الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن أن يكون هناك حزب جديد--يرأسه الرئيس؟؟؟

سلطان الرفاعي

2006 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أيام الاعتقال ولياليه الموحشة ? في فندق الميسات الفاخر لصاحبه فرع المدينة للأمن السياسي وأثناء التحقيق معي من قبل أحد الضباط. قال: يعني ألا ترى هناك إنسان صالح غير الرئيس بشار؟

قلت: نعم بصراحة لا أرى غيره صالح.

هل يفعلها ويؤسس لحزب نظيف؟ نعم نقبل أن نعيش في ضيق أكثر، نقبل أن ننتظر أيضا، إذا ما تيقنا أن هناك أمل لنهوض سوريا. نعم البعث انتهى كحزب، أكل الأخضر واليابس، ولكن لا ننسى أن هناك أناس شرفاء فيه، نمد يدنا إليهم، ليقفوا معنا، ومع الرئيس، في حزب جديد، لا يستثني أحد.هي الفرصة الأخيرة للبعثيين الشرفاء!!

2

لعلها آخر ما حُرر--لعلها فرصتكم الأخيرة---قلوب محترقة تلفح وجوهكم وأياديكم--وسوريا موحشة في أيامكم المعتمة--وبقايا من نفس يصعد ويهبط معلنا بداية الانطفاء---غبار هزائمكم -يغطي الأفق---مواطنكم قيده مشدود بإحكام ---على رسغيه وساقيه إمضاءكم--شمسكم مطفأة --فسادكم الساري في شرايينكم والمتصاعد مثل دخان يحجب عن عيونكم جمال وطن----

في داخلكم نداء الصحراء الخالية الوفاض----وفي رأسكم خطط الأنس والجان---انه الامتحان الأخير ---ذكراكم أخاديد محفورة في وجوه الناس-----رحلتكم فقدت بوصلتها--- مؤتمراتكم كوابيس شعوبكم---شرابكم دم -----طعامكم فقر---ربيعكم سيول جارفة في ليالي موحشة---

3

هل لا زلنا نحمل الامبريالية والصهيونية نتيجة سياساتنا الخاطئة وقمعنا المستمر وفسادنا المستشري، كما في السماء كذلك على الأرض، كما في اليمن كذلك في السعودية، وكما في الأردن كذلك في ليبيا، وكما في العراق كذلك في سوريا، الأمراض غالبا نفسها، والطائفية غالبا نفسها، العنصرية ذاتها، والكره ذاته، معاملة الآخر ذاتها. قشة صغيرة تُشعل بيادر كبيرة في كل مكان وكل زمان.

حزب البعث في العراق، حزب البعث في سوريا، الأخطاء التي ارتُكبت هناك، حان الوقت لتفاديها هنا، إنها الفرصة الأخيرة للإصلاح، الفرصة للعمل على تهذيب النفوس، وزرع بذور الخير والمحبة في القلوب، الفرصة الأخيرة لحقن الدماء، الفرصة الأخيرة لإعادة فكرة الوطنية إلى التداول بعدما غيبتها البعثية البغيضة.

4

فهم حركة التاريخ هو الباب للدخول إلى التاريخ.

والقدرة على الانسحاب من السلطة في الوقت المناسب، هي المدخل للبقاء والاستمرار في الذاكرة والتاريخ !

وقرار الانسحاب من السلطة، يحقق النصر أحيانا أكثر بكثير من التمسك بالسلطة والسيطرة عليها أكثر!

ٍٍٍالسنونو الواحدة لا تصنع الربيع، ولكنها تبشر به.

سقوط حزب البعث في العراق، لا يعني نهاية الأمة، ولكنه يُبشر به.

حان الوقت لإعادة الحسابات في كل شيء، حان الوقت ليُراجع البعث مسيرته، التي لم تعرف النجاح في مجال واحد.

حان الوقت ليُعلن البعث، أنه أخطأ، وأنه مستعد للتراجع عن أخطائه، والانضمام إلى بقية الشعب السوري، والعمل معا على بناء صرح حضاري جديد. ينسى فيه البعث أنه قائد المجتمع والبلاد، وينسى فيه الشعب المآسي التي جره إليها البعث.

5

تاريخ من الفساد والقمع حانت نهايته.

أحد جهابذة البعث من الذين أكل الدهر عليهم وشرب و---- يقول يا أخي: نحن دولة مواجهة لا تنسى أن هناك خمس وثلاثون سنة من الصراع مع العدو، وعلى الشعب أن يتحمل، فهذا هو قدر الشعوب أن تتحمل حتى النصر.

منطق بعثي صرف، مصفى. ولماذا يا سيدي علينا نحن الشعب أن نتحمل البؤس والمهانة والقمع والفقر، وعليكم أنتم أن تحملوا الأموال والخيرات وتبنوا القصور، وتركبون السيارات الفارهة.لماذا لا يتحمل البعثيون ما نتحمل نحن؟ أليسوا من الشعب؟

في عام 1987 دعا الرئيس الراحل في أعقاب استقالة حكومة الكسم وتشكيل حكومة الزعبي إلى: التخلص من البيروقراطية والروتين والتعقيد في المعاملات وفي التعامل مع المواطنين. كما دعا إلى تطبيق القانون بما يحقق العدالة والمساواة مشيرا إلى أن التجاوز على القانون هو اعتداء على جميع المواطنين.

ثم تم تشكيل وزارة جديدة، بعد استقالة السابقة اثر سلسلة استجوابات برلمانية شملت عددا من الوزراء وأدت إلى حجب الثقة عن أربعة منهم. وكان لتلك الاستجوابات أن تستمر وأن تحجب الثقة عن وزيرين آخرين لكن استقالة الحكومة منعت ذلك.

وجاءت حكومة الزعبي تحت شعار الاستمرار في ملاحقة الفاسدين، وضمت عدد كبير من الوزراء. جاؤوا لمحاربة الفاسدين، والقضاء على البيروقراطية والتعقيد، والسير تحت مظلة القانون. وانتهوا نهاية مأساوية مع رئيسهم!!!!!!!!!!! فالج لا تعالج-طبخة بحص.



يقول كارل روجرز، أحد أهم علماء النفس الأمريكيين في القرن العشرين، إننا نحن البشر العاديين أشبه بشخص سقط في بئر عميقة لا ماء فيها. وفي عمق البئر أخذ يعيش حالات من القلق العميق واليأس لشعوره بأنه لن يتمكن من النجاة--فراح يضرب بكفيه جدار البئر عل أحدا في الخارج يسمع. بدا له أن كل محاولاته لا بد فاشلة--وأن أحدا سيكتشف يوما أن إنسانا سقط في هذه البئر وقضى ولم يدر بوجوده أحد ! ولكنه عاد يطرق الجدران ويداه تدميان-- إلى أن سمع في آخر المطاف صوتا من خارج جدران البئر، فأحس وكأن فرحا كبيرا قد تفجر في نفسه وخالجه شعور بالارتياح لأن أحدا أخذ علما بوجوده حيث هو، ولسان حاله يقول: الشكر لله على أن أحدا أحس بوجودي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار سوداني جديد برعاية مصرية


.. الجيش الإسرائيلي يكثف غاراته على مناطق متفرقة بقطاع غزة.. ما




.. انتخابات فرنسا التشريعية.. تحالف الجبهة الشعبية يحل ثانيا في


.. الناخبون الفرنسيون يبدأون التصويت في الجولة الثانية من الانت




.. إطلاق دفعة صاروخية من جنوب لبنان تجاه المناطق الشمالية لإسرا