الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهجد مؤمن أضاع ميقاته

يحيى نوح مجذاب

2018 / 1 / 21
الادب والفن



المقدمة:
الأفكار المتزاحمة في تلافيف المخ – بيولوجياً – والمتصارعة في أتون النفس – سيكولوجياً – قد لا تجد طريقها إلى خارج الذات بنمطية مألوفة من صياغة للكلمات وترتيب للجمل وفق معايير صنّاع الكلام القدماء والمحدثين بل ستنسكب على الورق بهيأتها المصوَّرَة كما هي دون أن يكون بالحسبان شكل الإدراك للمتلقي، أنها التلقائية – حيث سيل الكلمات يندفع من عمق اللاوعي دون مُحدِّدات والقلم يخربش على الطرس حراً دون قيود.

النص:
صلةُ العبد الانسان، الآدميّ المخلوق مع خالِقه...
آصرةٌ لكائنٍ بشري مع جبروت الطاقة المبدعة المطلقة الخلّاقة الواحدة، موجدة الأزل، صانعة الأبد.
خيطُ إيمانٍ متين توثِقُهُ طقوس عبادة كرّرها المؤمنون من وراء حُجُب وصدعوا بها في الفيافي والقفار.
كلماتٌ رشيقة ممتدة، جهورية، مضمومة خلفَ شفاه مُتَبَتِّلة..
خافتة مُهَمْهِمة ذات جَرسٍ سحري طافح بعظمة السماء.
حركاتٌ هائمة في الأسحار، وآناء الليل، وأطراف النهار، و ما بين الآجال. إيماءاتٌ وأيقونات مكنونة تجاوزت الروتينَ المستنسخ لمجاميع البشر المقلّدين .. عمياناً، صمّاً، بُكماً، لا يَفقهُونَ تسبيحاً.
هذه الصلة الممتدة بخيطِ عنكبوتٍ واهٍ، لكنه فولاذي النزعة والمتانة في عُرف الفيزيائيات الكونية؛ نيوتينية، أنشتاينية، وكوانتمية ( نسبة إلى نظرية الكم ) .. نظرياتُ عصرٍ غاب عن إدراكها مولعو الهواتف الجوّالة الحاشرين أنوفهم في عوالم افتراضية صنعها العباقرة وتورّط بها رُعاع البشر، أولئك الداسِّين أعيُنهم في شاشات العماء الأخرس حتى سرقت بصائرهم من مشرق الكوكب حتى مغربه - خيط لا تقطعه سكين شك أو خنجر بلاهة، إن كانت في رقدة من شُرُك مدلهمة نصبتها فخاخ العابثين. لكن لا مناص، ولا غرابة أن ينفرط العقد اللؤلؤي الطافر نحو سحابات الدجى الأشقر، اللامع بومضات الحق المبين، المجبول بزعيق الرعود وضربات أسواط البروق حين يغرس الشك أنيابه في جسد اليقين.
ليس كل شيء يقبع في زوايا الإدراك او خفايا المعرفة المحضة سادراً في مبعث الأنوار بخطط آدمية مطلسمة المضامين والزوايا حيث الأهداف النبيلة والشائكة والمنبسطة والمستعصية على روّاد الألغاز ومُفككي نبوءات الأقدار والطلاسم، فجسامة المعارف، واستبصار الحقائق المكتشفة بتلافيف أدمغة النخبة من بني الإنسان الراقي لا تمثل رقماً أمام لانهائية الحقائق التي لن تضمها لغة او تحصيها مادة أو موجات، حتى لو نُقشت على أسطح الكواركات المتناهية الصغر.
هدنة فرضت نفسها، ووقفة استذكار عجلى لفداحة الأحداث المُلمّة بكل الخطوب. الآن
كل شيء متوقف ساكن متوهج أزرق، فحتى مُتع الإيمان تتلاشى للحظات زمن، أو حتى دهوره، فعندما يجتاح كيانك المتراصّ المَسُود منذ النطفة الأولى لخليق الله المبهمة العميّة عن التفسير يجتاحك الأسى بفضاء الآثام فلا مناص إذاً من إقفال الأجفان الذابلة المتهدِّلة فوق كتل الجلد المتغضن زمناً، والقلب المتورم المكلوم من منظومة الأخلاق وسحرها، حتى يُعاد تنظيم الأشياء في خلق جديد برؤى لعقائد مزخرفة لن تصمد طويلاً أمام متاهة الانفجار العظيم.
أُحجية حان وقت قطافها لتبتلعها الأقدار العجلى في شبح الآفاق ويبقى الفرد واحداً وحيداً يستقصي دوماً مبعث وجوده، وديمومة متعه، وسراب سعادته في رحلة الوجود المتعرج المتعثر بمسارات حقائق مبهمة، هي أبعد عن فطنته من دكانة الثقب الأسود أو في إفنائه في المادة الكونية المضادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا