الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تباً لك ايها الموت

ماجدولين الرفاعي

2006 / 3 / 4
الادب والفن


خذلني غيابك بعثرني

أعلم أن الموت لا يستشير أحداً

يأتي بغتة ليحمل الروح على كفيّه ويسافر.. لا يضعف أمام توسّلاتنا ولا يغيّر رأيه أمام دموعنا..

أعلم عدم موافقتك له، ورفضك الغياب عني. لكنه اختارك!

أيها الموت ترفّق بقلب حبيبي وعينيه..

لا أدري.. هل بكيت كثيرا يومها؟ لم أعد أذكر.. إنما كان الخبر صفعة في وجه عمري الذي كرّسته لك..

لسعادتك..

كنت أنتظر أن ترحمنا مسافات البعد فتنكمش على ذاتها وتقصر لأجل اللقاء!

آهٍ.. كم اشتقت لك!

كنت أشتاقك وأعلّل النفس بلقياك..

ما عساي أفعل الآن وأنت أبعد من قدرتي على لمسك؟!

إذاً قرّرت السفر أخيرا والقدوم إليّ ؟

ما أسعدني وأنا أستعد للقياك..

أخيرا سأعانقك وأتلاشى في أحضانك وبين يديك..

سنوات البعد واللهفة أظنّها أطول بكثير من السنوات العادية التي نعيشها..

لا شهور لديها.. إنما تقاس بمدى الشوق الذي يعترينا.

لازالت أصواتهم تئن في أذنيّ:

حبيبك قد مات!

تراه رجع الصدى؟! أم أنهم لم يتعبوا من ترديد الخبر مرات ومرات؟!

كلما سمعت الصوت أحاول الاستيقاظ من غيبوبتي فأتلاشى من جديد!

ما جربتُ بعد شكل الحياة دونك.. وأي صباحات يمكنني معايشتها بعد رحيلك..

هل سأتمكن من ترديد اسمك دون أن أصاب بالحمى والهذيان؟!

أحقّا أنت لست هنا؟!

ولن أستطيع النظر في عينيك مجددا وملامسة يديك الدافئتين!

كم الساعة الآن؟؟

اذكر أني سألت هذا السؤال..

لكني لا اذكر أن أحدهم أجابني! هل دخلوا جميعهم في غيبوبة الصمت؟!

أم أنني وحدي غادرت عالمهم لعلّني أستطيع اللحاق بك هناك..

في مكان اللاعودة!

أتصّور أن الموت جميل وأنا أترفّق ساعدك!

خذني إليك!

أعطني بعض من موتك!

لا أدري المدة التي قضيتها في واحة السكون والغياب عن الدنيا التي فجعتني بك..

فتحت عيني هذا الصباح.. هللّ الجميع من حولي فرحين بعودتي للحياة..

لم أكن أعي أنني غادرتها لأعود..

لكنهم صاحوا:

حمدا لله.. بعد أيام من الموت عدت بيننا!

هدايا كثيرة حولي..

وكلمات هنا وهناك: كل عام وأنت بخير!

انه يوم ميلادكِ..

ميلادي !!!!!

وتظنّ أن لي ميلاد دونك؟!

زحفتُ باتجاه نافذة مفتوحة..

مطر غزير يبكيك ويبكيني..

إنه يوم ميلادي!

شكرا لغيابك! وشكرا للقدر الذي أهداني فجيعتي بك هدية كبرى!

وتباً لأيامي جميعها دون وجودك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