الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟

داود البصري

2003 / 3 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


             

ليس من باب التخمين ، بل من أبواب التأكيد على أن الأمة العربية تعيش اليوم أدق واحرج اللحظات التاريخية منذ أن تشكلت أنظمتها السياسية الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية ؟ ولم يعد سرا بطبيعة الحال معرفة أن حجم المتغيرات السياسية والعسكرية والفكرية القادمة أكبر من كل التصورات المطروحة ، وإن ساعة الحقيقة قد إقترب أجلها ، وإن تقرير مصير النظام العراقي قد أضحى قضية متفق عليها رغم الضجيج المتصاعد من هذا الطرف أو ذاك ؟ وإن مصير النظام ويالسخرية الأقدار قد خطه النظام العراقي ذاته ببصمته وتوقيعه وبكامل إرادته عبر التراجع عن كل اللاءات اللفظية السابقة ، والتخلي عن كل مقومات الصمود اللفظية والقبول بالقسمة والنصيب التي قد تترشح من هذا الطرف الدولي أو ذاك ؟ فبعد أن وافق النظام العراقي بملأ إرادته على تدمير مخزونه من مايسمى بصواريخ الصمود ، فإن الصمود قد أضحى في خبر كان ، ولتذهب هذه الموافقة بكل مصداقية ولو ضئيلة بقيت للنظام العراقي وحيث إستبعد رئيس النظام في مقابلته المتلفزة الأخيرة أن يوافق النظام على التدمير ؟ ولكنه وافق صاغرا وبشكل ذليل  وهو ماكنا نتوقعه ولانتوقع سواه ! فمعرفتنا بعقلية و ( شجاعة ) حاكمنا الهمام بطل القادسية ! ومارشال أم المعارك ؟ وحامي البوابة الشرقية ؟ وصقر العروبة وسيفها المقدام !! تجعلنا نؤكد من أن النظام مستعد للذهاب في آخر أشواط التنازلات ليغنم من السلطة ولو ببيت واحد يحميه ؟ وأي كلام عن مقاومة شرسة ؟ وعن تضحيات إنتحارية ؟ وبحار من الدم ؟ هي مجرد أوهام تبثها الفضائية العراقية ويصدقها المرتزقة والأذناب وبعض المرضى من العرب ؟ وما أكثرهم وأشد بؤسهم ؟ فتدمير السلاح العراقي بيد النظام هي الصفحة الأولى في الهزيمة الكارثية التي حلت بالنظام ؟ وتخلص النظام طوعيا من جراثيمه وميكروباته هي بداية السطر الأول في ملحمة التحرير الوطني العراقي ؟.

وبعيدا عن الهلوسات الثورية ونظريات أهل الكلام الفارغ ، هل يمكن لنظام يريد المنازلة والإستشهاد من أجل المباديء أن يدمر أسلحته بكل أريحية وبذل مفجع يعبر عن خواء وخوف حقيقي مما تخبئه له الأيام ؟ ألا تعتبر هذه الخطوة من جانب أي طفل وهو يحلل الأحداث بمثابة إقرار بالهزيمة قبل وقوعها ؟

إذن على ماذا يراهن النظام وهو يهيء الساحة جيدا لذبحه فيما يصر على ترديد الكلام الببغائي حول الصمود والنصر وهزيمة العدوان ... إلخ ؟

إن النظام يعلم أنه لايحارب اليوم إيران وهو مدعوم من الشرق والغرب ؟ بل أنه في مواجهة أقوى آلة عسكرية في التاريخ ؟ وهي ذاتها الآلة التي أذلت عتاة النازية والفاشية ، وجعلت من العملاق السوفياتي السابق أضحوكة للتاريخ ؟ فهل يستطيع ( جنرالات العوجة المزيفون ) من قلب المعادلة وهم يعلمون جيدا أن الشعب العراقي ينتظر يوم التحرير بشغف كبير سيكون مفاجئا للعالمين ولجامعة عمرو باشا موسى ولفخامة الرئيس الإستنساخي بشار الأسد ؟ ولعظمة العقيد الإفريقي الثائر معمر القذافي ولكل المدافعين عن النظام المهزوم وهو يشيع نفسه للصعود نحو الهاوية ؟

ولكن أزاء مايحدث من تداعيات ومن مفاجآت كبيرة قادمة لماذا يتم التعتيم العربي على مبادرة الشيخ الرئيس وحكيم الأمة العربية سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي تعتبر مخرجا تاريخيا وحلا مناسبا للنأي بالعراق والمنطقة عن كوارث وتداعيات مازال من الممكن تفاديها فيما لو تم الإستماع لصوت العقل ولحكمة المنطق والتخلي عن لغة المزايدات والعنتريات التي أوردت العرب موارد الهلاك ؟

ماذا لو تبنى العرب أجمعين هذه المبادرة الحرة الشجاعة والجريئة التي تقفز على كل أوهام وقيم النفاق والمجاملة والقبلات المزيفة و ( حب الخشوم ) لتضع اليد على الجرح وتؤسس لدور عربي حميد يمكن أن يتذكره اهل العراق وهم يعيشون محنتهم التاريخية الكبرى التي لن تنتهي إلا برحيل وزوال انظام وكل مايمثله من تخريب منهجي منظم ؟ ليرحل صدام ورهطه إلى حيث شاء ، وليغرب بعيدا عن ارض العراق لتتنفس الحرية والنور والسلام ؟ ومن يحب النظام من الشعوب العربية فليأخذه له حلالا زلالا ليحتضنوه ويتباركوا ببركاته الهائلة ؟؟ .

لانراهن بطبيعة الحال على الجامعة العربية لأنها اوهى من بيت العنكبوت ولأنها قد ماتت وشبعت موت منذ أن حط الباشا عمرو موسى أقدامه بها ؟ ولانراهن على مجمل النظام السياسي العربي فهو بائس وسقيم ، ولكننا نراهن على إرادة الأحرار في جعل مبادرة الشيخ الرئيس مطلبا أمميا ليحسم جانب مهم من الملف العراقي بأقل الخسائر الممكنة ، ومن لم يعمل بهذا الإتجاه فسيقف في الغد القريب ملوما محسورا أمام حكم التاريخ ، فالنظام إلى زوال حتمي ، ولم يبق من الزمن الكثير ... فهل ستنتصر إرادة الأحرار  ؟ أم أن البلاهة السياسية العربية ستظل سيدة الموقف ؟  فتحت الرماد اليوم أكثر من مجرد وميض نار ؟ .

إن الفرص تمر مر السحاب ... فإغتنموها ياأولي الألباب ؟ .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معبر رفح.. مصر تصر على انسحاب القوات الإسرائيلية| #غرفة_الأخ


.. توتر متصاعد على الحدود اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل| #غرف




.. سماع دوي اشتباكات بعد اقتحام قوات الاحتلال طوباس بالضفة الغر


.. مسيرتان في سيدني وملبورن بأستراليا للمطالبة بوقف الحرب على غ




.. حزب المؤتمر الوطني في جنوب إفريقيا يتصدر رغم فقده الأغلبية ا