الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجسد صورة سينمائية برهانات جمالية و نفعية

سناء ساسي

2018 / 1 / 15
الادب والفن


أخذ الجسد حيزا هاما في التيارات الفنية المعاصرة و في الفنّ السينمائي خاصة فأصبح مع السينما حقيقة ابداعية مختلفة في أبعادها الفردية و ملكاتها العقلية و رؤاها الوجودية لما له من خصوصيات تسعى الى خلق حقل ابداعي و جمالي جديد ذات مضامين تسعى لنقد الواقع و بناء لغد أفضل
لذلك يعتبر الجسد الحامل الأساسي للمخيال الفردي و الجماعي والوسيط الرئيسي بين الفنان والمتلقي و هو أحد الأدوات التي يوظفها الخطاب البصري لبناء إرساليته البصرية وهمزة التواصل ذلك لما يوفره من إمكانات تواصلية و تفاعلية بين السينمائي و المتلقي بين الواقع الحقيقي و الواقع المراد عيشه.
لذلك بقى الجسد موضع رهانات الفنّ السينمائي الذي كان و لا يزال المحور الاساسي الذي ترتكز عليه الذي أصبح موضوع جدل ومادة للأداء و الفعل الإبداعي وتحويله الى لغة الخطاب الاستيطيقي التي ينشأ منها العمل الفني و لغة للخطاب الإجتماعي و لغة للخطاب السياسي و لغة للخطاب الفنّي وركيزة الاساسية التي تعتمد عليها الصورة البصرية اليوم فبغيابه تفقد الفيلم السينمائي مضامينه و يفقد معه الحسّ الجمالي.

لهذا يسعى السينمائيون دائما الى تأصيل الجسد و إعتباره خطاب له رسالة رمزية ونفعية، فكل ما يخلقه الجسد من ايماءات تعبيرية ليست إلا دلالات لا متناهية لإبلاغ رسالة ما فمثلا و على سبيل المثال كانت السينما التعبيرية الالمانية ليست إلا تعبير عن قلق الانسان حيرته و ضياعه سواداوية إنسان تعب من الحروب و ما الت اليه انتهاكات الساسة و ما عاناه من جّرائها وهي وسيلة السياسي ووسيلة الفنان لتبليغ صوته و نقده للمضامين الاجتماعية و المظاهر السياسية و المظاهر الاقتصادية كمظاهر الفقر والتشرّد وتجاوزات السلطة من اعتقالات و سجن و الاغتصاب و التفاقم الطبقي و استغلال البورجوازية لنفوذها و هذا ما سردته السينما التونسية من خلال فيلم السيدة او فيلم خرمة أو صمت القصور أو صفائح من ذهب و غيرها من الأفلام التي كانت تعبر عن الواقع التونسي و هذا ليس شأن السينما التونسية أو شأن السينما العربية فقط بل هي شأن السينما العالمية و هي تعبير و ما عانته الانسانية من الحروب و التشرد و ممارسات الساسة على شعوبهم كالواقعية الايطالية التي عبّرت و سردت الواقع الايطالي الذي عانى كثيرا اثر انهزام ايطاليا في الحرب العالمية و ما عاناه الشعب الايطالي من ممارسات موسيليني على الطبقة الفقيرة و تضخم التجاوز الطبقي أو السينما البلشفية الروسية التي عبّرت عن الثورة و عن الافكار الشيوعية و وسيلة الفنان للتعبير عن الانحلال الاخلاقي في عصرنا الحالي ولذلك تعتبر أداة السينمائي للتواصل مع الآخر مع العالم ومع الذات وهو وسيطه الرئيسي التي يبرز من خلالها اهدافه الفنية التي تسعى لبناء غد أفضل من خلال الرؤية النقدية للواقع و المجتمع.
فالسينما تسعى دائما لإعادة انشاء الجسد وابرازه بصور مختلفة جعلت منه صورة ذات
مضامين دلالية و ايديولوجية و جمالية شكلت إبداعها و مضمونها.لأنّه قادر على توليد سلسلة لا متناهية من الدلالات و هو الاداة التي نعبر من خلالها على هويتنا لذلك أصبح الجسد اليوم لغة الخطاب السينمائي فكل ما يقدمه الجسد هو خلق لثقافة جمالية جديدة .

يمثل الجسد جوهر الفعل الإبداعي السينمائي و الحامل لفكر السينمائي ووسيطه للتعبير و التبليغ لرسالته الفنية برؤية نقدية للمضامين الاجتماعية و السياسية و الثقافية الهدف منها إصلاحها و بناء لمستقبل أفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اصول علم الجمال
محمد البدري ( 2018 / 1 / 16 - 07:16 )
لماذا حصرتي الامور كلها في السينما. فالجسد موضوع جمالي بحكم الوجود ذاته من قبل ان يقع الضوء المعكوس منه علي عدسة الكاميرا . تحياتي

اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا