الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((هل يمكن فعلا تشكيل الكتلة التاريخية ))

باسم المنذري

2018 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مضت على العملية السياسية الحديثة والناشئة (15) سنة ويرى بعض السياسيين بأن هذه المدة قصيرة لا توفر القدرة على التحليل والتشخيص او اعادة السيطرة على مجريات الامور نظرا لحالة الانتقال السياسي من الدكتاتورية الى الديمقراطية الناشئة وهي بذلك تحتاج الى فترة زمنية اطول من ذلك ومخاضات عسيرة لتستقر الامور , كما ان البعض اعتبر كل ماجرى ويجري سواء من اقتتال طائفي او مماحكات سياسية او اي ازمة اخرى مر بها البلد خلال الفترة المنصرمة هي طبيعية ونتيجة افرازات التغيير الذي جرى في نيسان 2003.
عاش البلد خلال هذه السنوات ازمات مرعبة على كل المستويات وانعكست سلبا على كل مجريات الحياة الاجتماعية للشعب الذي كان الضحية الاولى لها وقد حاولت كثير من القوى السياسية الوطنية انتشال البلد من هذه الازمة وطرحت عدة مقترحات الا انها جوبهت بالاهمال المتعمد لانها لاتصب في مصلحة القوى السياسية التي سيطرت على مقاليد الحكم طوال هذه الفترة المنصرمة والتي ادت الى ننائج وخيمة كما هو معروف .
نحن الان في اللحظة المفصلية التي اتضحت معالمها على مدى سنوات عديدة لحظة بدء العد التنازلي للأسلمة السياسية في العراق بكل ما أشاعته من فوضى ووعي خضوعي وتدين زائف وتآكله السياسي يوما بعد يوم , والوجه الآخر لهذه اللحظة المفصلية كان الظهور التدريجي للنزعة الوطنية المدنية بوعيها المعارض وممارستها الاحتجاجية القائمة على ثقافة المشاركة السياسية والمناداة السلمية السليمة بالإصلاح الجذري الهادف إلى التغيير الشامل لبنية النظام السياسي في نهاية المطاف.
بهذه النتائج يمكن الحديث الان عن تشكيل كتلة وطنية شعبية تقوم في مواجهة الكتل المهيمنة على السلطة وهذه المهمة تتطلب جهدا شاقا لتحقيق هيمنة ثقافية مضادة تتطلب تكوين و كسب (مجموعة من المثقفين المستقلين، وقوى وطنية لها تاريخ حافل بالعمل السياسي مع قوى تسعى بحق لتحقيق دولة المواطنة وقوى او احزاب تتمتع بقدر كبير من النزاهة .
تكتب د. أمنية رشيد ( ان الهيمنة هي موقع الصراع الاجتماعي، فهناك طبقة سائدة تمارس الهيمنة عبر "المجتمع المدني" وهناك طبقة أو طبقات مسودة تحاول طليعتها الثورية أن تشكل هيمنة جديدة لها فكرها وأخلاقياتها وفعلها الجديد، ويحدث ذلك في داخل هذه التكوينة التي أطلق عليها غرامشي تسمية ((الكتلة التاريخية )) التي يعرفها بالتالي ((تكون البنية والبنى الفوقية ((كتلة تاريخية))، أي أن المجموع المركب، المتناقض، المتنافر للبنى الفوقية هو انعكاس لمجموع العلاقات الاجتماعية للإنتاج "على حد تعبير غرامشي".او على الاقل في شخصياتها المهنية والاكاديمية النزيهة.
كان يرى غرامشي بأن ظلم النظام السياسي الحاكم حينما يتجاوز الطبقة العاملة ويشمل شرائح اجتماعية اخرى على الحركات اليسارية والماركسية أن تنضم الى (الكتلة التاريخية) القادرة على التأثير وتقويض النظام الظالم، كما على أطراف الكتلة التاريخية تجنب التنافس الايديولوجي والتركيز على هدف وطني مشترك، وطبق هذا المفهوم ونجح في اسقاط الحكم الشيوعي في بولندا كما كان مناسبا في جنوب افريقيا وكذلك في كوريا الجنوبية والبرازيل وحتى في اسبانيا من اجل الوصول الى الملكية الدستورية البرلمانية،وعلى شرط أن تكون قاعدة الكتلة التاريخية هي (الديمقراطية).
السؤال الذي يدور في اذهاننا الان هل يمكن فعلا تشكيل (كتلة تاريخية ) قادرة فعلا على تقويض النظام السائد واحلال بديل وطني حقيقي ؟
هذا يعتمد بالضرورة على اختيار من يكون ضمن هذه الكتلة التاريخية كما يراها غرامشي .
ويبدو اننا بعيدين كل البــــــــعد عن هذه الكتلة التاريخية واليهمنة الليبرالية
واصبحنا امام مفهوم ميكافيلي لتحقيق غايات للوصول الى نتيجة اثبات وجود وأذا استمر هذا الموقف من قبل النخب الثقافية والسياسية التقدمية قد نحتاج الى فترة زمنية طويلة جدا لتحقيق مايمكن ان يحقق التوازن السياسي اوتغيير في موازين القوى على اكثر احتمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في