الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كسر إرادة الكرد ، و تقويض عزيمتهم محالٌ .
يوسف حمك
2018 / 1 / 28القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مواقف الأحزاب الإسلامية بشطريها الشيعية و السنية ( الأيرانية – الإخوانية – الأردوغانية ) لا تختلف عن مواقف الشوفينيين و القومجيين ( الفرس – و العرب – و الترك ) حيال القضية الكردية ، و الحقوق المشروعة العادلة لكل الشعوب في تقرير مصيرها المثبتة في لوائح مجلس العموم لهيئة الأمم المتحدة ، و كل المنظمات الإنسانية و الحقوقية .
مثلما مارس الشوفينيون كل أساليب القتل و العنف و القهر و التدمير على الكرد لفرض الحلول المذلة عليهم . بالاتفاق مع القوى العظمى و الاستعانة بها و بمساوماتها اللاأخلاقية ، حتى في حملات الإبادة الجماعية و الأنفال باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً . و تارةً بالتطهير العرقي و التعريب و التتريك و التفريس ، بغية شل إرادتهم ، و خنق روح المقاومة ، و تقويض النضال و الكفاح باعتقال المقاومين ، و ممارسة الأساليب الفاشية عليهم بكافة صنوف التعذيب و صولاً إلى الإعدامات الجماعية .
و رغم صبهم جام حقدهم على مدنهم و قراهم بهدمها فوق رؤوسهم ، و تهجيرهم قسراً ، إلا أنهم عجزوا عن وأد روح المقاومة فيهم لشغفهم بالحياة ، و رسوخ إيمانهم بعدالة قضيتهم ، و توقهم الشديد للحرية .
الإسلاميون الحاليون لم يتعلموا من تجارب أسلافهم الشوفينيين . بل ساروا على دربهم مؤمنين بالنهج ذاته ، فمارسوا الإقصاء و التهميش بحقهم و الموت و التدمير باسم وحدة البلاد ، أو بذريعة الحفاظ على أمنهم القومي ، فخاضوا حروباً داخليةً لطمس هوية الكرد ، و خارجيةً تحقيقاً لطموحاتٍ توسعيةٍ .
و الدول الكبرى تتخاذل بتصريحاتٍ متناقضةٍ تؤكد تفهمها لمخاوف أولئك الحاقدين التي تعتبر بحد ذاتها ( هضماً للحقوق ، و كسراً للإرادة الحرة ) . فبدلاً من الوقوف ضدها تتسارع إلى إبرام صفقاتٍ مشبوهةٍ ، و جني فوائد تدر عليها بالمال الوفير ، و كسب المزيد من النفوذ و الوصاية على الجميع ، تبريراً للاحتلال و الانتداب .
حتى الأحزاب الشيوعية والقوى اليسارية و العلمانية و التقدمية تتخذ غالباً مواقف مناهضةً إزاء حقوق الكرد ، أو تسد آذانها عما يُقترف ضدهم من المظالم و الانتهاكات اللاإنسانية الفظيعة ، أو تصدر منها نادراً بعض المواقف الخجولة التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب .
الجميع يبيعون الذمة ، و يبتلعون الضمير اليقظ ، و يرقصون على أشلاء أجساد الكرد و غيرهم .... يقدمون أدواراً مشبوهةً تثير الاشمئزاز .
و كي تظل المعايير حكراً عليها تطلق صفة الإرهاب جزافاً على من تريدها ( في حين أنها هي لب الإرهاب ، و جوهره ) .
حال الكرد كحال سيزيف و الآلهة التي سلطت عليه غضبها ، لتمرده عليها ، و احتقاره لتلك الآلهة ، و عشقه للحياة ، و كرهه الشديد للموت و الفناء .
فكانت أن انسلخته من مسراته ، و حكمت عليه بالعقاب مدى الحياة . بحمله صخرةً ثقيلةً متسلقاً إلى أعلى الجبل ، و دحرجتها لتهوي إلى الأسفل ، فيعاود النزول ليصلها إلى القمة مجدداً و هكذا بلا نهايةٍ .
و كأن الله عاقب الكرد أبدياً ، أو أوحى إلى من ينوب عنه لمعاقبتهم . نظراً لشغفهم بالحياة – و غرامهم بالحرية و استقلالية الذات – و احتقارهم لظلم الجبابرة المفروض عليهم بحجم الجبال ، و كرههم للموت و العدم بحجم الكون كله .
لذا فنضالهم الذي لا يتوقف البتة ، هو المتنفس الوحيد لهم ، أوجاعهم أثقل من أن يحتمل ، و إيمانهم بعدالة قضيتهم يدفعهم إلى الاعتقاد بأن العدل يجب تسويته بين البشر جميعاً ، و إلا فإن العقوبة المفروضة عليهم دون سواهم باطلةٌ ، و غبنٌ يجب إزالتها بالتمرد و العصيان ، لإثبات أن حكمة الإله زيفٌ تتغذى بالخيال ، مهما التصقت تلك الحكمة القديمة بمقاومتهم و بطولاتهم الحديثة الآنية ، و مهما تشابهت مآسيهم المتلاحقة بمأساة سيزيف .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رغم تراجع شعبيته.. ماكرون يكثف حملاته الدعائية | #غرفة_الأخب
.. اتهامات متبادلة بين فتح وحماس بعد تأجيل محادثات بكين | #غرفة
.. أنقرة تحذر.. يجب وقف الحرب قبل أن تتوسع | #غرفة_الأخبار
.. هل تنجح جهود الوساطة الألمانية في خفض التصعيد بين حزب الله و
.. 3 شهداء إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين شمالي مدينة