الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عطر الماضي

نزهة الرملاوي

2018 / 1 / 26
الادب والفن


نزهة الرملاوي

عطر الماضي ..

يا الله! أعادت لي الأمكنة والبيت والشبابيك أريجًا من عطر الماضي ما زال منتشرا في الذاكرة، نعم إنه ذلك الفتى، حبي الأول. ما زالت ذكراه عالقة في وجداني، وصورته تقرب لي مسافات الغياب. ما زلت أذكر كيف كان يدنو من سور بيتنا ويختبئ خلفه؛ حتى لا يراه أحد رجالنا، فيضيع بين يديه بلا رحمة، وكيف كان يعاود القدوم بين الحين والآخر؛ ليراني من خلف النافذة فيلوح لي بمنديله المبلل بالعرق صيفًا، وبقبّعته السوداء شتاء. وكلما داست أقدامه حيّنا، امتدّت يده إلى الورد الجوري في بستان الجيران، في لحظة غفلة منهم، يقطفها، ويقذفها نحو نافذتي ضاحكًا ويلوذ بالفرار. وفي الصباح المدرسي تراقب عيوني تسلّله، وهو يحاول تسلق أسوار المدرسة، وبعدما يخرج من مدرسته ظهرًا، فينهره الحارس ويتوارى عن الأنظار.
غاب الصبيّ، وهُجّر مع من هجّروا، كموسم ربيع ما فتأ أن احترق شوقًا من الغياب، لم أره منذ ذلك الوقت، ضاع في شوارع المدينة ولم يأت كعادته كل مساء، ترك عيوني خلف نوافذ الأمل تنتظر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا