الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الحق لا تحيد !

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2018 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عن الحق لا تحيد !!

كل شيء في العراق بعد استلام صدام حسين إدارة شؤون البلاد ، كان يسير بالضد من حركة الحياة ، وبالضد من قوانين التطور الطبيعي لحركة المجتمع ونظمه ، والاقتصاد في مقدمته .

نتيجة لكل هذه المتغيرات والتراكمات ، تعرض النسيج الاجتماعي الى هزات عنيفة وطرأت متغيرات خطيرة ، خاصة في المنظومة القيمية والأخلاقية، وحتى الأعراف ، وانحدار خطير في المعرفة والثقافة والفنون ، وتدني في المستوى التعليمي ، وفي مناهج الطلبة والدارسين ، وحتى أثر سلبا على الهيئة التدريسية بمختلف مراحلها .

والاصطفاف الطائفي والاثني ، وفي المناطق المختلفة ، وضمور وتلاشي الطبقة الوسطى في المجتمع نتيجة لغياب الخطط الاقتصادية والدكتاتوريات للأنظمة المتعاقبة ، والحروب والظلم والفقر والجهل وغير ذلك ، وظهور شرائح طفيلية ساذجة وليس لها علاقة بعجلة الاقتصاد ونموه ، فقد تسلقت الى مفاصل الدولة ، نتيجة الفساد المستشري وغياب التخطيط والبرمجة والعدالة في شغل مناصب الدولة المختلفة ، وكذلك ناتج عن غياب الخبرة والدراية في إدارة هذه المؤسسات ، وتسلم إدارتها شرائح لا تمتلك الخبرة في التعامل مع المال العام ، لإدارة عجلة الاقتصاد ومؤسساته المختلفة ، كونها طارئة وليس لها علاقة لا بالاقتصاد ولا في الإدارة .

هذه الاسباب وغيرها أدت الى تدهور مريع في مناحي الحياة المختلفة ، وتأثرت اليد العاملة من الشغيلة بشكل سلبي ، نتيجة عدم مواكبة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص للتطور التقني والمعرفي وقفزاته المتسارعة في العالم المتمدن ، للأسباب الي ذكرناها ونتيجة الحصار الظالم بعد عام 1991 م وحتى سقوط الصنم ، فكان تأثيره مدمر على مجمل النشاط الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي .

وما يحدث اليوم نتيجة لاستمرار القابضين بمقاليد السلطة ، واستمرار نهجهم وفلسفتهم وسياساتهم الغبية ، ولغياب الخبرة والدراية والمهنية لهؤلاء ، ولعدم الشعور بالحمية والغيرة والوطنية ، والحرص والأمانة والنزاهة ، والأنانية المفرطة وطائفيتهم المقيتة والمحاصصة ، وغياب البعد الوطني والمواطنة والوطنية الصادقة ، وأَثًروا مصالحهم الذاتية على مصالح البلاد العليا ، نتج لنا كل الذي نعيشه اليوم .

وتراكمات الماضي والحاضر واستمرارهم في التحكم بكل شيء ،هو السبب المباشر لما وصل اليه العراق ، من هاوية وسقوط في مستنقع أسن ومرير ومدمر !

لا يمكننا الخروج من هذا الواقع المخيف ! .. ومن يحكمنا ويتحكم بمصائرنا هم أنفسهم ( الإسلام السياسي ومشروعه وفلسفته ونهجه ) .

نعم هم المسؤولون عن هذا الخراب والدمار والموت ، فهم من يسوق العراق لحتفه وتمزقه وخرابه ، وما التناحر الداخلي ، والتدخلات الخارجية بكل صورها وتجلياتها ، إلا نتيجة لما سلكه هذا النظام الفاشل والمخيب للاَمال والطموحات .
وعلى الجميع أن يدركوا ما أل اليه وضع العراق !.. فإنه أكثر من خطير ... ويحتاج الى من ينتشل وطننا وشعبنا من مصيره المظلم ، من خلال نظام عادل ومنصف في دولة عادلة وَيُحْتَرَمُ فيه الدستور والقانون .

صادق محمد عبد الكريم الدبش
. 18/1/2016 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعبئة رياضية وسياسية في مباراة تركيا | الأخبار


.. لماذا سيواجه الرئيس الإيراني صعوبة في إخراج بلاده من العزلة




.. فرنسا.. موعد مع الجولة الثانية للانتخابات التشريعية | #غرفة_


.. استشهاد عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية أثناء تأمين منازل الم




.. نشرة إيجاز - وزارة الصحة بغزة: مجزرة في مخيم النصيرات