الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نسير في طريق تدمير شعبنا وقضيتنا بايدينا

محمود الشيخ

2018 / 1 / 23
القضية الفلسطينية



جاء قرار سيد البيت الأبيض ليفيق الذين كانت كل بيضاتهم في سلة امريكا ودول الخليج،ويعتمدون عليها بل ويراهنون على امريكا ودول الخليج خاصه السعوديه،لهذا نظمت معهم ارقى العلاقات وامتنها،بهدف الوصول الى حل مرضي للمسألة الفلسطينيه،فجاء قرار ترمب مخيبا لأمالهم وعنوانا لصفقة القرن التى ضجت الصحف ومن يدين بالولاء لأمريكا بالحديث عنها،وبالرغم كانوا ينبهوا الى هذه النتيجه لكن املهم كان كبيرا في امريكا وادواتها في المنطقه، في الوقت الذى كان يقال لهم ان امريكا ( كالحيه ما بتنحط في العب ) لأنها اي لحظه يمكنها لدغك اذا لم تدلغك دون علمك.
ان قوة الضربه التى وجهها ترمب للفلسطينين والعرب تحديدا قوية جدا،فهزت اجيال وفئات حزبيه ومجتمعيه وكل ذي ضمير،وجاء خطاب بنس نائب الرئيس الامريكي امام اعضاء الكنيست ليؤكد ان لا فرق بين امريكا واسرائيل في الأهداف واكد على ان اخلاقهم واحده واهدافهم واحده وتطلعاتهم واحده،واسرائيل من جهتها اكدت بالممارسه العمليه على سياستها التوسعيه في قرارات الضم وفرض السياده على المستوطنات القائمه في الضفة الغربيه،واصدرت ايضا قرار اعدام لمن يقوم بعمل ضد اسرائيل،واعلنت اسرائيل كذلك عن عشرات الاف الوحدات الاستيطانيه،وزادت من اجراءاتها التعسفيه بحق الناس في البلاد واعمال القتل والاعتقال،واعتبرت ان وقوف امريكا معها يغطي سلوكها ويحميها ويعطيها الحق في استباحة البلاد دون خوف من قرارات لا دوليه ولا غيرها،خاصه وان الوضع العربي يبشرها بتفكك عربي واسع وادارة ظهر وخيانه ايضا فدول لا اقول جميعها بل معظمها لا يرى في اسرائيل عدوا لها من جهه ولا يرى فيها مغتصبه لفلسطين،ولسانه يتمتع بوقاحة في انكاره لملكية الشعب الفلسطيني لفلسطين وينكر على شعبنا دولته من بعض الكتاب وهو نتيجه طبيعيه لخيانة الزعماء وخيانتهم تشجع هؤلاء على تماديهم حتى وصلت مرحلة ان يقوموا ليس بزيارة اسرائيل فحسب وفي لحظة صدور اعلان ترمب لقراره المشؤوم بان القدس عاصمة دولة اسرائيل،بل قيامهم بتطبيع علاقات بلادهم وبعض الشرائح الإجتماعيه مع اسرائيل كالبحرين مثلا او السعوديه التى لا تفكر بغير اقامة تحالف خليجي مع اسرائيل لمحاربة ايران وكأن ايران هي من تحتل البلاد العربيه وتعتدي عليها وتغتصب فلسطين وتقتل وتسجن شبابه وتصرف مئات المليارات من الدولارات على حروب امريكا في اي مكان في العالم في الوقت الذى تترك شعبها جائع ومتسول ففي السعوديه هناك 25% من القوى العامله عاطله عن العمل،غير الازمات الاجتماعيه الحاده التى تعيشها السعوديه،وال سعود لا يدركون اهمية انقاظ بلدهم من ويلات الأزمات منها البطاله والطلاق وارتفاع نسبة الأميه في البلاد،وانتشار العوز الفقر،ويعتقد عامة الناس ان الشعب السعودي يعيش في رغد من ارتفاع دخل السعوديه بمليارات الدولارات من منابع النفط المنتشره في طول البلاد وعرضها،انما ما لا يعرف الناس ان تلك المليارات تذهب اما الى جيوب ال سعود من الأمراء،او لتغطية حروب امريكا في العالم،او لرشوة هذا النظام او ذااك بناء على توصيات امريكيه اما لحرف ثورة او نظام او لتفتيت شعب وضرب نظام كما يحصل في اليمن وفي العراق وسوريه وليبيا،انها اموال تدميريه بكل اتجاهاتها اينما ذهبت.
