الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصخصة المظاهرات في العراق

حمزة الكرعاوي

2018 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الاحتلال الامريكي ليس هو إجتياح الجيش العراقي الكويت ، ولا هو الأزمة الخليجية ( بين قطر والسعودية ) ، إحتلال مدروس بدقة ، له أدواته داخل العراق وخارجه .
فقط في وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاكون ) 35 ألف عالم في جميع الاختصاصات ( السياسة وعلم السلوك والاجتماع والنفس والاقتصاد وووالخ ) ، وفي مدينة ديترويت جنوب أمريكا ، يمثل عراقيون المشاهد أمام الجنود الامريكان الذين كانوا يستعدون لإحتلال العراق عام 2002 ، فيما يسمى ( القرى العراقية في أمريكا ) لتمكين الجندي الامريكي كيفية التعامل مع عادات وتقاليد العراقيين .
صرح وزير الدفاع الامريكي الاسبق ( دونالد رامسفلد ) : لدينا الكثير من الصحفيين والاعلاميين ، يشتغلون معنا ، نعطيهم الاخبار والمقالات ليخرجوها للعراقيين مقابل المال .
وكان الطابور طويلا أمام البنتاكون ، عراقيون يتوسلون الامريكان من أجل توظيفهم كمترجمين مع الجيش الذي يحتل بلدهم ، يحملون فتوى من مرجع النجف الاعلى تسمح لهم دينيا العمل مع الجيش الامريكي في العراق .
هناك صحف ( عراقية ) ممولة من البنتاكون ، والاعلام في العراق المحتل كله طائفي تابع لأحزاب دينية ، المواقع الالكترونية أغلبها تسيطر عليها جهات تشتغل لصالح الخارجية الامريكية ، لا يمر خبر أو مقال الا ويطلعوا عليه ، لتمريره إذا وافق مشروع الاحتلال وإلا فلا ينشر .
من أدوات الاحتلال الامريكي المرجعيات الدينية التي تفتي لصالح المحتل وصندوق النقد الدولي وشركات النفط الغربية ، وكذلك ما يسمى منظمات المجتمع المدني التي أسسها بول بريمر ، وهي تخليق المحتل لضبط إيقاع المظاهرات تحت سقف الاحتلال ، وعدم خروجها عن عباءة المرجعية الدينية .
المجتمع المدني في العراق إكذوبة ، التمدن يعني التحضر ، وينتج هذا أحزابا تقود العمل السياسي في البلد ، وهو غير موجود ويفتقر العراق للاحزاب السياسية ولمنظمات مجتمع مدني حقيقي .
الخصخصة الامريكية في العراق اصبحت في كل شيء ، حتى الهواء يسيطر عليه الاحتلال ، وكذلك الاجواء العراقية ( من 24 الف قدم حتى الارض ) تحت السيطرة الامريكية ، وما فوق ال 24 الف قدم فما فوق ذلك للعراقيين .
الذي نريد تسليط الضوء عليه في هذا المقال هو خصخصة المظاهرات من قبل ما يسمى منظمات المجتمع المدني التي تقود المتظاهرين ، وتضبط إيقاعهم مع مسطرة المحتل وعدم السماح لهم بالخروج من عباءة المرجعية الدينية .
منظمات المجتمع المدني التي خلقها المحتل الامريكي في عهد بريمر ، تطلب من العراقيين الذهاب الى مسرحية اللإنتخابات التي يريدها الامريكي والايراني ، وتمت خصخصة المظاهرات في مطالب معينة ، مثل رفض خصخصة الكهرباء .
بينما المطلب الحقيقي في العمل السياسي لأي نظام ديمقراطي هو إسقاط الحكومة إذا اخفقت أو فشلت ، فما بالكم بنظام محاصصة طائفي جعل عنوان العمل السياسي في العراق كله فساد وسطو ، وقضاء على منظومة على القيم والاخلاق ، والمتاجرة بالمخدرات .
إسقاط الحكومات في البلدان الديمقراطية ( اذا كان العراق منها ) حق طبيعي للشعوب ، وتغيير النظام السياسي مطلب شرعي ايضا .
ما يجري في العراق هو مشروع إحتلالات مركبة ، أخطرها الاحتلال الديني لعقول البسطاء ، ومن يظن أن في العراق عملية سياسية فهو واهم ، ومن يظن أن الامور في العراق بإنتظار صوت الناخب العراقي عليه أن يعيد حساباته .
كل شيء يخضع لخصخصة المحتل وأدواته وأهمها المرجعية الدينية .
بالامس القريب خرج علينا وكيل المرجعية في البصرة ( محمد فلك ) يعلن أن سفينة العراق قد غرقت .
ولم يسأله أحد من اغرقها غير المرجعية الدينية التي باعت العراق ب 200 مليون دولار لجيش امريكا ، حسب ماجاء في كتاب رامسفلد ( المعروف وغير المعروف ) ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة