الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش مؤتمر الحوار العربي - الايراني ببيروت

صافي الياسري

2018 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


على هامش مؤتمر الحوار العربي – الايراني ببيروت
** هل من ملتقيات بين الطرفين بعيدا عن هيمنة السياسة ؟؟
صافي الياسري
جهد محمود الجمع بين مفكرين وباحثين ومثقفين عرب اغلبهم من اللبنانيين ،ومثقفين وكتاب وباحثين ايرانيين ،ولن نسال هنا عن التوجهات والانتماءات السياسية والهويات الرسمية للطرفين فالمرمى هنا هو خيط المصالح الرابط بين الطرفين ، الذي يمكن تلخيصه في السؤال التالي – ما الذي يمكن ان يقدمه العرب او قدموه للايرانيين والعكس من ذلك ،وفي رايي ان مجرد طرح مثل هذا السؤال يعني القفز الايجابي على ما تطرحه السياسة من محبطات بين البلدان العربية وايران الملالي التي توجهت منذ اسس خميني نظامه على مسالك الهيمنة والالحاق والاستحواذ على هذه البلدان وشعوبها ، بانتظار المتغيرات التي نرى على خلفية الانتفاضة الشعبية الايرانية العارمة، راهنا ، انها تسير نحو تشكيل ايران جديدة ،ايران تعنى بالمصالح المتبادلة مع العالم العربي ،والتعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي، بندية، وبروح من القبول والتضامن والمشاركة في رسم المستقبل وتخطيط المصير عبر جسور صالحة ومتينة وقادرة على الاحتمال والتجاوز والعبور ،وعلى وفق هذه الرؤية انعقد في بيروت “المؤتمر الحواريّ بين العرب والإيرانيين”، تحت عنوان “نحو مستقبل مشترك- الأمن والاستقرار والتعاون”، بدعوة من المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق وبالتعاون مع الجامعة اللبنانية، ومركز باحث للدراسات. وقد تناول المحاور التالية: الدولة الوطنية، وإشكالية الاستقلال، والشراكة، وتماسك الهوية، والعلاقات الإقليمية من التوازن إلى الشراكة الواسعة، الأدوار والمشاريع الدولية في الإقليم وكيفية مقاربتها، والتهديد الاسرائيلي للقضية الفلسطينية وأهمية التعاون الاقليمي لمواجهته، ووضع استراتيجية مشتركة لمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، وكيفية دعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.

تحت هذا العنوان، أكد الباحث سعد محيو
ان العرب استفادوا من انسحاب ايران الشاه التي كانت متحالفة مع اسرائيل من هذا التحالف وان كانت هناك ماخذ اخرى على ايران الملالي في علاقتها بالفلسطينيين ”.
كما ان “إيران خسرت في الداخل العربي بسبب تدخلاتها غير المقبولة في الشان الداخلي للبلدان العربية ، حيث تتعرض يوميا لضغوطات قاهرة اضطرتها للمواجهةالعسكرية وان بالنيابة من خلال الميليشيات التي اسستها وجندت لها ومولتها ووضعتها على سكك اجانيدها كما هو الحال في سوريا ولبنان والعراق واليمن ،، فالايرانيون يعملون على التمدد الاستراتيجي، خاصة ان قوتهم التفاوضية مع اوروبا لا باس بها . ولكن الضغوطات الداخلية المتمثلة في التحركات الشعبية تسأل عن اهمية النفوذ الاقليمي مقارنة بالقدرات الموجودة لدى إيران. ولا يمكن نسيان موقف السعودية من ايران، والاقصاء الدولي لها عبر خفض سعر برميل النفط، رغم ان السعودية نفسها قد تأذت، لكن ليس بالمقدار الذي تأذت فيه ايران ذات الـ90 مليون نسمة، مقابل 20 مليون سعودي”.
كما “كان لافتا عدم تعاون الحركات الاسلامية السنيّة مع ايران، كما ان الغرب وقف بمواجهتها، وبالاخص الولايات المتحدة الاميركية ، ولم يتوقع الايرانيون ان يحاربهم العرب بعد سنتين من تسلمهم النظام في حرب دامت 8 سنوات. وربما يعود السبب الى العامل المذهبي والانشقاق المذهبي التاريخي”.

وحول استفادة إيران من العرب اوالعكس، يقول محمد حسين الحاج، رئيس المجمع الثقافي الجعفري وخريج حوزات قم المقدسة،
كما اوردت الكاتبة سلوى فاضل عنه لموقع جنوبية :ان “العرب استفادوا كثيرا من ايران، حيث يمكن القول ان ايران لعبت دورا مهما في قمع الجهات التكفيرية الموجودة في العالم العربي، والوقوف امامها بشتى السبل. كما غذّت إيران ثقافة المواجهة ضد العدو الاسرائيلي لدى بعض القوى والاحزاب. وهذا يُعد من أهم انجازات إيران. فسياسيا بعد الملك فيصل، والرئيس جمال عبدالناصر، لم تكن هناك طروحات جدّية في مواجهة اسرائيل، حيث عملت ايران على ترسيخ ثقافة مواجهة العدو في لبنان وفلسطين
بينما راى اخرون ان مواقف ايران في هذا المضمار كانت شكلية استعراضية ويضربون الامثال بالعلاقات الاقتصادية السرية القوية بين اسرائيل وايران وكذلك علاقات التسليح كما ثبتت فضيحة ووتر غيت اثناء الحرب الايرانية – العراقيه ”.
هذا من جهة، اما “من جهة الاستفادة الايرانية فان طهران استفادت من خطوة مواجهة اسرائيل والجهات التكفيرية حيث اصبحت رأس حربة في المنطقة مما جعل اصدقاء اسرائيل يحسبون ألف حساب لإيران خوفا من توسعة هذه الأطر في اوروبا وغيرها من البلاد بينما لم تابه لها اسرائيل لانها تعرف حقيقتها ”.
كذلك استفادت ايران من لعبها ورقة محاربة داعش للتغلغل تدخلا في شؤون العراق وسوريا ولبنان والامتداد الى اليمن والبحرين والسعودية واورد المناظرون العرب تصريحات عديدة لمسؤولين ايرانيين حول هيمنتهم على القرار في بغداد ودمشق وبيروت وكلنا نتذكر الازمة التي نشبت على خلفية تدخلات ايران في بيروت والتي ادت الى استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ”.

بالمقابل، يقول
المحلل السياسي الايراني مجيد مرادي ، ”: “المشكلة الرئيسية في العلاقات الثقافية بين إيران والعرب هي سيطرة السياسة عليها حيث يبدو من شبه المستحيل عقد أي حوار بين إيران الثقافة والعرب الثقافة. ذلك لأن المؤسسات الدراسية والمراكز الأكاديمية في العالم العربي وإيران لا تقوم في الأغلب الأعم بأي نشاط مستقل عن إرادة السلطة السياسية لأنها أساسا جزء من الحكومة، وأما غير الرسميين فلا حول ولا قوة لهم”.
ويلفت المحلل السياسي الايراني، الى انه”يترتب على الوضع الحالي أن نرى الجامعات ومراكز البحوث والباحثين لا تتمكن من أداء دورها بينما العاملون فيها يشكّلون الفئة المثقفة المطلوبة للحوار . وعندما تتحول الثقافة والحوار الثقافي الى أداة بيد السياسة، نصل الى مرحلة تأخذ الحوارات الثقافية فيها صورة كاريكاتورية بسبب غياب الآخر فيها لأنه لا معنى للحوار مع الذات، وأن الحوار يجب ان يكون مع آخر مختلف ومغاير ومعارض. ان العالم العربي وإيران يعيشان اوضاعا وتحديات مشابهة ثقافيا واجتماعيا تتطلب التفكير المشترك والتدبير المشترك والحوار الجدي بينهما”.
ويؤكد مرادي، بالقول”على سبيل المثال مشكلة التطرف الإسلامي هي مشكلة ثقافية قبل ان تكون سياسية، والقضاء عليها يتطلب مشاركة الجميع وخاصة الإيرانيين والعرب. ومشكلة الطائفية والمذهبية والتطرف المذهبي ليست سياسية بقدر ما هي ثقافية”.
ويختم “طالما تخضع الثقافة للسياسة، فلن يترتب على تلك الحوارات الرسمية الرتيبة والشكلية أثر ملحوظ. ان الطريق الى الآخر الثقافي فيما يخصّ إيران والعرب مسدود في ظل الأوضاع الراهنة”.
فهل تتآلف الثقافتان معا، خاصة ان الاسلام يجمع بينهما؟ وهل تتحاور الانظمة من أجل تسهيل حوار الثقافات؟ وهل ان السعودية الوهابية ترغب بفتح خط حواري مع ايران الشيعية؟ وهل تسعى مصر الى تطوير العلاقات السنية – الشيعية؟
في الحقيقة ان الحوار العربي الايراني لم يجب على تلك الاسئلة والعديد الاخر منها بسبب طغيان السياسة على الحوار الذي اريد منه كما ذكرنا القفز الايجابي عليها .
كذلك اهمل المتحاورون اطروحتي حول تخطيط سلطة التعليم الايرانية تمرير المناهج الدراسية الايرانية الى المدارس والجامعات العربية ،حيث اعلنت انها تخطط لتاسيس فروع لجامعات ايرانية في عدد من المدن العراقية،وعلى قدر ما يرى بعضهم انها خطوة قد ترتقي بمستوى التعليم الجامعي في العراق ،يرى اخرون على خلفية الفكر الخميني تصدير الثورة الخمينية الى العراق وترسيخ ولاية الفقيه العراقية وايديولوجيتها المستنسخة من ايديولوجية ولاية الفقيه الايرانية ان الهدف من نشر الدراسات الجامعية الايرانية وبرامجها يهدف الى مسخ الكيان التعليمي الجامعي العراقي واستبداله بالبرامج والمناهج الايرانية. وفي رايي ان فشل ايران في كسب ثقة العراقيين له دوره الاساس والفاعل في انهيار الحوار الثقافي العلمي والسياسي والاجتماعي بين البلدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يستطيع بايدن ان يجذب الناخبين مرة اخرى؟


.. القصف الإسرائيلي يدمر بلدة كفر حمام جنوبي لبنان




.. إيران.. المرشح المحافظ سعيد جليلي يتقدم على منافسيه بعد فرز


.. بعد أدائه -الضغيف-.. مطالبات داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب ب




.. إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية وتوسع استيطانها في الضفة الغ