الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة الرؤية المستقبلية للعرب

آداب عبد الهادي

2006 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بعيداً عن تعابير العلم الحديث، واستقلالاً عن أي تطلع إلى الظهور المقتبس نستطيع القول إن الظرف الحالي الذي يحيط بعالمنا العربي، يفرض عليه التسلح بمفاهيم لها صفة العلم والدقة والجوهر العلمي لرؤية مستقبل يتحصن بالعلم والمعرفة، وكذلك إعداد العدة لهذا المستقبل بأسباب المناعة الأخلاقية وأسباب التحكم حتى أن الوعي للمستقبل مهم ويعتبر ضرورة حتمية وحيوية ناصعة ومن أهم الضروريات التي تقترن بالتقدم، لذلك فهو مهم جداً للعرب عامة، ولأنه من الممكن أن يتم فناؤنا وتلاشينا بانعدام المعرفة الحالية والمستقبلية ونستطيع أن نقول ذلك من خلال الأسباب والمسببات الآتية:
- يوماً بعد يوم تتكاثر وتتكالب القوى الدولية التي لها مصالحها في منطقة الشرق الأوسط التي تشكل سوريا جزءاً منه، هذه الدول تخطط مجتمعة ومنفردة للحصول على أكبر قدر ممكن من النفوذ والمصلحة خلال الوقت الحالي والفترة القادمة، إنها تخفي الكثير من الأفكار والمخططات من تطلعاتها اتجاه منطقتنا العربية ومثال على ذلك نأخذ أفعال الولايات المتحدة التي عملت وتعمل لتبلع المنطقة العربية بكاملها، وتترك ما تبقى من عظام وفضلات اقتصادية لشركائها الضعفاء الأقوياء.
- كنا سابقاً نجد الكثير في أدبيات السياسة الأميركية من تصريحات وتلميحات عن التدخل العسكري لتأمين العالم بالنفط من العالم العربي رغم أن النفط كان مؤمناً لهم وبالسعر الذي يريدونه بل يفرضونه إلا أن الشراهة ازدادت عقب احتلال العراق ووضع الأيدي الأميركية – البريطانية على النفط ومخزونه في بلاد الرافدين بعد ذلك تم التحول إلى سوريا لتكون اللقمة الغنية مركزاً واقتصاداً، فهل تتحول هذه اللقمة إلى كتلة من السم لتشعل وتحرق الأفكار والقوى التي تعيش على دماء الشعوب؟
- إننا نطالع أيضاً في الأدب الإسرائيلي نغمة التركيز على زاويتين استراتيجيتين تطوقان الشرق العربي، وهاتان الزاويتان هما إسرائيل وإثيوبيا، إن اختيارهما للقيام بدور أمني تخريبي اختيار دقيق يناسب ما قد يكون لدى كل منهما من طموحات توسعية ومواقف تقليدية خاصة تجاه العرب.
- إن المتتبع لحركة إسرائيل السياسية والعسكرية في الداخل والخارج يستطيع أن يلحظ تقدماً شاملاً ثابتاً في خطاه هو تكوين قوة مركزية في الشرق الأوسط تكون مساعدة للولايات المتحدة الأميركية في عدوانها على المنطقة العربية، إن إسرائيل هي أهم عنصر من عناصر خطة محاصرة العرب وتقييد خطواتهم الوثابة، علينا أن نزيد حرصنا ونتنبه لهذا المخطط ونسارع إلى إجهاضه عن طريق فتح الحوار العربي - العربي وتدعيم علاقاتنا مع أصدقائنا.
إن إسرائيل تعمل لإيجاد سوق لدول البحر الأبيض المتوسط كي تحوز فيه على النصيب الأكبر من تجارة وتصنيع ومعامل نووية مركزية وجامعات ومعاهد علمية وموانىء الطيران والشحن ومناطق الترانزيت كذلك المواقع السياحية المحلية والدولية، إن هذا التخطيط المرسوم بدقة يهدف إلى سرقة الدور الطبيعي للعالم العربي الحالي والمستقبلي بحكم موقعنا الجغرافي وإمكانياتنا البشرية الطبيعية وقوتنا الاقتصادية الحالية والمستقبلية، أما على الجانب الأوربي فيستطيع المرء أن يلمس تنافساً كبيراً متصاعداً بين الأطراف الرئيسية لأوروبا (فرنسا- إنكلترا- ألمانيا) في التقرب من العالم العربي والإفادة من إمكانياته الاقتصادية والبترولية.
لقد خرجت إنكلترا من الدور التسابقي مع ألمانيا وفرنسا وأصبحت دولة محتلة كالولايات المتحدة الأميركية تماماً للعراق وأخذت قطعة لا بأس بها من الكعكة التي أدمت وستدمي الشعب الأميركي – البريطاني الآن وما سبق من الزمن، لقد أخذ الأنكلوساكسون – إسرائيل الكثير من أسواقنا الاقتصادية التجارية وتمركزوا فيها وبنوا نفوذهم وأصبح لهم قوة كبيرة في كل الوطن العربي.
- بالعلم وسلاحه نستعيد نفوذنا الطبيعي في منطقتنا العربية الكبيرة، إننا نتطلع بكثير من الثقة والأمل إليها، صحيح أننا نعيش مرحلة احتدام المشاكل السياسية مع بعضنا البعض لكن لهذه المشاكل أثرها في توجيه المستقبل وهذا هو المهم.
-دعونا نتساءل عن مستقبل العالم العربي وموقفه من العالم في الحقبة القادمة؟
مشاكل، نعم مشاكل لها أثرها المزدوج في التالي: الإضعاف أو التقوية؟ وإما التوسع أو الانكماش؟ الانفتاح والانطلاقة ماذا سنفعل إذا لم نتسلح بالعلم والمعرفة، كما قلنا سابقاً الفناء أو التلاشي؟.
على المجتمع العربي أن يجابه هذه المشكلة الخطيرة بعمل إيجابي كما علينا أن نعمل متسلحين بالعقيدة والمناهج المتقدمة في رصد المستقبل ومحاولة التحكم فيه ولا يكاد يختلف اثنان حول وجوب إبطال الخصم لمفعول سلاح عدوه أو غريمه، وسلاح غريم العرب هنا العلم المنظم ومراكز البحث والدرس وزيادة القوة الاقتصادية لحياة الفرد الذي يتشكل منه المجتمع هذه الأمور هي قاعدة أساسية لبناء مستقبل حضاري ونحن العرب لسنا استثناء من القاعدة بل نحن وبحكم وجودنا وموقعنا القائم والمنظور في مقدمة من نسميهم تغير المستقبل في الأشياء والأنظمة والمبادئ.
علينا أن لا نأخذ المستقبل كفلسفة فقط بل نعمل من أجل هذا المستقبل ورؤيته والتي تكون دائماً في حركة إلى الإمام وضمن منهاج واقعي، أما قيمة هذا المنهاج فهو تسهيل وتيسير عمليات استطلاع المستقبل في هذا العالم الذي تزداد فيه أهمية الزمن كعامل من عوامل الاستقرار والأمن الشخصي لإنسان الحاضر والمستقبل، كيف نترجم ما ذكرناه إلى خطط وأفعال: الجواب هو إشاعة الثقة والأمن بيننا من ثم استخدام المؤسسات العلمية والمعاهد والجامعات بضرورة البحث عن عملية التقدم.
ولذلك يكون من الضروري عدم النقل الجامد من تجارب الدول المتقدمة ومحاولة تطويع الأفكار كلها لخدمة مجتمعنا العربي وبما يتناسب معنا كعرب نبحث عن الاستقرار والأمن والرفاهية في الحاضر والمستقبل دائماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح والعلاقات بين مصر واسرائيل .. بين التوتر والحفاظ على الم


.. الجدل المتفاقم حول -اليوم التالي- للحرب في غزة.. التفاصيل مع




.. حماس ترد على عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-.. فما انعكاس


.. قتلى ومصابون في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #ر




.. جدل مستمر وخلاف إسرائيلي وفلسطيني حول مستقبل حكم غزة | #التا