ولو عدنا الى الوراء لوجدنا ان السعوديه كانت سببا في وقف اضراب الشعب الفلسطيني سنة 1936 عندما طلبت منها بريطانيا التوسط لدى القياده الفلسطينيه في حينها لوقف الإضراب مع استعدادها بخبث سياستها لتحقيق المطالب الفلسطينيه،ولم يحقفق منها شيئا،ثم عدم وقوف كل العرب مع شعبنا الفلسطيني سنة 1948 او عند صدور قرار التقسيم سنة 1947 بل كان العرب شيئا لم يعنيهم وكذبا الادعاء بدخول قوه عربيه لمنع تقسيم فلسطين او لمنع اقامة دولة ااسرائيل او لمساعدة ثوار فلسطين انما دورهم كان اما منع الثوار من القيام باي عمل ضد العصابات الصهيونيه او تجريد الثوار من السلاح،يعني انهم قدموا مساعده للعصابات الصهيونيه اولا في توسيع مساحة دولة اسرائيل اكتر من المساحه التى قررتها الامم المتحده والبالغه 56% ما قررته االاامم االمتحده ، وشجع موقفهم هذا العصابت الصهيونيه على القيام بمذابح لاجبارهم على الهجره وترك فلسطين،هذه اهم اسباب هزيمة شعب فلسطين عام 1948 وهناك اسباب مهمة اخرى تتعلق بالقيادة السياسيه حينها اولا الإنقسام الذى عكس نفسه على جسم الشعب الفلسطيني بين حسيني ونشاشيبي يعني غياب وحدة الصف الوطني وبالتالي غياب استراتيجبه سياسيه موحده وواعيه،غير حالة الفوضى التى سادت في صفوفها وصفوف شعبنا في حينها مما دفع الناس للهجره مع غياب قياده ناظمه للناس تمنعهم من الهجدره بفعل الجرائم التى ارتكبتها العصابات الصهيونيه بهدف دفع الفلسطني للهجره ،ثم تنظيم علاقه مع الحركة النازيه بدل تنظيمها مع الشعوب االعربيه ومع حركات التحرر في العالم للاستناد لها،ثم ان الحكوماات العربيه هي الأخرى لعبت دورا للحؤول دون قيام الشعب الفلسطيني ببناء دولته في االمناطق التى خصصتها الأمم المتحده لدولة فلسطين،من خلال ضم الأردن للقسم الشرقي من فلسطين التى اصبحت تسميتها بعد قرار الضم القسري لامارة الاردن ليصبح بعد ذلك المملكه االاردنيه الهاشميه بضفتي النهر،وقطاع غزه خضع للوصاية المصريه فبدلا من مساعدة الشعب الفلسطيني في اقامة دولته وقفوا العرب سدا امام طموحه ومنعوه في اجراءاتهم من اقامة دولته،بل واعطيت اسرائيل نسبة اعلى من النسبة التى منحتها الامم المتحده لدولتها من (56% الى 78% ) وبذلك حالت دون قيام دولة فلسطين ثم لم يمنعوا العصابات االصهيونيه من ارتكاب المجازر بحق ابناء شعبنا في (531 ) قريه دمرتها اسرائيل في العام 1948 وارتكابها مجازر ديرياسين وقبيه وكفر قاسم وغيرها من المذابح،ولا زال العرب هم هم لم يتغيروا،وليس من المأمول ان يتغيروا وشعبنا يقف وحيدا في معركته اليوم سواء في مواجهة قرار ترامب نقل سفارة بلاده الى القدس او اعلان القدس عاصمة لإسرائيل ،ايضا كما يريد سفيرها في تل ابيب اعتبار الضفة الغربيه ارض ليست محتله وسيطالب وزارة الخارجيه الامريكيه بالتوقف عن استعمال كلمة محتله في مراسلاتهم،يعني منح اسرائيل ليس القدس فقط بل كامل الضفة الغربيه،مع منح الفلسطينين فقط حكم ذاتي في كانتونات ،موزعه في الضفة الغربيه ،وتعتبر امريكا انها منحت الشعب الفلسطيني الفردوس من خلال الحكم الذاتي،مقابل نشوء تحالف عربي اسرائيلي لمحاربة حزب االله وايران، فكل التصريحات والتصرفات الاسرائيليه لا تعيرها الدول العربيه الحد الادنى من الاهتمام،وكأن الامر لا يعنيهم بل بعضهم يعرف جيدا ما تعده امريكا في صفقة القرن ويساعدها بل يقوم بضغوط هائله لتسويق صفقة القرن رغم معرفته بانها مؤامره كبرى على القضية الفلسطينيه تأبد احتلال اسرائيل لفلسطين وتمنحه كل فلسطين وتمنع الشعب الفلسطيني من سيادته على ارضه ومن دحر الاحتلال الاسرائيلي،وللاسف لو كان للعرب كرامه لفرضوا على امريكا الحل الذى يريدون من خلال اجراءات سياسيه تجبر امريكا واسرائيل على ترك االضفة الغربيه بما فيها القدس لكن البعض منهم يعترض على قرار ترمب لكنه يخاف توقف المساعدات الماليه التى تقدمها امريكا لدولته فمثلا لاردن يعترض على االقرار وقدم اعتراضه في لقاء بنس لكن في نفس الوقت بحثوا مع بنس المساعدات الماليه المطلوبه للاردن،هذه الموقف لن يمنح الاردن قوة في موقفها الرافض للقرار الاردني ويظهر ذلك من خلال اولا موافقة اسراائيل على تنفيذ القانون في محاكمة ضابط الامن في سفارتها في عمان وايضا تعويض من استشهدو على يده وعلى يد الجندي الاسرائيلي على الجسر،قبل سنتان،ثم بنس طمن الاردن في لقائه مع الملك بان صلاحيات الاردن ووصايته على المقدسات في القدس ستبقى قائمه لن يعتدى عليها،تؤكد هذه المواقف سعيها لرشوة لاردن من اجل ابعادها عن الموقف الفلسطيني،او خلق خلخله في موقفها،والموقف المصري لا يقل ميوعة عن مواقف باقي الدول العربيه،ويعني هذا ان الشعب الفلسطيني يقف وحيدا في معركته هذه،مما يطرح علينا وعلى قوانا السياسيه هل نحن مستعدون لخوض المعركه ام اننا نقوم بجعجعه على طول البلاد وعرضها دون القيام باجراءت عمليه لشحذ الهمم وتجنيد الكل الوطني لخدمة نضال شعبنا،لن يكتب لنا النصر وما حصل معنا في 1948 سيحصل معنا في العام 2018،فالكل الفلسطيني وبشكل خاص القيادات السياسيه يعرف جيدا جدا الشروط الواجب توفرها لتحقيق النصر ويعرف كذلك الاسباب التى تهزمه،ومع ذلك لا يعملون على توفيرها لماذا لا نعرف فالإنقسام يعرف الكل اهمية انهائه ومع ذلك يتم تعطيل الوصول الى انهائه،ثم ان وحدة الصف الوطني هي سر قوة شعبنا وصلابة جبهته الداخليه،وهذه غائبه ولا يستطيع احد الإدعاء بتوفرها كشرط لتأمين ،سبل النجاح فكل قوة تقوم بمفردها بالدعوه لفعاليات وطنيه بإسمها دون الأخرى،ففتح تقوم بالدعوه وحركة الجهاد تقوم بالدعوه والشعبيه تقوم بالدعوه،وكأن هؤلاء يعرفون ان دعواتهم المنفرده هذه هي تعبير كبير عن انشقاق او تفكك في صفوف الحركة الوطنيه مهما ادعوا بعدم صحة هذا القول،وهو ليس استنتاج بل حقيقه يلمسها كل مواطن من مواطني البلاد،فهل هي للتباري والتنافس ام انها لإثبات الوجود ام انها جهل لشروط النصر،ام ان البعض يعتقد ان بمفرده يستطيع تحريك الشارع فيها وتأمين شروطه ثم عدم حاجته للأخرين في معركة شعبنا،وهو تقزيم لدور الأخرين وعدم ايمانهم باهمية وحدة الصف الوطني في معركة شعبنا،وعدم اقتناعهم بالشراكه الوطنيه.
غير ذلك قرارات المجلس المركزي لم ينفذ منها شيئا بل بقيت في جوارير التنفيذيه او جوارير الرئيس،فماذا يعني ذلك غير عدم ايلاء اية اهميه للقرارات فلماذا دعي المجلس للاجتماع ان كانت قراراته ستبقى مجمده تحت رحمة القياده السياسيه،ثم تكرار الحديث عن اهمية المقاومه الشعبيه التى يقف على رأسها وحده القوى السياسيه ووحدة الموقف السياسي،ثم تعبئة الجماهير بما يتيح للحركة الوطنيه تنظيم نشاطاتها وتفجير طاقات القوى الشعبيه بما يسمح بتسميتها انتفاضه شعبيه،اما ما يجري اليوم في البلاد لا يمكن اطلاق صفة انتفاضه بل هبة هنا او هناك.
وما تقوم به القيادة السياسيه من نشاطات على المستوى الدولي لا يمكن لمس نتائج لها دون ان تكون البلاد بركان في وجه اسرائيل،من هنا فان ما يواجه شعبنا وبايدينا تدمير ذاتي وهزما للروح الوطنيه،واضاعة للدم الفلسطيني الذى ينزف في شوارع البلاد،ويتحمل مسؤولية ذلك القيادة السياسيه لتى اعتادت على التفرد واعتادت على اعتبار انها هي وحدها تستطيع النهوض بالمسؤوليات الوطنيه وتأمين انتصار شعبنا في معركته وهذا الشعور سيدمرنا مثلما دمرنا اتفاق اوسلو المذل فنحن لسنا سائرون في الطريق الصحيح بل في الطريق االخطأ لتى هزمتنا في تفاق اوسلو،واليوم اسلوب القياده هو استكمال له،فهل تسمعون ام ان اذانكم مغلقه لا تفتحونها لكلامنا،فقرار الإضراب هو تعبير عن عجز كافة القوى السياسيه في تدبير ادارة معركتنا مع الإحتلال وغياب قدرتها عن توفير الثقه اللازمه بين القوى والجماهير الشعبيه،الكل مسؤول عن الوضع الخطير الذى تمر به قضيتنا ولن يعفى احد من تحمل المسؤوليه رغم تفاوت نسبتها،واول المسؤولين الرئيس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع


.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟




.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش


.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟




.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم