الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورود نائحة

كمال تاجا

2018 / 1 / 24
الادب والفن


ورود نائحة

لا لم تلمح مروري
إلى جوارها بالفلاة
وأنا هارب بجلدي
من الهلاك
جراء شرود الذهن
من شدة ضراوة الحرب
ورود نائحة
وزعت رفيف عطرها
المرتجف من الخوف
بين أوكار الجرود
نتيجة القصف غير الودي
وبنيران دقيقة
على وهاد
مسقط رأسها
~
ولا هي شاركت
في الحرب
إلا برشرشة العطر النفيس
على المدن المهدمة
وقفزت فوق الأسطح
التي سويت بالأرض
لتسعف أنف
خف نبض قلبه
شارف على التوقف
من القهر
وبكسر العظم
فوق مدن الخراب
~
وغالباً عندما يسعون ورائك
يهدفون ما تحبه
يا وطني
~
حيث لم يتبقى
بيض لحمامة
في عش مهدم
~
ولا لم نعثر على قش
يحفظ زغب العصافير
من الاندثار
بالجو
~
حتى أخذت الزهور
تلطم وجه عبقها
في كل هبة ريح صاخبة
من الرمي الكثيف
بالرصاص الطائش
على ثراها الطيب
~
وهي التي كادت
أن تذيع
على الملأ ~ نبأ
بلوغ مدى
العطرالعظيم
كتحية
لسهول غنية
عن القصف
كانت تهم بالتصفيق
وبأكف من أريج
مع ألحان عذبة
من الزقزقة الرحبة
على أكتاف المحاصيل
~
هذا ولا انتبه أحدهم
إلى ما كانت تفعل
لمسة الطل
في حواري الشام
وهي تقوم بالتربيت
على كتف
النسيم العليل
~
وقد تركت الطبيعة الخلابة
باب الحقول
مشرعاً
لانتشار الضوع
وهو يهف
من بين أجمات الياسمين
وهي التي كانت تحيك
أثواب الشذى
التي تحف بك
ومن كل جانب
بالشام
~
حتى تتنعم ~ بشدو
أسراب الحساسين
وتحتفل بأعراس
أزواج البلابل
وهي تغرد
بالطرب الأصيل
~
مع مداعبة رفوف الشحارير
وهي تشقشق
بين قطوف
ثمار البساتين
~
و عندما كانت الحياة
الحرة الكريمة
تفرد جدائلها الليلكية
في كل محط سكينة
حتى تهاجم ضراوة
وحدتك
وأنت جالس على الشرفة
تسمع الحفيف
ولا ترى تصفيق الأوراق
على أغصان الشجر
~
حتى بت لا تسمع
تهليل الهديل
من حمام
يعود أدراجه
إلى أعشاشه
فوق الأشجار الباسقة
والتي باتت ضجرة
من خلو الأغصان
من زغب الزغاليل
~
وأنت أيها المواطن العفيف
ما تزال
ترهف السمع
لهتاف العبير
وتسمع زغاريد العبق
ومن فم الزهور الغائبة
عن الحضور
~
لتشيد قصور
من بعد نظر
على ارتفاع ~ طوابق
طوب
من طيوب
النسيم العليل
في رحابك
يا ِشـــــام
~
وحتى لا تبالغ
في تقدير حجم
المصالحة الوطنية
في عقد رباطك الأهلي
بمواثيق سمو
أعم فائدة
على رفاهية كل البلاد
والعباد


كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف