الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غافلتنى دمعوعى

تمارا سعد فهيم

2006 / 3 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


قريبة منى، صديقة عمرى دموع عينى، يعيب عليا دربى بكائى وفزع قلبى، صارت دموعى فى حياتى كاستنشاقى للهوائى، أحيا بها وبدونها كفيفة ومعدومة البصيرة، أصدقائى قرائى اسمحولى ان اقدم لكم عرضحالى وفروسية أفكارى، وتأملى للأنسان أكرم مخلوقات الله جل جلاله فى علاه، وكيف له من مواجهة صعاب الحياة؟
- غافلتنى دموعى، منذ سنوات كنت مسئولة عن معرض ملابس فى جمعية خيرية لمحدودى الدخل بأسعار مخفضة جدا، وزار المعرض طفل بسيط فى حوالى العاشرة ومعه والدته وانبهرت الأم من انخفاض الأسعار بالمعرض، وبدا على وجهها السعادة واخبرت طفلها ان يختار له ما يريد من ملابس وسوف تقوم بشراءها له فورا، فسارع الطفل وسأل "عندكم جاكت دبل فيس" وبعد البحث كانت الإجابة لا وسمعت همس الطفل لأمه
" نفسى فى جاكت دبل فيس يا ماما". أهتف فى صمت أنخفاض الأسعار يولد الحلم عند الكبار ويفرح قلوب الصغار.
- غافلتنى دموعى أمام فاطمةخير:- عندما التقيت بالأستاذة فاطمة عبد الرحمن خير، وقرءات أولى مقالتى وقيمة أفكارى، واستوعبتنى وأدهشتنى، فؤجت بها تنجو بموهبتى من الغرق فى طوفان الوساطة وجرح خلل المعاير، بظهور أولى مقالتى فى الجريدة على يد فاطمة خير وإذ بالشروق اودى بحياة الغروب، حقا فاطمة قيمة فى زمن فقدت فيه القيم وتناثرت. كل الإحترم والأمتنان لهذه السيدة الجميلة فاطمة عبد الرحمن خير لقد أعادت الحياة لفكرى وقلمى.

- وغافلتنى دموعى آسفة انهارت دموعى، يوم صادفتنى "نهى" البنت الجميلة، صاحبة الوجه الملائكى، والنفس الصافية، خريجة مدارس اللغات وتربية الرهبات، وطالبة كلية تجارة خارجية أنجليزى سنة رابعة، نهى هزتنى وزلزلت كيانى امام رقة دموعها، الحكاية بإختصار ان "نهى" فى شهر ابريل 2005 تقدمت لأحد البنوك الأستثمارية للتدريب الصيفى، فقوبلت بالنجاح وبالترحاب، وحدد لها يوم 15 يونيه بداية يوم التدريب بالبنك وأستيقظة صبيحة يوم التدريب، وارتدت ملابس مشرفه وراقية، ورأيتها متألقة مشرقة بالجمال والأحترام ، وذهبت للبنك الأستثمارى فإستدعتها سكرتيرة مدير البنك فى حجرتها وقالت لها بالحرف الواحد "نهى انا مكسوفة منك مش عارفة اقولك ايه لكن الموضوع مش فى أيدى مديرين البنك قرروا أن التدريب السنة ديه يكون لأولاد كبار العملاء بالبنك" انهارت البنت واتكسرت احلامها الجميلة وسافرت مع والدتها كندا عشان تزور أخوها فى أجازة الصيف وعندما عادت سألتها "نهى كندا أحلى ولا مصر؟؟ أجابة فورا وبدون تفكير "مصر طبعا يا تمارا انا بحب بلدى حتى لو جوها مرشوش بالتراب " وفى نهاية الحوار أضافة "نهى" عبارة خطيرة مجرد تعليق ولكنه ازهلنى "نفسى ياتمارا اعيش فى مصر بس الاقى فرصة شغل لما اتخرج مش عشان بس الفلوس عشان كمان الشغل بيخلينى احس بالوجود". وفكرت فى الكلام اللى قالته "نهى" واكتشفت ان انهيار حلمها وأصتدمها بخلل معايير فى البنك الكبير القى بها فى كابوس اسمه البطالة.
- غافلتنى دموعى يوم جائنى زميلى العزيز النفس والقلب "عبد الوهاب خضر" صحفى الأهالى وزميلى فى الموقع يحمل بشارة وعيونه تغمرها الفرح والسعادة، يوم تكلل صبره لأكثر من سبع سنين بعضوية نقابة الصحفيين . وحين أضع يدى على خدى أفكر فى حياة "عبد الوهاب خضر" أجد نفسى أنظر اليه نظرة الإحترام والفخر والسعادة بزميلى ولزميلى لقد قهر البطالة و نقش بأصابعه اسمه على صخرة الحياة ورفع علم نجاح القيم فوق فوضى خلل المعايير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأحزاب الانفصالية في كتالونيا تخسر الأغلبية في الانتخابات ا


.. بلينكن: الاجتياح الواسع لرفح سيزرع الفوضى ولن يؤدي إلى القضا




.. ترقب في إسرائيل لأمر جديد من محكمة العدل الدولية في قضية الإ


.. طائرتان مسيرتان عبرتا من لبنان إلى إسرائيل وانفجرتا في منطقة




.. الإعلام العبري يرصد التوتر المتصاعد بين إسرائيل والولايات ال