الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبرانيّات : من روافد الأدب الجبراني ؟

مريم نجمه

2018 / 1 / 18
الادب والفن


جبرانيّات .. من روافد الأدب الجبراني ؟
.... يضحكون مستهزئين بأقوالها وتعاليمها . تلك التي سمعَها بالأمس الناصري فصلبوه ..وسقراط فسمّموه والتي سمعها اليوم القائلون بالناصري وسقراط وجاهروا بإسمها أمام الناس والناس لا يقدرون على قتلهم لكنهم يسخرون بهم قائلين : السخرية أقسى من القتل وأمرّ .
ولم تقوَ أورشليم على قتل الناصري , فهو حيٌّ إلى الأبد , ولا أثينا على إعدام سقراط , فهو حيٌّ إلى الأبد .
**
أنت أخي وكلانا ابنُ روح قدّوس كليّ .مماثلي لأننا سجينا جسدين جُبِلا من طينة واحدة . وأنت رفيقي على طريق الحياة ومُسعفي في إدراك كُنْه الحقيقة المستترة وراء الغيوم ..
أحُّبك ساجداً في جامعكَ وراكعاً في هيكلكَ ومُصلياً في كنيستكَ , فأنت وأنا ابنا دينٍ واحد هو الرّوح , وزعماء فروعِ هذا الدين أصابعَ ملتصقة في يدِ الأألوهية المثيرة إلى كمال النّفس .
أحبك لمحبة حقيقتك المنبثقة من العقل العالم ..
أحبك لأني رأيتك ضعيفاً أمام الأقوياء القساة وفقيراً مُحتاجاً أمام صروحِ الأغنياء .. .
**
أنت أخي وأنا أحبُّكَ , لماذا إذاًتخاصمني ؟ لماذا تأتي بلادي وتحاول إخضاعي إرضاءً لأئمةٍ يطلبون المجد ِبقولِك والمسرّة بمتاعبك ؟ لماذا تترُك رفيقتك وصغارك مُتبعاً الموت إلى أرضِ ٍبعيدةً من أجل قوّادٍ يبتغون ابتياعَ المعالي بدمائِك والشرف َ الرفيعِ بأحزانِ والدتِك ؟ ولكن أمِنَ الشرف الرفيعِ يصرَع الإنسان ُأخاه , لنرفعنّ إذاً تمثالاً لقايين ...
يقولون إن حبَّ البقاء يوجُب الإعتداءَ على حقوق الغير , وأنا أقول : إن المحافظة على حقوق الغير هي أشرفُ وأجملُ مآتي الإنسان , وأقول أيضاً : إن كان بقائي يوجبُ فناءَ سواي فالموتُ إذن , ألذُّ لديّ وأحبُّ ...
الأنانية يا أخي أوجَدت التنافُسَ الأعمى , والتنافس الأعمى ولّدَ العصبيةُ , والعصبيةُ وضعت السلطة َوكانت هذه داعياً للمنازعات والإستعباد . النفسُ تقول سلطة الحكمة والعدالة َعلى الجهالة والظلم ... السلطة الحقيقية هي الحِكمة المحافظة على الشريعة الطبيعية العامة العادلة . فأين عدالةُ السلطة إذا قتلت القاتل وسجنت الناهب ثم زحفت بذاتها إلى بلاد مجاورة وقتلت الألوف ونهبت الربوات ؟ ما قول العصبيين بقتلة يعاقبونَ من يقتل ولصوص تجازي من يسلب ؟
أنت أخي وأنا أحبُّك , والمحبةُ هي العدلُ بأسمى ظواهِرِه .
لي من نفسي صديقٌ يعزّيني إذا اشتدّت خطوبُ الأيام , ويؤاسيني عندما تلمُّ مصائب الحياة , ومن لم يكن صديقاً لنفسه كان عدوَّ الناس ..
جئتُ لأقول كلمةً وسأقوُلها , وإذا أرجعني الموتُ قبل أن ألفطها يقولها الغد .. فالغد يتركُ سراً مكنوناً في كتاب اللآنهاية .
جئتُ لأكونَ للكلّبالكل , والذي أفعلُه اليومَ في وحدتي يعلنُه المستقبلُ أمامَ الناس. والذي أقولُه الآن بلسانٍ واحد يقوله الآتي بألسنةٍ عديدة " .
الأديب الفنان جبران خليل جبران الخالد شاغل الدنيا ومالئ الصحف والكتب والمحاضرات نبع لا ينضب سلام لروحه ..
مقتطفات نصوص خارج المجموعة -
مريم نجمه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -شد طلوع-... لوحة راقصة تعيدنا إلى الزمن الجميل والذكريات مع


.. بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر تنظم مهرجانا دوليا للموسيقى ت




.. الكاتب في التاريخ نايف الجعويني يوضح أسباب اختلاف الروايات ا


.. محامية ومحبة للثقافة والدين.. زوجة ستارمر تخرج للضوء بعد انت




.. الكينج والهضبة والقيصر أبرز نجوم الغناء.. 8 أسابيع من البهجة