الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا ومعارك إدلب وعفرين

زياد عبد الفتاح الاسدي

2018 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد التقدم السريع للجيش السوري وحلفائه في ريف حماة الشمالي وحلب الجنوبي والريف الجنوبي الشرقي لادلب, مع انهيار ملحوظ لدفاعات الجماعات المُسلحة, وسيطرة الجيش السوري مُؤخراً على مطار أبو الضهور العسكري بأهميته الاستراتيجية البالغة لمعركة تحرير مُحافظة إدلب من الجماعات التكفيرية المسلحة بقيادة جبهة النصرة .. بدأت القيادة التركية تشعر بالقلق والارتباك, وقرر أردوغان وسط غموض للموقف الروسي والايراني ارسال تعزيزات عسكرية هائلة عبر الحدود السورية للبدء في معركة عفرين بمشاركة العصابات المُسلحة وقوات درع الفرات المُوالية له والمُباشرة بتنفيذ تهديداته السابقة بضرب وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية في منطقة عفرين بحجة حماية الامن القومي التركي من ما يُطلق عليه " الجماعات الارهابية الكردية " في الشمال السوري ..... وهنا يبدوا أن الهدف الرئيسي من بدء الهجوم التركي على منطقة عفرين لا يقتصر فقط على ضرب وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديمقراطية , بل يمتد في أهدافه أيضاً الى تعزيز الحضور العسكري التركي في الشمال السوري وتأمين الدعم الميداني لفصائل الجماعات المسلحة في محافظة ادلب وريف حلب الجنوبي والغربي التي تتراجع أمام الهجوم الساحق للجيش السوري وحلفائه ... وكذلك استخدام بعض هذه الفصائل كحركة أحرار الشام ونورالدين زنكي وفيلق الشام والسلطان مراد وبعض الفصائل المنضوية تحت ما يُسمى بالجيش الحر للمُشاركة في معركة عفرين .. إضافة الى تقديم الدعم الميداني والاستخباراتي من وراء الستار للفصائل الجهادية التكفيرية التي تُقاتل الجيش السوري وعلى راسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) والحزب الاسلامي التركستاني وبقايا داعش في إدلب وبعض الفصائل القاعدية التي تشكلت مُؤخراً كجيش البادية وجيش الملاحم ...الخ .
وفيما يدعي أردوغان بأنه سيُنهي معركة عفرين في وقت قصير, تُشير الدلائل ان المعركة مع مُقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية لن تكون نزهة سريعة للتدخل العسكري التركي والفصائل المُسلحة التابعة له .... وقد يتورط الجيش التركي في حرب استنزاف طويلة مع المقاتلين الاكراد في الشمال السوري الذين يملكون خبرات عسكرية وتسليح مُتطور وقدرات قتالية عالية ...... ولكن مع ذلك يبقى الهجوم التركي على منطقة عفرين يُشكل خطراً لا يُستهان به على الفصائل السورية الكردية المُسلحة وقد تتصاعد المعارك القتالية والقصف الجوي على عفرين على نحوٍ خطير بحيث تضطر وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية للاستعانة بالجيش السوري لاحقاً , ليس لتقديم الدعم والتسهيلات الميدانية للمقاتلين الاكراد , بل لدخول الجيش السوري الى عفرين للوقوف بحزم بوجه التدخل العسكري التركي والتصدي لغارات سلاح الجو التركي على عفرين والقرى والمناطق المُحيطة بها , لا سيما مع إقتناع وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية أن الولايات المُتحدة قد خذلتهم في مواجهة الهجوم العسكري التركي, وأن تحالفهم مع الولايات المُتحدة لن يوصلهم الى نتيجة في تحقيق طموحاتهم في كيان كردي انفصالي ... وهم يعلمون الآن جيداً أن الجانب الامريكي لا يسعى سوى الى تقسيم سوريا وإضعاف الدولة السورية ونشر الاقتتال بين أبنائها في الوقت الذي فشلت فيه الولايات المُتحدة بالكامل في لجم التقدم الهائل للجيش السوري في مختلف مناطق الجغرافيا السورية , والذي ترافق مع التراجع المُتواصل للنفوذ السياسي والعسكري للولايات المُتحدة فيما يجري على الارض السورية .... وهنا لا بد للقيادات السياسية والعسكرية لوحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية من تصحيح مسارهم السياسي والعسكري الخاطئ في الوقوف مع الجانب المعادي للدولة السورية .. وعليهم بالتالي أن يُنهوا تحالفهم مع الولايات المُتحدة التي تُشجعهم على تبني مشروع الانفصال عن سوريا , والعودة الى حضن الدولة السورية والكيان السوري في تعدديته العرقية والمذهبية ... وعليهم أن يعلموا جيداً أن فرصهتم الوحيدة للحصول على أي شكلٍ من أشكال الادارة الذاتية التي تضمن لهم حقوقهم التعليمية والثقافية لا يُمكن أن تتم سوى في إطار الدولة السورية المركزية القوية التي إحتضنت سابقاً ولم تزل تحتضن العرب والاكراد والآشوريين والارمن والكلدان والسريان والشركس والتركمان والشيشان والداغستان وغيرهم من القوميات المشرقية الشقيقة في هذه الفسيفساء السورية الرائعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع و ليعي السذذذ ج سياسيا!
علاء الصفار ( 2018 / 1 / 25 - 21:41 )
تحية طيبة
االيوم يجب يغي الاكراد حقيقة استغلالهم! تدمير الشعوب العربية بالقصف بحجة الدكتاتور كان خرافة ووهم سياسي ركض ورائه المضللين وللاسف تبنهاه بعض الاحرار من ذوي النوايا الطيبة! للاسف لم يع البعض معنى الامبريالية وغزو العولمة! فالاكراد الاحرار اخذهم الوهم بان ضرب الدول العربية وجلب الفوضى سيمكن القوى الكردية من تحقيق دولة كردية موحدة! اي .توهم الاكراد كما توهم العرب
قبل قرن حين تم ضرب الامبراطورية العثمانية فتصور العرب ان الاوان قد حان لقيام الدولة العربية وتاجر القومجية بالوحدة العربية! لذا يتاجر بعض القوى القومية الكردية اليوم باقامة دولة كردية من المحيط الى الخليج وبشعوب جائعة و خائبة!!بهذا تم تدمير النضال الثوري للاحرار العرب والكرد, اي امريكا بغزو العولمة هي كما زمن نابليون وشعاره الكاذب محررين لا فاتحين.على الاحرار الكرد عدم الركض وراء قوى الغرب وامريكا بل على العرب والاكراد الاحرار العودة للنضال المشترك ضد الامبريالية الامريكية التي تحاول ابتلاع ليس الثروات
فحسب بل القوميات والاوطان مع تدمير للبشر والعمران وتخريب البيئة والعراق مثال صارخ, إلا الذين على عيونهم غشاوة!ن

اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة