الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة الكفيل وتفريس العراق

حمزة الكرعاوي

2018 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لكل بلد هوية ، ولكل إنسان تحديدا جغرافية خاصة به ، لا يستطيع الإنفكاك عنها ، حتى وإن إبتعد عنها مسافة كواكب آخرى ، سيبقى حاملا لهذه الهوية و الجغرافية ، وستبقى هي حاملة له .
هناك جملة للشاعر اليوناني ( الاسكندراني ) كازاغي ، وهي في غاية الاهمية ، أنا شخصيا إستشهد بها في لحظات المأزق ، عندما أشعر أن هناك خلل يتصل بهويتنا العراقية ( إن كنت قد خربت حياتك هنا ، أينما تذهب تحمل خرابك معك ) .
وهنالك قاص أمريكا اللاتينية لديه جملة أيضا غاية في الاهمية صاحب كتاب الرمل ، يقول : القدر مكان .
قدرنا مكان وهو النفط والاضرحة التي سبقت النفط في مواردها التي تعادله ، ولولا هذا القدر والثروات لما قدمت إلينا عمائم مجهولة النسب ( آلهة ) ولا شركات الغرب .
اذا كان الامر هكذا لماذا كثير من العراقيين يتبرعون لشيطنة هويتهم العراقية ( إن كانوا عراقيين ) ؟.
العراقي لايمتلك غير الجغرافية العراقية المعروفة ، وبدونها سيبقى غريبا ، لاقيمة له مهما ملك من عقارات ، أو حصل على شهادات جامعية ، ولا يستطيع إلا أن يكون عراقيا أينما يذهب ، وهذا ليس خياره ، ولا يستطيع إختيار عراقيته بمزاجه ، لانها بنية عميقة ، والبنى العميقة لاتستطيع القوى الكونية تهشيمها ، تزول بزوال حاملها ، ولذلك كلما حاول بعض العراقيين ( بالاصل أو المتجنسين ) أن يغييروا من سلوكهم ، أن يظهروا بمظهر غير العراقي ، في النهاية ستكتشف وسيقرأك الاخر على أنك عراقي ، مهما تنكرت لهويتك العراقية .
ماهي مصلحة كثير من العراقيين ، يحاولون شيطنة هويتهم العراقية ، وفي النهاية خسارة كبرى ، لانه كلما حاول ( العراقي ) ان يستوعب الاخر ويفهم ( الخارج جغرافيته ) ويتمثل سلوكه ستكون النتجية الفشل ، والمقابل لايتحترمه ، الحقيقة أنك لاتستطيع الا أن تكون عراقيا ، وهذا لايعني الحد من عراقية البعض ، لكن هذه قراءة موضوعية .
الشيطنة تبدأ مدروسة أو لا ، علينا أن نستعيد وعينا ، ونعرف لحظتنا الراهنة ، ماالذي يحدث فيها ، الاسلام قد تمت شيطنته ، والعراق ليس عربيا ، وهذا ليس دفاعا عن احد أو قومية ، الحديث عما يدور في العراق .
اذا كان الاسلام تمت شيطنته ، وجعلنا ندفع الثمن على مدار الساعة كعراقيين ، واذا كان البلد ليس عربيا ، مالذي بقي في هوية العراقيين ؟.
والسؤال الأهم : ماهي مفردات هوية العراقيين ؟.
هل يستطيع العراقيون أن يفكروا حتى يصلوا إلى ما يحاك لهم ولبلدهم ؟.
أهم مفردتين من مفردات هوية العراقيين ، الاسلام والعربية ، والحديث هنا عن معطى ثقافي هائل ، بموجبه نحن عراقيون اليوم ، أي بالمعنى المتعارف والمتفق عليه بيننا كعراقيين .
وهناك فكرة ضمن مشروع الشيطنة ( مشروع سحق الهوية العراقية ) إفراغ الهوية العراقية من محتوياتها إلى الحد الذي نصل فيه أن تكون الهوية العراقية كيسا فارغا ، أي يأتي يستطيع أن يرمي فيها قاذوراته ، ويبصق فيها ، ويلفقها على أنها هوية العراقيين الجديدة ، ومن أساليب الشيطنة جعل العراقي يكره هويته الوطنية ، واذا ذكرها يشمأز منها ، لانها صورت له أنها ضد الدين .
جامعة الكفيل الايرانية ، تشترط على الدراسين فيها تعلم اللغة الفارسية ، والمعروف في جميع الدراسات الاسلامية ، تعتمد اللغة العربية ( نحوها وصرفها وبلاغتها ) .
الذين وراء تأسيس جامعة الكفيل الايرانية في العراق ، يتوفرون على مشروع تفريس البلد ، وهذه فكرة ( حسين الشهرستاني ) الذي طلب من طلاب الجامعات العراقية ، تقديم البحوث التي تثبت عدم عروبة العراق ، وتبنى هذه الفكرة محمد رضا سيستاني .
المسلمون أرادوا من الفرس أن يكونوا عبيدا لله ، فجاءونا آلهة تعبد من دون الله ( عباءة الله ، روح الله ، كفاءة الله ، عصمة الله ووووالخ ) .
المشروع الايراني معلن ، ويلتقي مع المشروع الصهيوني في تجريف العراق ، وتهشيم هويتنا الوطنية ، والقادم اسوأ ، لان الايراني والصهيوني بمساعدة امريكا يحاول ان يزيل حامل الهوية العراقية ، عن طريق تنفيذ مشروع الابادات الجماعية ، تماما كالذي حدث للهنود الحمر عندما تمت إزالتهم من قبل المستوطنين الاوربيين الذين إستولوا على وطنهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة