومنفذ في آن واحد ومؤسسة فوق القانون " .
أن الخروج من هذه الأزمة، التي لا زال الشعب الشعب العراقي يدفع ثمنها غالي، هو اتفاق كل الاحزاب السياسية بمختلف الاتجاهات على تشكليل " حكومة انقاذ وطني " تأخذ على عاتقها قيادة السفينة وايصالها الى بر الأمان. على حكومة الانقاذ هذه في حالة توليها السلطة العمل فورا على الغاء ومنع جميع المليشيات المسلحة وفرض سيطرة الدولة على الشارع وذلك بوضع خطة أمنية تقررها هذه الحكومة. والخطوة الاخرى فتح النقاش في الجمعية الوطنية في إعادة النظر في الدستور وبنوده بشكل موضوعي بعيد عن المؤثرات الدينية، المذهبية والعرقية وتوجيه بنوده بالاتجاه الصحيح، الذتي تخضع للمؤثرات الديمقراطية المتعارف عليها في كل دساتير العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال