الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما زاد حنون في الإسلام خردلة ؟

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2018 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ما زاد حنون في الإسلام خردلة....ولا النصارى لهم شغل بحنون !!!

بيت شعر له قصة ظريفة جدا كما ان له ابعاد فكثيرا من هو بشبه حنون وبطباعه !..
تمنياتي بان لا يكن بيننا من هو اشبه بحنون !؟...

حنون وحكايته نرويها لكم ، والأمثال تضرب ولا تقاس كما يقولون !

يحكى انه كان هنالك شخص اسمه حنون اعتنق النصرانية وكان يظاهر دائما بأنه من المخلصين لهذا الدين كان يحاول ان تكون له شخصية مميزة ودور فعال الا انه لم يكن بهذا الحجم لان الجميع يعرفه جلكم الله منافق يبحث عن الشهرة والمكاسب الشخصية !

وحين سماعه بالديانة الجديدة والرسالة المحمدية ، عند ظهور الدين الإسلامي ، واقبال الناس على هذا الدين الجديد ، ذهب حنون الى المسلمين واعتنق الدين الإسلامي ، عله يجد ضالته في الشهرة والقيادة والكسب المادي ، الا انه تفاجأ ، ان المسلمين سواسية كعمار بن ياسر وبلال الحبشي وسلمان الفارسي ، ومن كانوا من سادات قريش !.. ولم يعيروا لحنون أي أهمية ، فزعل حنون مرة أخرى على المسلمين ورجع الى الديانة المسيحية...فقال احد الشعراء هذا البيت
ما زاد حنون في الإسلام خردلة....ولا النصارى لهم شغل بحنون .

ندردش قليلا عن الذي جرى بين العبادي وحلفائه التقليديين ، من قوى الإسلام السياسي والميليشيات المنضوية فيه ، والزواج الغير شرعي بينه وبين هؤلاء التابعين فكرا ونهجا الى جمهورية إيران ( الإسلامية ) ولولي الفقيه ، الذين هم أنفسهم لا يخفون هذه الحقيقة ، ويتفاخرون بها وبالولاء لإيران !

هناك البعض ما زال يعول على هؤلاء ، بأن يقدموا شيء مختلف عن الحكومات السابقة ، وكما يعرف الجميع بأن من كان يحكمنا ويتحكم بمصائرنا هم أنفسهم من يحكمنا اليوم ، الذين جلبوا كل هذه المصائب التي وقعت على رؤوسنا ، وهم أنفسهم يتربعون على السلطة وعلى المؤسسة الأمنية والعسكرية اليوم !
ومنذ السنوات الثلاثة التي تولى السلطة خلفا للمالكي الذي حكم ثمان سنوات ، والكل يعلم حجم الكوارث التي اصابت شعبنا ، نتيجة سياساته وجهله وحماقاته وطائفيته !
والسيد العبادي صدع رؤوس العراقيين بخططه الانفجارية ، ومشاريعه الإصلاحية ومحاربة الفاسدين والمفسدين ، ولكن لن ينال شعبنا من وعوده هذه غير الأكاذب والدجل !!
وكأن هؤلاء الفاسدون والطائفيون ، ومن رسخ المحاصصة ومن تاجر بالمخدرات والسلاح وبالجنس والجريمة المنظمة والأعضاء البشرية ، فحولوا العراق وشعبه الى ركام ، وصار من اسوء البلدان وافقر الشعوب ،.
كأن هؤلاء الفاسدون والمتاجرون بدماء الناس قد جاؤوا من كوكب أخر ؟... ولم يكونوا هم انفسهم من دمر هذا البلد !

لا أدري هل السذاجة والديماغوجية والتظليل تسود اليوم كل الطيف السياسي العراقي ؟
فأضحوا يصدقوا أكاذيب العبادي ووعوده !... ونسوا أو تناسوا كل تلك السنوات ووعوده وكذبه ، ليعود اليوم كعادته ، ليعيد عزف نفس السنفونية المشروخة والبائسة على مسامعنا ، ويسوقها كبرنامج لعمله القادم في خوض الانتخابات !.. مع من ؟؟ ... مع القوى الأكثر يمينية وطائفية وتعصب !؟
حقا عجيب أمرك يا عبادي !..

تريد أن يصدقك الناس !... بعد كل الذي لحقهم من جور وظلم وموت وجوع وحرمان ؟

فهل هناك سذاجة وضيق أفق أكثر من ذلك ؟

هل كان العبادي طوق نجاة للخلاص من هذا الواقع المرير ؟..
وهل قدم شيء للعراق هو او من سبقه ، على امتداد هذه السنوات ؟..

وهل تبرأ يوما من عباءة الدين السياسي وأحزابه الفاسدة والطائفية ، الذين أفسدوا كل شيء وأساؤوا للدين وللدنيا ؟..

وهل قام بخطوات حقيقية وجادة في محاربة الفساد والفاسدين ؟

وهل بدء فعلا بخطوات ملموسة بإعادة بناء دولة المواطنة التي تحترم الإنسان وتصون كرامته وتحفظ حقوقه وأمنه وسلامة الجميع ؟..

ألم يكن كل ما فعله لا يعدوا كونه أضغاث أحلام ، وكل الذي قدمه خلال سنوات حكمه لا يعدوا كونه وعود زائفة وكاذبة ولا وجود لها على أرض الواقع ؟!...

ماذا قدم هذا الرجل من منجزات ومكاسب تحسب له ؟ ... ومن يعتقد بأنه صنع النصر على قوى الإرهاب ؟ .. فهو واهم !!..

لقد صُنِعَ النصر بدم ودموع وتضحيات شعبنا والمقاتلين الابطال ، وليس هو وحاشيته وبطانته وأحزابهم الطائفية والفاسدة ؟..

والخطوة الأخيرة التي قام بها ، وهي تتويج لمنجزاته العملاقة !!! ليضيفه لتأريخه السياسي الحافل بالمنجزات الكبيرة للعراق ولشعبه !!!.. عندما أعلن تحالفه مع اكثر القوى راديكالية ويمينية وطائفية ، والتي تدين بالولاء جهارا نهارا لإيران ولولاية الفقيه ( منظمة بدر .. وعصائب أهل الحق .. والحكمة لعمار الحكيم .. والفضيلة وغيرهم !..) .

بموقفه هذا كشف عن حقيقته وتوجهاته وانتمائه وفلسفته .

فهل بمواصفات هذه الشخصية ؟ يمكن التعويل وتحقيق ما عجز عنه زعيم حزبه من قبل ؟

هذا سؤال أطرحه عليكم ؟.. فما رأيكم ؟ ... وهل نرتجى منه خيرا ؟ ..

أقول وبكل وضوح ومن دون تردد !.. لا ولن يجوز التعويل عليه، ولا يمكن ربط مصائر الناس على شاكلته !!.. لا عليه ولا على من هم على شاكلته مطلقا !..

فهم من دمر البلد ، ومن جلب داعش ، ومن انتهج النهج الطائفي والعنصري ، واتبع سياسة التمييز وإشاعة العنصرية بين مكونات شعبنا المختلفة ، وساهموا بتدمير البلاد والعباد !

ومناوراتهم المكشوفة والمفضوحة والسيناريوهات التي سوقوها خلال اليومين الماضيين بزواجهم الكاثوليكي !!.. ورمي يمين الطلاق بعد يوم واحد من هذا الزواج ، هي محاولة رخيصة لتشتيت وعي المواطن ، وبعثرت الأفكار والمفاهيم لدى الناس البسطاء .

على القوى المتنورة والديمقراطية ، توضيح وتحديد الرؤيا للأغلبية الصامتة، من الذي تجري محاولات حجب الرؤيا عنهم ، وتحديد الموقف الصحيح لهذه الملايين ، من هذا الاصطفاف الطائفي، واليمينية المتطرفة .

وعلى الجميع أن يعي حقيقة وأبعاد ومرامي وأهداف هؤلاء من العملية الانتخابية ومحاولات سرقة أصوات البسطاء ، من خلال التظليل والدجل والكذب ، ووضع العصي في عجلة قاطرة التغيير !( فهناك إمكانية وبصيص أمل للتغيير ما زال قائما ؟! ) .

وهنا لابد من البحث عن المسارات والمشتركات بين قوى التغيير ، وان كانت في حدها الأدنى ، بين القوى النازعة نحو بناء دولة المواطنة ، ولتوحيد رؤيتها قبل وبعد الانتخابات ، لمواجهة قوى التطرف والتخلف ،القوى الممانعة ، لقيام نظام سياسي اقتصادي اجتماعي ، يقوم على أساس المواطنة والقانون والدستور وتحقيق العدالة والمساوات ،نظام يحترم الانسان ويصون كرامته ويؤمن مستقبله ، في الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية المستقلة .

فالعبادي وبطانته وأحزاب الإسلام السياسي الطائفي المتخلف والممانع لعملية التغيير ، هؤلاء جميعهم لا يمكن التعويل عليهم ، ولا يمكنهم السير حتى خطوة واحدة نحو عملية إعادة بناء دولة المواطنة والتصدي للفساد ومحاربته ، ولا يوجد في مخيلتهم ونهجهم شيء اسمه دولة ديمقراطية وعدالة وحقوق ، او تعددية وقبول الأخر والمساوات بين الرجل والمرأة .

وعلى الجميع ان يعمل وبنشاط ووضوح في الرؤيا ، ويبحث مع كل القوى التي تسعى الى التغيير ، ويطرح المشتركات وسبلها ، ويساهم في تذليل الصعوبات وبروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية ، بعيدا عن قوى التطرف والغلو ، وبعيدا عن النهج الطائفي الممانع لقيام دولة المواطنة ، هذه القوى اللاغية للحياة الحرة الكريمة ، المعادية للفنون وللثقافة والتحضر، وللحرية والحقوق والتعايش المشترك بين الجميع .

صادق محمد عبد الكريم الدبش .

16/1/2018 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي