الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصائل المسلحة بين متطلبات الأمس وتحديات الغد

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الفصائل المسلحة بين متطلبات الأمس وتحديات الغد

مفهوم الفصائل المسلحة لم تكن وليدة اليوم بل تمتد جذورها إلى تسعينات القرن الثامن عشر وقد يكون أكثر من ذلك وقد اختلفت أسمائها وتوجهاتها ومعتقداتها وهي مازالت موجودة حتى يومنا هذا وقد تكون ظروف التي اقتضت وجودها متغيرات داخلية و خارجية ولعل أهم الأسباب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي و تغير في وضع البلد من طبيعة الأنظمة الحاكمة من الاستعمار والانتداب ووصولا إلى نظام الجمهوري وما أفرزت هذا التحولات من نشوء صراعات و خلافات و التصادم مع الحكومات المتعاقبة و قيام الثورات والانتفاضات هذا من جانب وجانب أخر ثروات وخيرات البلد مع وجود الإطماع التدخلات خارجية ومحاولاتها لتحقيق أهدافها ولأسباب متعددة دعمت هذا الدول أو ساعدت بتكوين هذا الفصائل أو المجموعات المسلحة إن مرحلة ما بعد دخول القوات الأمريكية للعراق تعد من أكثر المراحل في تاريخ البلد قياسا لكل الفترات السابقة وحتى في فترة النظام السابق لم يتجاوز عددها أصابع اليد بسبب ظلم الحكم وما اقترف من جرائم ظلت عالقة في ذاكرة الكثيرين فكان ظهورا للفصائل المسلحة بشكل أوسع وما تسببت من مشاكل وتغير نظام الحكم ووصول مكونات إلى دفة السلطة و الخاسرين من هذا التغير دعموا حركات التسلح بعناوين مختلفة سواء ضد الاحتلال أو طائفة معينة مما سبب تصاعد حدة الخلافات والمشاكل حتى في المكون الواحد ووصولنا إلى حد الاقتتال الداخلي و كان تفجير الإمامين العسكريين اكبر دليل إلى دفع الأمور نحو شحن الأجواء وظهور أو سببا ظرفياً نحو مزايد من نشوء الحركات أو التيارات المسلحة هذا على المستوى الداخلي أما على المستوى الخارجي لدول الجوار التي كان في الغالب موقفها سلبيا من التجربة الديمقراطية الجديدة والمخاوف من وصول المكون الشيعي للحكم وانتقال التجربة أليها ومحاولة إفشالها وفرض أجندتها والكيل بمكيالين دعمت حركات التسلح بشكل مباشر أو غير مباشر ونحن لسنا بعيدين عن دائرة الصراع والأحداث الجارية المتعاقبة بعد ظهور مفهوم الربيع العربي وما أنتج من ظهور هكذا نشاطات لجماعات تعددت أسمائها وعنوانيها وأصبحت واجهة أو أداة لدول لغايات و أهداف معلومة للجميع فكان نصيبنا منها دخول دأعش والانكسار الكبير قي قواتنا الأمنية وما ألت إليه أمور البلد نحو الهاوية والمجهول فجاءت الفتوى الجهادية المباركة من مرجعيتنا بحمل السلاح والدفاع عن البلد و المقدسات أدت إلى التزايد الملحوظ في ظهور عدة فصائل ومن مختلف الطوائف والتي ضحت بالغالي والنفيس من اجل الوطن حتى تحرير الأرض المغتصبة من أعداء الدين و فعلا تم التحرير و إعلان النصر النهائي واليوم تتصاعد الأصوات من عدة إطراف داخلية ودولية تدعوا إلى نزع سلاح الفصائل وهنا يجب نميز ما بين فصائل قاتلت من اجلنا و فصائل لها ارتباطات أخرى ووجودها لا يخدم الوضع ويشكل تهديدا مباشرة لأمن البلد والتي يجب حصر دورها ونزع أسلحتها و مواجهتا بكل الطرق وحتى لو اقتضى الأمر عسكريا و أخرى متطلبات المرحلة الحرجة فرضت ظهورها و قاتلت وضحت بينما نحن نعيش تحديات مرحلية صعبة للغاية وصراعات دولية على أشدها في المنطقة وقواتنا الأمنية مازالت بحاجة إلى دعم و إسناد وحتى خطابات الجمعة تأكد أهمية دور الكل إن يكون الجميع تحت ظل لواء الدولة و تدمج عناصره مع المنظومة الأمنية وتكون جمعيها تحت سيطرتها وباسمها و تلغى كافة المسميات التي حملت أسماء طائفية وعناوين كانت محلاً للنقد واستياء من البعض وعدم السماح لأي تشكيل أخر بالعمل خارج نطاق الدولة و إنهاء مظاهر التسلح ولا تستغل هذا المجموعات في مأرب أخرى أو سبباً لظهور أخرى وبتعاون الجميع يتحقق الأمن والاستقرار 0
ماهر ضياء محيي الدين










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لإدانتها بالسخرية من حال البلاد.. محكمة تونسية تقضي بحبس الم


.. من هم الأشخاص الذين يجب عليهم تجنب شرب الشاي بعد الطعام مباش




.. السودان بين الحوار أوالانهيار | #رادار


.. بعد فشلِه في احتواء أضرارِ المناظرة .. بايدن يضع الديمقراطيي




.. كتلة اليمين داخل برلمان أوروبا تكتمل.. عهد أوربان الجديد